كتبت إسراء محمد علي..
بالتزامن مع بدء موسم الصيف والحصاد، قدمت السلطات اليونانية خطة عمل جديدة للتصدي لحرائق الغابات التي غالبا ما تدمر البلاد خلال فصل الصيف الحار والجاف، فعندما وصل رجال الإطفاء إلى حريق في غابة صنوبر في جزيرة رودس اليونانية في يوليو الماضي، كانت النيران تقفز بالفعل فوق الأشجار في سماء الليل، وهو ما تأمل الحكومة اليونانية في عدم تكراره هذا العام، وهو خبر مطمئن لأكثر من 5000 عامل زراعي مصري وذويهم، حيث اتفقت مصر ممثلة حسن شحاتة وزير العمل، مع ديميتريوس كاريديس، وزير الهجرة واللجوء اليوناني، والسفير نيكولاوس باباجيورجيو سفير اليونان لدى مصر، والوفد اليوناني المرافق لهما، في العاشر من هذا الشهر على استراتيجية عمل خلال الفترة المُقبلة لإرسال عمالة مصرية ماهرة، ومُدربة إلى دولة اليونان، وتفعيل كل أشكال التعاون والاتفاقيات، والبروتوكولات الخاصة بتنقل الأيدي العاملة المصرية إلى اليونان.
وأكد الوزير حسن شحاتة أن الوزارة جاهزة بقائمة العمالة المصرية المُوسمية في مجال الزراعة، في موسم صيف 2024، وجرى بالفعل إرسال القائمة الأولى إلى القنصلية اليونانية بالقاهرة منذ فترة، وتنتظر الإجراءات التنفيذية.
وتعهد وزير الهجرة اليوناني بسرعة إنهاء إجراءات سفر العمال المصريين المُتفق عليهم مع بداية شهر يونيو 2024 المُقبل-5000 عامل زراعي- مُشيدًا بجهود وزارة العمل المصرية في التواصل والحرص على تفعيل كل الاتفاقات مع الجانب اليوناني في هذا الشأن، ما يدفع الآن إلى أهمية تكثيف العمل على التعاون من أجل تَنُوع إرسال العمالة المصرية خلال الفترة المُقبلة، خاصة في مجالي التشييد والبناء، والسياحة، وغيرها، كما تعهد بدراسة مّد فترة العمل الموسمي من 9 أشهر إلى 24 شهرًا، نظرًا لأهمية ومهارة العامل المصري، في سوق العمل اليوناني
يذكر أن اليونان قد شهدت حرائق هائلة العام الماضي، حيث كان على المتطوعين التصرف بسرعة، لكن الغطاء النباتي الكثيف على أرضية الغابة منع الوصول، ومع عدم تمكن الطواقم من الاقتراب، انتشر الحريق وفي غضون أيام ، اجتاح الجزيرة المتوسطية، مما أجبر 19000 شخص على الفرار، وهي واحدة من أكبر عمليات الإجلاء بسبب الكوارث في تاريخ اليونان.
تسببت موجات الحر في حرائق الغابات في مناطق شاسعة من البرتغال وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا العام الماضي وتسببت في مقتل العشرات.
فمع اقتراب صيف آخر وتغير المناخ يجعل حرائق الغابات أكثر فتكا في جميع أنحاء جنوب أوروبا، لذا طورت اليونان عقيدة جديدة لاحتواء الضرر، بما في ذلك نشر شاحنة إطفاء إضافية لكل حريق جديد وتسريع الدعم الجوي وتطهير الغابات، لكن خمسة من رجال الإطفاء وثلاثة خبراء قالوا إن المبادرة لا تعالج أوجه القصور في التخطيط والوقاية وينتظر المزيد من الدمار، حسب صحيفة “ذا ستار” اليونانية الناطقة بالإنجليزية.
وقال ثيودور جياناروس، خبير الأرصاد الجوية في المرصد الوطني لأثينا:” نحن نتشبث بعقيدة تصر على إخماد الحرائق بديلا عن تبني استراتيجية متكاملة لإدارة الحرائق”.
ويوصف الوضع مريعا بشكل خاص في اليونان هذا العام، حيث سجلت للتو أحر شتاء لها على الإطلاق، مما خلق ظروفا مثالية للحرائق التي تهدد المحاصيل والمنازل وصناعة السياحة المزدهرة، وبدأت الحرائق هذا العام في وقت أبكر مما كان متوقعا، بما في ذلك حريق في مارس في منطقة جبلية عادة ما تغطيها الثلوج.
وقال فاسيليس كيكيلياس، وزير أزمة المناخ والحماية المدنية: “سيكون موسم حرائق الغابات صعبا للغاية، تغير المناخ هنا “، لذا خطت اليونان خطوات واسعة لمكافحة الحرائق، بما في ذلك بناء حواجز حريق حول أعمدة الكهرباء في مناطق الغابات وتكثيف التدريب.
وتم توظيف حوالي 700 من حراس الغابات الإضافيين هذا العام، وقالت وزارة البيئة إن الطواقم قامت بتطهير 12000 هكتار من الغابات منذ عام 2022 وسيتم الانتهاء من 7000 هكتار أخرى بحلول نهاية مايو.قال كيكيلياس:” للمرة الأولى منذ 50 عاما ، ندخل الغابات ونبني مناطق لكسر الحرائق”.
وبموجب خطة بقيمة 2.1 مليار دولار، أبرمت اليونان مناقصات لأكثر من 1000 سيارة إطفاء وسبع طائرات دي إتش سي-515، ومع خطط لتركيب أجهزة استشعار للكشف عن الدخان، ولم يتم تسليم بعض الشاحنات والطائرات المناقصة لسنوات، كما تشكل الغابات التي تم تطهيرها جزءا صغيرا فقط مما يقرب من 7.5 ملايين هكتار من الغابات اليونانية.