حاورته – إسراء محمد علي..
“أنا عملي تطوعي، وهدفي خدمة المنتخبات المصرية، وليس لي أي مصلحة شخصية”، هكذا عبر محمد شعبان، وهو شاب مصري يعيش في الأردن، عن مبادرته لاستكشاف لاعبي كرة القدم المصريين مزدوجي الجنسية حول العالم، ومحاولته تقديمهم للمسؤولين عن المنتخبات الوطنية، ونجح في الكشف عن العشرات منهم في عديد من الأندية بجميع القارات، عن طريق البحث عنهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر مواقع انتقالات اللاعبين.
تواصلت “وصال” مع محمد شعبان، ليروي لنا ما القصة وكيف بدأ الأمر وما هي التحديات التي واجهها، فقال محمد شعبان، 30 سنة، مؤسس صفحة Les Talents Egyptian: “بداية عملي تقريباً في المجال كانت من سنة و٧ شهور تقريبا، وكان هدفي من الصفحة هو البحث عن لاعبين من أصول مصرية يعيشون خارج مصر، وهي عملية صعبة خاصة أن بعضهم لديهم أصول مصرية من جهة الأم أو الأجداد، ما يجعل العثور عليهم أمرا صعبا.
ويؤكد شعبان: ” اللاعب المحلي له احترامه ولكن عشان تنافس وترجع تحط بصمتك في افريقيا محتاج يكون فيه مشروع عندك مبني على ملف اللاعبين المصريين المولودين خارج مصر”، ويضيف: ” الموضوع بدأ معايا من زمان، بس مكنش عندي القدرة علي البحث والاكتشاف لأن مكانش فيه مجال زي حالياً كإمكانيات في التواصل، و لما فكرت كان عندي شغف عشان بحب بلدي وعايز اشوفها زي المغرب، اللي بيشتغلوا كويس على ملف مزدوجي الجنسية، وده شفناه في كأس العالم 2022، المغرب عندها قاعدة كبيرة من المغتربين، ومصر كمان عندها عدد كبير من المغتربين، فأكيد فيهم عدد كبير من لاعبي الكرة ومنهم المحترفين واللي بيلعب في أندية معروفة، بس محدش يعرف أنهم مصريين، لأن معظمهم جيل تالت، يعني أصولهم المصرية راجعة لطرف الجد والجدة، لكن بالفعل توصلت لأكبر عدد ممكن من اللاعبين المصريين المولودين خارج مصر، وأكتر دولة عثرت فيها على لاعبين من أصول مصرية كانت ألمانيا، كما وصلنا إلى لاعبين من أصول مصرية في دول مثل إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والنمسا والسويد وفنلندا وهولندا وويلز وبلجيكا وسويسرا والدنمارك والنرويج ومالطا وروسيا واستراليا ورومانيا والولايات المتحدة والبرازيل وكندا”.
شعبان: مسؤولي اتحاد الكرة يعطلون كل محاولاتنا للاستفادة من اللاعبين المصريين في الخارج
وتابع شعبان: “تجربة العراق وقبلها المغرب والجزائر وحالياً اندونيسيا والفلبين في ملف اللاعبين مزدوجي الجنسية هي تجارب تخليني لسة شغوف بعملي واستمراريتي فيه رغم العوائق، فالعراق حالياً شغالين زي المغرب ونشطين في استدعاء اللاعبين العراقيين مزدوجي الجنسية من كل مكان وده وضح بشدة علي كل الفئات العمرية للمنتخبات العراقية، وسيظهر بشكل أكبر في المستقبل”
وعن كيفية الوصول للاعبين من أصول مصرية، يوضح شعبان: “مسؤولية صعبة جدا، لأن دا محتاج عمل كبير من خلال البحث والتأكد بصفة شخصية من خلال اللاعبين أو أسرهم، بحثي أحيانا ما بين مواقع زي ترانسفير ماركت وفيسبوك وانستجرام، وتشابه الأسماء العربية أحيانا يخلق صعوبة في اكتشاف أصول اللاعبين وإثبات الأصل المصري، ومن أبرز اللاعبين اللي اكتشفتهم سليم طلب لاعب هيرتا برلين مواليد 2006، ويلعب في خط الوسط، وهو من أب مصري وأم ألمانية، وعثرت عليه أثناء بحثي علي إنستجرام وفي موقع نادي هيرتا برلين تحديداً، موضوع سليم قابلني طبعا اسمه في البحث وتاكدت فعلا من خلال والده، وكان لسة وقتها منضم لهيرتا برلين من فريق صغير في ألمانيا، وسليم من اللاعبين اللي بتوقع ليهم ظهور مميز خلال السنين الجاية لإن لديهم إمكانيات كبيرة، وتم استدعاؤه لمنتخب تحت 16 عامًا مع كابتن وهبه لمعسكر واحد فقط لمدة أسبوع دون أي مباريات، والغريب في الأمر أن اتحاد الكرة طلب من اللاعبين اللي نزلوا وقتها إنهم يتحملوا تذاكر الطيران وتكاليف الإقامة”.
ويحكي شعبان عن قصة أخرى لتعنت اتحاد الكرة مع اللاعبين المصريين مزدوجي الجنسية: “هناك لاعب من أصول مصرية يدعى كامرون إسماعيل، من أم مصرية وأب نيجيري، واللاعب تم تصعيده للعب في فريق أرسنال تحت 18 سنة بجانب تصعيده لفريق تحت 21 سنة أيضاً في أكثر من مُناسبة، لكن رغم ذلك تم رفض منحه الباسبور المصري، رغم أن والده كان يرحب بشدة حيث كان يتمنى لنجله مستقبلا جيدا بصرف النظر عن المنتخب الذي سيمثله مُستقبلاً”.
وطالب شعبان وزيرة الهجرة ومسؤولي اتحاد الكرة ووزير الشباب والرياضة والسفير المصري في إنجلترا للتدخل لإعطاء كامرون إسماعيل ووالدته الباسبور المصري، لأن اللاعب أعلن موقفه تحديدا في التمثيل الدولي، وفي فيديو رسمي صرح إنه عايز يلعب في منتخب مصر”.
ويستطرد شعبان: “جه عليا فترة كان عندي حلم يكون منتخب الناشئين مواليد 2006 كله من المحترفين المولودين خارج مصر واشتغلت في البحث وكان فيه ثمرة شغل بمساعدة بعض الأشقاء، ووصلت لأصول لاعبين مهمين جدا زي كامرون إسماعيل وكريم الديب وسليم طلب وإليوت جويندي ونوح المصري، لكن للأسف زي العادة الموضوع أصبح سراب وتهمشت اكتشافاتي وانتهت مرحلة المنتخب ده بطريقة مؤسفة بعدما خرج مُبكرا من تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم تحت 17 سنة، وأنا حالياً مركز جدا علي مواليد 2008 و2009 على أمل يكون الحلم المرة دي حقيقة وأقدم كل اللاعبين المهمين من اكتشافاتي عملي واكون قدرت أحقق غاية هدفي”.
وعن ألية البحث عن هؤلاء اللاعبين يشرح شعبان: “البحث عندي بياخد شقين بحيث بكون واقعي في إدراك إن الاكتشاف مش شرط يكون في نادي كبير أو يكون عموما من أصول مصرية مشتركة من جهة الأب والأم، بكون مُلتفت اكتر لتشجيع الولد وإدراكه علي معاني إنه يكون لديه أصول مصرية بحيث يتفهم ما بسعي ليه وإني بعمل لصالح بلدي لذلك بيكون موضوعه مقفول علي قراره في النهاية بالترحيب أو الرفض إذا كان قراره نابع من نفسه”.
وعن طموحاته وأهدافه المستقبلية في هذا الملف، يقول: “أتمني إن في مصر الناس تكون واعية علي موضوعي وملتفتة لعملي بشكل أكبر وبصورة محترمة تشجيعية لعملي، ومن باب التفاؤل والعمل علي نجاح مشروع الصفحة أتمني وصول شغلي لإتحاد الكرة اللي أتمني منهم التواصل الضروري قبل التفكير في دراسة المشروع اللي بشتغل عشانه، لأن في اقتراحات كتير ممكن تخلي مشروعي ينجح بمساعدتهم قبل تكوين أجهزة منتخباتنا في الأعمار السنية من ضمنها تحديد هوية المدرب المسئول الذي سيتولى تدريب المنتخب، والتأكيد علي ضرورة البدء في استدعاء بعض اللاعبين في كل معسكر حتى لو كانت البداية بلاعبين أو ثلاثة واستكمال الاستدعاءات في المعسكرات التالية، والتواصل مع اللاعبين بطرق احترافية تناسب إدارات الأندية الأوروبية التي يلعبون بها، وإرسال تذاكر طيران وحجوزات فنادق للاعبين للتأكيد علي أهمية استدعاء اللاعبين من طرف البلد، وتشجيع اللاعبين واحترام آرائهم، والجميل في الموضوع أنه في معظم الحالات يرحب الشباب بالالتحاق بالمنتخب المصري، وحتى لو فيه مانع حالياً سهل بعدين يتغير الموقف طالما فيه محاولات من ناحيتي”.
وعن اقتراحاته ليكون ملف اللاعبين المصريين مزدوجي الجنسية على قائمة اهتمامات القائمين على الرياضة في مصر، يقول شعبان: “لازم ضغط كبير من الجمهور، وكمان الموضوع محتاج تخطيط ودراسة، احنا محتاجين يكون عندنا ناس في اتحاد الكرة فاهمة كويس إن شغلنا ده لصالح منتخباتنا المصرية،، لكن للأسف في أشخاص داخل اتحاد الكرة يعطلون ذلك، وعشان كدة مش مُتفاجئ من عدم ضم مصطفي أشرف وبلال مظهر وباقي المحترفين اللي يقدروا يكونوا ضمن قوام المنتخب الأولمبي، كأنها تعليمات محدش يدي فرصة للولاد اللي مولودين برة، لكن سنواصل المحاولة مع المسؤولين عن الكرة المصرية لإقناعهم بأهمية هذا الملف”.