كتبت – أميرة سلطان..
تسببت أزمة تأشيرات الترانزيت في حالة من الهرج والغضب بين المسافرين داخل أروقة مطار القاهرة الدولي، على خلفية إبلاغهم قبيل إقلاع رحلاتهم الجوية بعدم إمكانية السفر إلى إحدى دول الترانزيت دون تأشيرة، على عكس المعتاد والشائع دومًا.
وهو ما أدى إلى ازدحام أعداد من الركاب في صالات الانتظار لساعات وعدول البعض الآخر عن السفر، نظرًا لعدم قدرتهم المالية على حجز طيران مباشر إلى الواجهة النهائية الراغبون في السفر إليها.
أزمة تأشيرات الترانزيت
حدثت تلك الأزمة مؤخرًا بين ركاب الطائرة المتجهة إلى رومانيا كدولة ترانزيت قبل السفر إلى العاصمة البريطانية لندن، إذ أبلغتهم سلطات مطار القاهرة بعدم إمكانية إتمام الرحلة الجوية إلا لمن لديهم تأشيرة دخول رومانيا أو تأشيرة شنغن، بناءً على قرار بدأ سريانه منذ شهر أبريل الجاري، وهو ما قوبل باعتراض كبير من المسافرين الذين أعربوا عن استياءهم من إبلاغهم بتلك التعليمات قبيل إقلاع موعد رحلاتهم مباشرة، وعدم إخطارهم بتلك التعليمات من قبل، خاصة وأنهم لديهم التزامات تحتم على البعض السفر دون أي تأجيل، وعدم توافر السيولة النقدية التي تسمح بحجز رحلة طيران مباشرة جديدة، خاصة وأن معظم المسافرين عائلات وأسر كاملة وهو ما يكبدهم بشكل مفاجئ مبالغ كبيرة لم تكن في الحسبان.
من بين هؤلاء، نورهان أبو طالب، سيدة مصرية حاصلة على الإقامة الدائمة في المملكة المتحدة البريطانية، والتي تم توقيفها هي وعددًا من المسافرين من قبل سلطات مطار القاهرة أثناء مغادرتها الأراضي المصرية بصحبة أبناءها الأربعة، متجهة إلى دولة رومانيا كمحطة ترانزيت يوم 15 من شهر أبريل الجاري، معللين ذلك بأن رومانيا حظرت دخول أراضيها دون الحصول على تأشيرة شنغن.
وحاولت توضيح أن السفر إلى رومانيا مجرد محطة ترانزيت لعدة ساعات وبعدها ستغادر إلى بريطانيا لكن دون جدوى.
تأشيرة شنغن
وأضافت “نورهان”، إن الأمر تكرر مع عدد كبير من ركاب الرحلة نفسها، لكن من حسن حظ البعض أن لديهم تأشيرة شنغن، لكنها وجدت نفسها في موقف لا تُحسد عليه، فجميع أبناءها يحملون الجنسية البريطانية ويمكنهم السفر بسهولة بينما هي لا.
وتابعت: “كيف أتركهم يسافرون وحدهم وأكبرهم في عمر الـ14 ، وأصغرهم طفلة عمرها 4 سنوات، ولن يُسمح لهم بالسفر، في لحظات شعرت بانهيار عصبي وخوف شديد على أبنائي، خصوصًا أنني مُلزمة بموعد مدارس وليس لدي رفاهية حجز 5 تذاكر مجددًا إلى بريطانيا مباشرة، والتي قد تصل لـ 600 لـ 700 ألف جنيه”.
وأردفت: “طلبت من طبيب في نفس الرحلة أن يسافر مع أولادي على عهدته وبصحبته، بعد أن تعرض هو الآخر لموقف مشابه ولم تتمكن زوجته من السفر بسبب تأشيرة الشنغن، واضطررت للحاق بأولادي لحجز تذكرة إلى بريطانيا مباشرة يعادل سعرها 80 ألف جنيه، وبعد انتهاء إجراءات المغادرة فوجئ الجميع بما حدث معي وأن الأمر لم يكن إنسانيًا أو قانونيًا، نظرًا لأن الإقامة البريطانية تتيح السفر لأي دولة ترانزيت دون مشكلة”.
واعتبرت تصرف سلطات المطار في مصر غير منطقي وغير لائق، وقالت: “نزلت مصر يوم 28 مارس وسافرت يوم 15 أبريل وطوال الأسبوعين لم يبلغنا أحد بتلك التعليمات، حتى أتمكن من التحرك وطلب التأشيرة من السفارة الرومانية، لكن هذا لم يحدث ولم أتلق أي بريد أو رسالة من سلطات المطار بشأن قرار رومانيا، وهذا الأمر لم يحدث معي لشخصي تحديدًا بل الجميع في الرحلة فوجئ بهذا الأمر”.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أعربت “نورهان” عن تمسكها بحقها القانوني ضد تصرف الشركة وسلطات المطار، وأوضحت أنها قدمت بريدًا إلكترونيًا للشركة شرحت خلاله الواقعة بالتفصيل، لكن حتى الآن لم يتم الرد بشكل رسمي على رسالتها، مطالبة الشركة بإصدار اعتذار رسمي لها على أقل تقدير، وإعادة ثمن تذكرة السفر الملغاة من جانبهم.
واختتمت: “إذا لم يحدث ذلك سأتخذ الإجراءات القانونية عن طريق محامي لمقاضاة الشركة، وتعويضي عما تعرضت له من ضرر نفسي ومادي بالغ”.