رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

خطوة بخطوة.. طريقة استخراج تصريح سفر للأطفال أقل من 18 عامًا

كتبت - أسماء أحمد..   أعلنت السلطات المصرية منع سفر القصر...

حكاية «السويسي» نجم السوشيال ميديا الجديد.. من الهروب في قوارب الموت إلى احتساء القهوة في إيطاليا

كتب- هناء سويلم..   بـ«تفة قهوة وقرص ترب» اشتهر التيكتوكر المصري...

«قد تخسرين حضانة أطفالك».. تعرفي على شروط سفر الأبناء مع الأم خارج مصر

كتبت - أسماء أحمد..   تبحث الكثير من السيدات المصريات عن...

حوّشت من 500 ألف لمليون جنيه؟ هنقول لك أحسن طريقة تستثمرهم بيها

كتب – كريم الصاوي كثير من المصريين المقيمين والعاملين بالخارج...

هل يصوّت العرب لحزب الأتراك «دافا» في الانتخابات الأوروبية؟

كتب – هاني جريشة..

حالة من الجدل فرضها حزب «دافا» الذي أنشأه الأتراك في ألمانيا مؤخرًا، فالبعض يراه امتداد لأردوغان وتوغل تركي في الحياة السياسية الألمانية، والبعض الآخر يراه حزبًا ألمانيًا خالصًا بامتياز، خاصة أن الأتراك الألمان يمثلون أكبر جالية في ألمانيا يحملون الجنسية ولهم حق التصويت والانتخاب ومتجذرين في الحياة السياسية منذ عقود طويلة.

الحزب الجديد دافا/ DAVA وهو اختصار لـ«التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والتنمية» ويسعى الحزب للترشح للانتخابات الأوروبية في التاسع من يونيو المقبل، ويدفع بأربعة أسماء من المرشحين المعروفة بالفعل، وجميعهم جذبوا الانتباه في الماضي بسبب ارتباطهم بأنقرة.

أبرز مرشحي حزب الأتراك دافا في الانتخابات الأوروبية

فاتح زينغال

المرشح الأبرز للانتخابات، عمل لفترة طويلة كمتحدث باسم اتحاد الديمقراطيين الدوليين (UID) وبحسب السلطات الألمانية، فهذا الاتحاد هو جماعة ضغط في ألمانيا تابعة لحزب العدالة والتنمية الحاكم التركي، تأسست في كولونيا عام 2004.

وتولى «زينغال» تنظيم الحملات الانتخابية للرئيس التركي أردوغان وغيره من المسؤولين في ألمانيا وأوروبا.

يونجا كايا أوغلو

الرئيسة السابقة لشبيبة اتحاد الديمقراطيين في ولاية بادن فورتمبيرغ، ترشحت أيضًا لصالح حزب دافا.

وتسعى المهندسة الشابة دخول البرلمان الأوروبي عن الحزب، وهي تروج لهذا الأمر على وسائل التواصل الاجتماعي وتجمع التوقيعات من أجل قبولها في الانتخابات الأوروبية، فمن الشروط الشكلية للترشح، الحصول على التوقيعات اللازمة البالغ عددها 4000 توقيع.

والمرشحان الآخران هما مصطفى يولداش وعلي إحسان أونلو، وكلاهما مسؤولان معروفان من الجالية التركية المسلمة في شمال ألمانيا.

حيث كان يولداش منخرطًا لسنوات مع الجماعة الإسلامية ملي غوروش.

أما أونلو فكان مع الاتحاد التركي الإسلامي «ديتيب»، وتحتفظ المنظمتان بعلاقات وثيقة مع أنقرة.

وتعد ديتيب أكبر منظمة إسلامية جامعة في ألمانيا، حيث ينتمي لها أكثر من 950 مسجدًا، ويتم تأهيل أئمتها من قبل المؤسسة الدينية في أنقرة قبل إرسالهم إلى ألمانيا.

ويتولى رئاسة الحزب تافيك أوزجان، الذي يكتب منذ فترة للموقع الإلكتروني باللغة الألمانية التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية الحكومية «TRT»، تقارير ومقالات حول المشاكل في ألمانيا مثل العنصرية وكراهية الإسلام والتضخم المرتفع، فيمثل بذلك معارضة قوية داخل ألمانيا، وعلى الرغم من العلاقات الوثيقة مع أنقرة، يرفض حزب دافا رسميًا أن يكون حزبًا لأردوغان.

مؤسسو حزب دافا يثقون في فرصهم

ويقول زينغال، المرشح الرئيسي لانتخابات البرلمان الأوروبي: «للحصول على أول مقعد في البرلمان الأوروبي، نحتاج إلى حوالي 250 ألف صوت، وتشير جميع توقعات الخبراء إلى أننا نستطيع الحصول عليها».

وتعتمد إمكانية الفوز بمزيد من المقاعد على قدرة حزب دافا في إقناع الناخبين خارج الأوساط التركية.

وأضاف: «الاهتمام الإعلامي الضخم خلال الأيام القليلة الماضية يصب في صالحنا، فلقد بتنا الآن معروفون في جميع أنحاء ألمانيا، ولم يكن من الممكن أن نحقق ذلك حتى مع ميزانية ترويج كبيرة».

أصوات المسلمين والعرب في الانتخابات الأوروبية

ويسعى حزب دافا بالفعل لجذب مجموعات أخرى من الناخبين خارج الجمهور التركي، مثل المسلمين الذين يحملون جواز سفر ألماني، فهل يحظى بأصوات الناخبين العرب والمصريين المقيمين ولهم حق التصويت

«وصال» استطلع أراء المصريين الذين يحملون الجنسية الألمانية ومن لهم حق التصويت حول رأيهم في حزب دافا ذو الجذور التركية وان كان سيحظى بتصويتهم أم لا.

ويرى نائب رئيس المركز الإسلامي في ميونخ الدكتور أحمد خلف ذو الأصول المصرية، أن السياسة الألمانية في الفترات الأخيرة خاصة في ملف غزة والانحياز التام لإسرائيل والتضييق على المظاهرات الداعمة لغزة كانت سببًا في عزوف الكثير من الأصول العربية والإسلامية عن الأحزاب المقربة من الحكومة الألمانية.

وقال خلف في تصريحات لـ”وصال” إن العنصرية المعادية للمسلمين، ومعاداة السامية، والتسامح المتزايد مع الهياكل الاستبدادية في السياسة، بمثابة تحديات تواجه عموم أوروبا، وتمتد إلى ما هو أبعد من بلدان أو مناطق محددة، وذلك ما يستدعي فرص أكثر لأصوات للحزب التركي.

وأشار «خلف» إلى أن حزب دافا يسعى إلى اللعب على وتيرة مكافحة التمييز وضمان الاعتراف الكامل بالأفراد ذوي الجذور الأجنبية ومنحهم حقوقهم، موضحًا أن هناك استبعاد للأشخاص ذوي الأصول الأجنبية في مختلف جوانب الحياة، بداية من البحث عن السكن وطلبات العمل وحتى المواقف اليومية مثل التعامل مع السلطات، وكذلك في المدارس، يواجه الطلاب ذوو الأصول الأجنبية الإقصاء وعدم تكافؤ الفرص.

كما أكد أن الأتراك كجالية مسلمة، متوغلين في ألمانيا منذ عقود طويلة يسيطرون على كبرى الجوامع والمراكز والمنظمات الإسلامية في ألمانيا، وهو ما يمكنهم بقوة في حشد الأصوات لحزب دفا من خارج أرضيتهم الانتخابية المسلمين من الجنسيات الأخرى والعرب والمصريين ممن لهم حق التصويت.

وأوضح أن «دافا» كحزب جديد يلعب على قضية اللاجئين ودمجهم في ألمانيا والاستفادة منهم في العمالة الماهرة، ومن ثم ودمجهم في الحياة السياسية واستقطاب أصواتهم فيما بعد حصولهم على الباسبور الألماني.

وختم قوله بأن حزب الأتراك لو تبنى سياسة اقتصادية وحلول للتضخم في ألمانيا وكانت لديه رؤية حقيقية للتنوع والتسامح، ووقف كراهية الأجانب، والعنصرية المعادية للمسلمين، فلا مانع من التصويت له.

الثقة في تحقيق المصلحة

من جانبه يرى المهندس المصري الألماني أحمد فؤاد، أن المصريين أو العرب الحاصلين على الجنسية الألمانية يتعاملون الآن كمواطنين ألمان، وينظرون إلى الأحزاب السياسية الموجودة في الساحة بنظرة محايدة بغض النظر عن خلفيتها إن كانت إسلامية أو غيرها.

وقال فؤاد في حديثه لـ«وصال» إن المصريين والعرب الألمان يتجهون للحزب الذي يتبنى حقوقهم ويحقق مطالبه المجتمعية بغض النظر عن خلفيته، فلو كان حزب دفا يحقق تلك المطالب فلا مانع من التصويت له، لكن إن كان هناك حزب آخر يتبنى حقوقهم بشكل أفضل بالتأكيد يصوتون له حتى وان كان حزبًا نازيًا فالمهم الثقة في تحقيق المصلحة.

وأشار إلى أنه قد يكون هناك عدد من العرب ينظرون إلى حزب الأتراك بنظرة عاطفية باعتباره ذو خلفية إسلامية، لكن هذا الأمر غير صائب ويجب الحكم على أي حزب وفق برنامجه السياسي وقدرته على التأثير وتبني مطالب أعضائه بعيدًا عن خلفيته.