رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

مكان استخراج التصريح الأمني ومواعيد العمل.. دليل شامل للمسافرين

كتبت_ سما صبري.. يتطلب السفر إلى عدة دول حول العالم...

الفرع في غزة والأصل في مصر: تعرف على أشهر العائلات المصرية في القطاع.. وتواجد كبير للشرقية والصعيد

كتبت - إسراء محمد علي..   المصري، الصعيدي، الشبراوي، الجرجاوي، هذه...

موعد طرح تذاكر مباراة الأهلي في الدوحة ببطولة انتركونتننتال

كتبت - ليلى عبد العزيز: بدأ جمهور المارد الأحمر في...

إيطاليا.. صرف تعويض 157 ألف يورو لشاب مصري بعد عامين من الحبس

كتب- محمد أبو الدهب.. قضت محكمة إيطالية بتعويض مواطن مصري...

«تأشيرات الموت».. عصابات التهريب تستغل أحلام الشباب لدخول أمريكا بـ35 ألف دولار.. ومتضررون: «يا تفوت يا تموت»

كتبت – أميرة سلطان..

تحوّل حلم السفر إلى أمريكا إلى كابوس مرير لعدد من الشباب الذين لجأوا إلى التهريب غير الشرعي كطريق بديل للوصول إلى الولايات المتحدة، إثر تشديد السياسات الأمريكية تجاه المهاجرين.

فمع تصاعد القيود على الهجرة الشرعية وزيادة الطلب على تأشيرات دخول أمريكا، نشطت عمليات التهريب التي تُسهم في تضخيم معاناة هؤلاء الشباب، وتحملها مخاطر جمة تتجاوز مجرد البحث عن فرص حياة أفضل.

تأشيرة الهجرة إلى أمريكا

لطالما كان السفر والهجرة إلى أمريكا حلمًا يراود الكثيرين، نظرًا للفرص والامتيازات التي توفرها البلاد لمواطنيها والمقيمين على أراضيها، ورغم تعدد أنواع التأشيرات التي تتيحها السلطات الأمريكية لدخول البلاد لأغراض العمل أو السياحة أو الدراسة أو العلاج، إلى جانب برامج الهجرة الشرعية مثل برنامج اللوتري وطلبات اللجوء، فإن الإجراءات أصبحت أكثر تعقيدًا وفرضت قيودًا مشددة.

وفي ظل تلك الظروف الصعبة نشطت عمليات التهريب كبديل محفوف بالمخاطر للعديد من الشباب الذين يأملون في فرصة للعيش والعمل في أمريكا، من بين هؤلاء قال “محمود.ع”، وهو شاب مصري من محافظة المنيا، إن رحلته إلى أمريكا لم تكن سهلة على الإطلاق بعدما أوهمه أحد أبناء قريته أن الحل الوحيد للسفر إلى أمريكا والحصول على إقامة وفرصة عمل ذات عائد مالي مغري هو السفر بطريقة غير شرعية دون الحاجة إلى حجز موعد مع السفارة الأمريكية أو إجراء مقابلات.

تأشيرة أمريكا

تفاصيل الاتفاق بين محمود وأحد السماسرة كانت صادمة، حيث ذكر الشاب أن تكلفة الرحلة غير الشرعية بلغت حوالي 24 ألف دولار مقابل تسهيل إجراءات السفر من مصر إلى أمريكا، من خلال الاتفاق مع عصابات تهريب ستتولى مهمة اختراق الحدود على جميع النقاط التي سيمر بها هو ومجموعة من الشباب.

كواليس رحلة الموت إلى أمريكا

وأضاف محمود في حديثه لـ”وصال”: “الرحلة كانت من مصر إلى موريتانيا، ومنها إلى نيكاراجوا، ثم إلى هندوراس وغواتيمالا والمكسيك، لكنها لم تكن سوى رحلة عذاب، من عصابة تهريب لأخرى، وفي كل مرة كنت أضع يدي على قلبي خوفًا من الوقوع ضحية عصابات الاتجار بالأعضاء أو المخدرات واللصوص، فالأمر محفوف دائمًا بالمخاطر”.

واستكمل حديثه قائلاً: “ده طريق تهريب والمهربين دول عصابات متوقع منهم كل حاجة، واللي بيموت أو يحصل له حاجة مالوش دية، سمعنا كتير عن قصص ناس طلعوا تهريب وانقطعت أخبارهم من سنين الله أعلم إيه حصلهم”.

رواية مماثلة ذكر تفاصيلها “نادر.ا”، الذي قال: “أقدمت على السفر إلى أمريكا من خلال عرض لأحد السماسرة بدفع 800 ألف جنيه مقابل الوصول إلى أمريكا عن طريق المكسيك، كما فعل ابن خالتي قبل شهرين، وبعد الوصول إلى أمريكا تدفع 15 ألف دولار للمحامي لتوفيق الأوضاع بشكل قانوني، أي أن الأمر يتكلف 35 ألف دولار”.

تحذيرات من الهجرة غير الشرعية

تلك الروايات أثارت غضب شريحة كبيرة من المصريين المهاجرين بشكل شرعي، الذين اعتبروا أن الأمر يسيء إلى عموم المهاجرين المصريين، ويحرم شريحة كبيرة من الراغبين في السفر من تلك الفرصة؛ بسبب وضع المصريين في القائمة السوداء من قبل السفارة الأمريكية.

واعتبر البعض رواج تلك الطريقة غير الشرعية في السفر إلى أمريكا أمرًا ينم عن جهل كبير واستغلال غير مبرر نظير مبالغ باهظة بشكل غير طبيعي، في حين أن الطرق الشرعية متاحة وبتكلفة أقل من ذلك بكثير.

فبعضهم تحدث عن إمكانية الحصول على تأشيرة دراسة بحوالي 20 ألف دولار فقط ودخول البلاد بشكل شرعي دون مخاطرة، سواء من قبل عصابات التهريب أو مطاردة من السلطات الأمريكية، أو التقديم على تأشيرة سياحة أو استثمار أو اللوتري الأمريكي.

وعلّق هادي محمد -مقيم مصري في أمريكا- قائلاً: “يعني 20 ألف دولار غير مصاريفك غير المحامي، يعني أقل حاجة 30 ألف دولار، تحط الفلوس دي عشان تروح على الحدود يا تفوت يا تموت، وإذا دخلت تقضيها ملاجئ وهروب وممكن تترحل وتتعرض للإهانة، وبعد كل ده أنت وحظك. نصيحة، اتجه للطريق الصح، ماتخسرش وقتك وفلوسك، ادخل سياحة وشوف الدنيا بأمان”.

تجدر الإشارة إلى أن السياسات الأمريكية قد شهدت في السنوات الأخيرة تشددًا ملحوظًا تجاه الهجرة، حيث فرضت قيودًا أكثر صرامة على إصدار التأشيرات وزادت من التدقيق في طلبات الهجرة.

وهذا التشدد دفع بعض الأفراد إلى اللجوء إلى طرق غير شرعية، مما أدى إلى زيادة نشاط عصابات التهريب وتفاقم معاناة المهاجرين غير الشرعيين.

إليك فرص عمل في أمريكا للعرب