كتب- هناء سويلم..
دائمًا ما يُنظر إلى المغترب المصري على أنه من الأثرياء، ويجب أن يغدق على أهله وأقاربه الدولارات والهدايا، فهو أصبح يعيش في الخارج ويمتلك حسابات بنكية بالدولار، وإن لم يفعل ذلك فهو ابن عاق وتبدأ العائلة في مقاطعته، فتصبح الغربة غربتين، غربة وطن وغربة أهل.
فالمصري المغترب بعد أن يسافر أو يهاجر ليستقر في الخارج ويحقق الحياة الكريمة لأبنائه، يقع في أزمات مع عائلته في مصر، فمنهم من يرى أنه يجب أن يقوم بمساعدتهم ماديًا، وأن يقوم بحل مشكلات العائلة المادية دون النظر لحالته المادية، فإن قام بذلك فهو الابن البار، وإن وقع في ضائقة ولم يستطيع إرسال الأموال إليهم يبتعد عنه الأهل والأحباب.
حنان الشاذلي، إحدى المصريات في أمريكا، قالت إنها في غربة منذ 33 عامًا، وفي بداية غربتها كانت تغدق على أقاربها بالهدايا والأموال الكثيرة، رغم أنها كانت تحرم نفسها في بعض الأحيان لتستطيع إرسال الهدايا، إلا أن الأمر أصبح فرضا عليها، وعندما تعرضت لظروف صحية وضائقة مالية أدار لها الجميع ظهره، وهو ما جعلها قاسية تجاههم.
المجتمع ينظر للمغترب على أنه ثري عربي
نورا أيضًا قالت إن جميع من في مصر ينظر إلى المغترب على أنه ثري عربي، ويظنون الهدايا التي نقوم بإدخار ثمنها على مدار أشهر أنها «بواقي مننا»، وإذا تعذرنا أو حدثت لنا ظروف في بعض الأحيان تتغير المعاملة معنا.
نسمة ممدوح، إحدى المصريات في أمريكا، قالت إنها ما زالت تتعافى نفسيًا بسبب أقرب الناس إليها، رغم أنها كانت ترسل آلاف الدولارات إليهم، ولكنهم تسببوا في أذى لها وكسرة كبيرة، وتركوها في شدة مرضها.
وإحدى المصريات في أمريكا رفضت ذكر اسمها، قالت إن لها شقيق مدمن على المخدرات، ولا يعمل ويعتمد عليها في الإنفاق على زوجته وأبنائه، ورغم محاولاتها في علاجه إلا أنه لا يستجيب للعلاج، وعندما قررت أن تقطع عنه الأموال ليقرر العلاج ولا يعتمد عليها، قامت والدتها بمقاطعتها وأخبرتها أنها ملزومة بالإنفاق على أبناء أخيها وزوجته، فاضطرت إلى الإنفاق مرة أخرى رغمًا عنها حتى لا تقاطعها والدتها.
في سياق آخر، قالت نرمين محمود، إحدى المصريات في أمريكا، إنها تحمد ربها على أهلها، فهم تحملوا غربتها وكانوا حريصين عليها أكثر من حرصها على نفسها، وكانت عندما تنزل إجازة إلى مصر يرفض أهلها أن تحضر هدايا، ودائمًا ما ينصحوها بأن تحافظ على أموالها.