رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

خطوة بخطوة.. طريقة استخراج تصريح سفر للأطفال أقل من 18 عامًا

كتبت - أسماء أحمد..   أعلنت السلطات المصرية منع سفر القصر...

حكاية «السويسي» نجم السوشيال ميديا الجديد.. من الهروب في قوارب الموت إلى احتساء القهوة في إيطاليا

كتب- هناء سويلم..   بـ«تفة قهوة وقرص ترب» اشتهر التيكتوكر المصري...

«قد تخسرين حضانة أطفالك».. تعرفي على شروط سفر الأبناء مع الأم خارج مصر

كتبت - أسماء أحمد..   تبحث الكثير من السيدات المصريات عن...

حوّشت من 500 ألف لمليون جنيه؟ هنقول لك أحسن طريقة تستثمرهم بيها

كتب – كريم الصاوي كثير من المصريين المقيمين والعاملين بالخارج...

على أبواب معبر رفح.. مصريون يستغيثون للعودة إلى الوطن هربًا من حرب غزة (فيديو)

كتبت – إسراء السيد..

على مسافة بضعة مترات قليلة عن أرضهم تجمعوا بالعشرات، لأيام طوال يحاولون المرور من البوابة التي تحجز بينهم وبين أحبائهم في وطنهم الأصلي “مصر”، بعض هؤلاء كان متزوجًا يعيش بالقطاع مستقرًا رفقة عائلته، وآخر خرج لزيارة بعضًا من أفراد أسرته المقيمين هناك، لكن وفي السابع من أكتوبر ومع بداية الحرب العنيفة على قطاع غزة تبدّل الحال، وبات كل من يملك هوية مصرية يسعى بالنجاة بنفسه وأبنائه والخروج نحو القاهرة لكن الأمر لم يسر كما شاؤوا.

في ساحة معبر رفح من الجانب الفلسطيني، جلس الشاب محمد رفقة بعضًا من المصريين، ينتظرون إصدار قرار بمرورهم إلى الوطن،  بعدما دمر الاحتلال منازلهم في مدينة خانيونس والتي تقع جنوب القطاع، بالرغم من أنّ الاحتلال وصفها مع بداية عدوانه أنها مناطق آمنة للنزوح لكنّ، القدر شاء أن يصبح منزل محمد وعائلته ضمن أهداف الاحتلال فتم قصفه وتدميره لكن الشاب نجا ليبحث عن فرصة للخروج إلى مصر.

30 يومًا ومحمد وبعضًا من عائلته وأصدقائه يجلسون في معبر رفح الفلسطيني، الشاب الذي  تحدث لوصال عن الصعوبات التي يواجهونها حاليا في ظل البرد الشديد وعدم توفر الطعام والشراب، خاصة وأنه لم يجد أمامه مأوى آمن رفقة أطفاله سوى الذهاب إلى المعبر، كما أنه يواجه حاليا خطر تدهور حالته في ظل الحالة التي يقيمون فيها كونه أجرى في الماضي جراحة قلب مفتوح.

“قالولنا المشكلة في الجانب المصري وهما اللي مش عايزين يعدوكم ” منذ نحو 15 يومًا وهناك شح في المياه والطعام لدى العالقين في المعبر، يقومون بشراء مستلزمات الحياة بشكل يومي طعام وشراب بمبالغ تجاوزت الـ70 دولارا، لكن لا خيار آخر أمام محمد ورفاقه، فالموت جوعًا وعطشًا ليس أقل قسوة من الموت برصاص المحتل.

يعيش محمد وعائلته في قطاع غزة زوجته تحمل الجنسية الفلسطينية، تزوجا قبل سنوات وأنجبا أطفالهم الثلاثة، أقاموا في القطاع واجهتهم بعض الصعوبات والمشاكل لكن حياتهم كانت هادئة، حتى يوم السابع من أكتوبر، قصف منزلهم وباتوا عالقين داخل صالة المعبر بلا مأوى آمن، حتى أن الخطر يداهمهم بين الحين والآخر، إما بضربات صاروخية تطال محيط المعبر الفلسطيني أو حتى صعوبة ليل الشتاء التي قد تودي بحياتهم هي الأخرى، لا يطلبون سوى الدخول إلى أرض وطنهم.

الوضع لم يختلف كثيرًا  مع الدكتور إيهاب مخيمر، والذي قضى نحو 30 يومًا في معبر رفح الفلسطيني، منتظرًا الفرج للمرور إلى مصر، يقضي أيامه رفقة أبنائه في ظل ظروف قاسية وصعبة، يجاهدون للحصول على الطعام والشراب، حتى أن المرض أصابهم، فأصبحوا مرضى مصابين بالأنيميا وسوء التغذية.

“حاسس إن ولادي بيروحوا مني”، في حديثه لـ وصال، لم يأمل المواطن المصري سوى الخروج من المعبر إلى وطنه، موجها العديد من المناشدات للسلطات التي تتواجد على بعد مترات قليلة منه للسماح له بالمرور وانتهاء معاناته التي بدأت في السابع من أكتوبر.

حال الدكتور إيهاب وغيره العشرات ممن يتواجدون داخل أروقة معبر رفح من الجانب الفلسطيني، تشابه مع حال الطفلة المصرية “لين عبد الرحمن”، الطفلة التي لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها بات حلمها الوحيد هو إنهاء المعاناة التي تعيشها رفقة أسرتها لأكثر من 35 يومًا، فبعد أن نجت الفتاة رفقة أسرتها من قصف الاحتلال على مدينتها، لجأت إلى المعبر تحلم كل يوم أن تدخل إلى وطنها .

“احنا بايتين في معبر رفح البري بالسقعة وبالبرد”، الطفلة التي تحمل الجنسية المصرية، لم يعد حلمها اليوم سوى البحث عن مكان دافئ والحصول على الطعام والشراب، في ظل معاناة قاسية تعيشها رفقة عائلتها والعشرات من العائلات الفلسطينية، لكنها لم تفقد الأمل في الخروج، تدعو الله ليل نهار، تناشد وتستغيث بالسلطات المصرية، علّها تستيقظ في يوم على حلم الوصول إلى أرض الوطن وانتهاء المعاناة.

بالرغم من أن الغالبية ممن تواجدن على المعبر لم يفقدوا الأمل نهائيّا في الخروج، إلا أنّ السيدة المصرية أميرة وبناتها الثلاثة اللاتي لم يبلغ عمر أكبرهم الـ15 عامًا لم يعد لديهن أمل في المرور إلى الجانب الآخر، فبعد أكثر من 30 يومًا تملك الأمل قلب السيدة وبناتها عندما أخبرهم الضابط بالجانب الفلسطيني أنه يمكنهم المرور إلى الجانب المصري للدخول إلى الوطن.

خطوات متسارعة كانت تخطوها أميرة وبناتها في الأمتار التي كانت تفصل بوابتى المعبر الفلسطيني عن المصري، علت على وجهها ابتسامة أمل وانتصار أنّها وأخيرًا ستكون في أمان داخل وطنها، بعدما نجت رفقة بناتها من القصف لذا قررت الخروج بهن إلى عائلتها التي تقيم بمحافظة القاهرة تاركة خلفها زوجها الفلسطيني يواجه مصيرًا صعبًا في القطاع، حيث أنه من الصعب عليه الخروج كونه لا يحمل هوية مصرية.

السيدة في حديثها لـ وصال، ذكرت أنه فور دخولها المعبر من الجانب المصري، أخبرها المسؤولون أنّه يمكنها المرور فقط وحدها دون البنات الثلاث، السيدة التي وضعت في اختيار صعب إما تجاوز الحدود والعودة بسلام تاركة خلفها بناتها الثلاث أو البقاء رفقتهن، كونهن لا يحملن  الهوية المصرية، بالرغم من أن الأم مصرية الجنسية، لذا لم يكن هناك خيار أمامها سوى العودة بأدراجها من جديد نحو الجانب الفلسطيني فاقدة الأمل في المرور ـ “مش هرجع بلدي وأبقى في أمان وأسيب بناتي هفضل وأموت معاهم”.