كتبت- أمل محمد..
نجح المؤلف عمرو سمير عاطف، في حفر اسمه بقوة خلال شهر رمضان على مدار سنوات، وتتعلق أعماله بأذهان الكثير منذ طفولتهم، فهو صاحب الأعمال الرمضانية الناجحة مثل: «بكار، عالم سمسم، ومغامرات السندباد البحري».
نجاحات عمرو لم تقتصر على الأعمال الكرتونية، بل حقق نجاحًا كبيرًا مع الفنان يوسف الشريف من خلال مسلسل الصياد، ولعبة إبليس، وكفر دلهاب، ورقم مجهول، لكن النجاح الذي أثار الكثير من الجدل هو نجاحه في فيلم «ولاد العم» وسعي القنوات الإسرائيلية للتواصل معه عقب عرض الفيلم.
«وصال» حاورت المؤلف عمرو سمير عاطف، وإليكم نص الحوار:
بعد سلسلة من النجاحات على مدار السنوات الماضية.. ما السر وراء غياب عمرو سمير عاطف؟
عشت رحلة عمل شاقة منذ عام 2014 وحتى 2017، وواصلت العمل دون توقف، فبدأت بمسلسل “الصياد”، ثم انتقلتُ إلى “لعبة إبليس”، تلاه مسلسل “كفر دلهاب”.
خلال تلك الفترة، عملتُ أيضًا على فيلمين سينمائيين، وكان العمل المتواصل تحديًا صعبًا للغاية.
كنت دائمًا متأخرًا عن مواعيدي، وشعرت بالتقصير تجاه عائلتي وبيتي، كنت أعمل في كل مكان: في المطار، في المنزل، وفي الشارع، لم أكن أستطيع التركيز مع أولادي أو الاهتمام ببيتي.
كان من الصعب على أي شخص أن يخرج ويكتب ٣٠ حلقة مسلسل لوحده، لقد كانت تجربة استثنائية وفريدة من نوعها، ففي الخارج، نرى أن المسلسلات تتكون من ١٥ حلقة فقط، وقد يعمل ٦ كتاب على نفس المسلسل، لكن مسلسلات الـ30 حلقة هذا يعني بذل مجهود هائل واستنزاف للصحة والوقت كان من الواضح أن هذا النموذج غير قابل للاستمرار، وإلا تعرضتُ لمرض مفاجئ.
بالإضافة إلى أن الظروف الرقابية تغيرت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، فمعظم أعمالي تدور حول الجرائم، وغالبًا ما تتضمن شخصيات درامية معقدة، سواء كانت شريرة أو طيبة، أو على الأقل تمتلك نواحي إنسانية تجعل الجمهور يتفاعل معها ويصدقها.
في الآونة الأخيرة، لاحظت تغييرات في المسموحات والممنوعات في الأعمال الدرامية، خاصة فيما يتعلق بظهور ضباط الشرطة. سمعتُ مؤخرًا عن كاتب تم استدعاؤه من قبل وزارة الداخلية بسبب كتابته لمسلسل يتضمن شخصية ضابط شرطة لا يبالي بعمله، وزوجته تصرخ عليه.
هذه التغييرات تفرض عليّ إعادة تقييم أسلوبي في الكتابة، والبحث عن طرق جديدة للتعبير عن أفكاري دون التعرض لمشاكل مع الرقابة.
كتبتُ في مجالات مختلفة، بداية من قصص الأطفال إلى أنواع أخرى من الكتابات، في البداية، كانت هذه الأنواع تُفرض عليّ، لكن مع مرور الوقت، شعرت بالحاجة إلى التغيير.
الآن، أرى بوضوح اتجاهًا جديدًا في مسار الكتابة الخاص بي.
كوّنت ثنائية مميزة مع الفنان يوسف الشريف، لماذا توقفت؟
التوقف عن العمل مع الفنان يوسف الشريف ليس لأسباب شخصية بل لنفس الأسباب التي ذكرتها مسبقًا، مسلسل النهاية ليوسف الشريف لاقي نجاحًا كبيرًا على عكس توقعاتي، الأمر الذي دفعني وقتها لكتابة عدد من المسلسلات الأخرى.
ما العمل الأقرب إلى قلبك من ضمن سلسلة أعمالك الناجحة؟
من بين جميع أعمالي، حقق مسلسل “الصياد” نجاحًا استثنائيًا.
وساهم هذا النجاح في التعرف عليّ بشكل أكبر من قبل الجمهور، خاصةً بعد مسيرتي المهنية التي تضمنت أعمالاً مثل “رقم مجهول” و”ولاد العم”، كان “الصياد” بمثابة نقلة نوعية في مسيرتي المهنية.
كيف بدأت فكرة الصياد، وهل توقعت هذا النجاح الكبير للمسلسل؟
بدأت فكرة مسلسل “الصياد” من رغبتي في كتابة قصة عن شخص أعمى يتورط في جرائم، وفي الوقت نفسه، كان لدى يوسف الشريف فكرة عن ضابط يتعرض لمشكلة ويضطر للعمل في وظيفة أخرى قبل أن ينتقم من الذين ظلموه.
تم دمج الفكرتين معًا، وبدأت في كتابة سيناريو المسلسل.
في البداية، لم أكن مقتنعًا بالفكرة، وكنت أعتقد أن المسلسل سيفشل.
ما التحديات التي واجهتك خلال التحضير لمسلسل الصياد؟
واجهنا العديد من التحديات خلال مراحل كتابة وإنتاج المسلسل، منها: الرقابة بسبب وجود شخصية ضابط في المسلسل، لكن مع تقدم مراحل العمل بدأت أشعر بتفاؤل أكبر.
تواصل معي أحد مسئولي الرقابة وأثنى على سيناريو المسلسل، مما شجّعني على الاستمرار.
بعد انتهاء تصوير المسلسل، شاهدت الحلقات في مرحلة المونتاج، وعرضتها على بعض الأشخاص، الذين عبروا عن إعجابهم بها، وحقق المسلسل نجاحًا كبيرًا بعد عرضه، وتجاوز توقعاتي بكثير.
من وجهة نظر المشاهد.. ما تقييمك للأعمال الرمضانية المعروضة خلال هذا العام؟
يُلاحظ ازدياد عدد الأعمال الفنية المتنوعة في مجالات مختلفة، مثل مسلسلات “أشغال شقة” و”بابا جه” و”مسار اجباري” وغيرها.
وتعد تلك الأعمال علامة إيجابية تدل على إثراء المشهد الثقافي، وتلبية أذواق مختلفة من الجمهور، كما لفت انتباهي العديد من المسلسلات منها “أشغال شقة”.
من المؤلف الذي ظهر اسمه في الفترة الأخيرة ولفت انتباهك؟
وائل حمدي مؤلف مسلسل «بابا جه» أكثر من لفت انتباهي، وهو كاتب معروف له العديد من الأعمال الناجحة.
كيف يمكن للعمل الفني التأثير على المجتمع؟
يمكن لأي عمل فني أن يسهم في نشر القيم والمبادئ، خاصة إذا كان مبدعه صادقًا في إيصال موقفه، ولا تقتصر هذه المسئولية على السينما فقط، بل تشمل جميع أنواع الفنون ويجب على المبدعين أن يُدركوا تأثير أعمالهم على المجتمع، وأن يتحملوا مسئولية نشر القيم الإيجابية.
لُقبت بعراب الست كوم، كيف جاءت فكرة مسلسل «تامر وشوقية» ولماذا اختفت مسلسلات الست كوم؟
الفكرة استمرت معي لمدة 7 سنوات، كنت وقتها أكتب «بكار»، ولم يكن هذا النوع من المسلسلات مفهوم لدى الجمهور، وكان المنتجين يرون أن هذا النوع لن ينجح في مصر، فكنت أقول لهم أنه مثل المسلسلات الأجنبية، فكانوا يرون أن المشاهد الغربي غير المشاهد المصري، حتى قابلت المخرج شريف عرفة وكان أحمد مكي في هذا الوقت مخرج فعرفني على شريف عرفة الذي تحمس لإنتاج المسلسل.
في البداية أخرج أحمد مكي أول حلقتين من المسلسل لكن لم يكن مركزًا، فأقترح شريف عرفة أن يقوم هو بالإخراج، وأن يؤدي مكي شخصية هيثم.
هل من الممكن أن تعود لعمل جديد من الرسوم المتحركة مثل بكار؟
من المحتمل العودة لعمل عمل جديد عن الرسوم المتحركة.
هل نرى عودة عمرو سمير عاطف قريبًا؟
أكتب حاليًا سيناريوهات 3 أعمال وسيتم تصويرهم خلال الفترة المقبلة.