كتبت – أميرة سلطان..

شهد قطاع الطيران حول العالم هذا الأسبوع سلسلة من حوادث الطائرات المأساوية التي أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، ما أثار حالة من الذعر بين المسافرين وطرح تساؤلات كبيرة حول أسباب تكرار حوادث طيران في الفترة الأخيرة، وهو ما جعل هذا الأسبوع واحدًا من أسوأ الأسابيع التي مرّ بها قطاع الطيران في السنوات الأخيرة.

حوادث تحطم الطائرات

البداية كانت يوم 25 ديسمبر 2024، حينما تحطمت طائرة أذربيجانية من طراز إمبراير 190AR أثناء اقترابها من مدينة جروزني جنوب روسيا، حيث يعتقد أن الطائرة تعرضت لإطلاق صاروخ مضاد للطائرات أثناء محاولتها تغيير مسارها، وهو ما أدى إلى تحطمها بالقرب من مطار أكتاو الدولي فى كازاخستان، فمن بين 67 راكبًا كانوا على متن الطائرة، لقى 38 شخصًا مصرعهم، بينما أُصيب 29 آخرون بجروح متفاوتة.

تحطم الطائرة الكورية

في 29 ديسمبر 2024، تعرضت طائرة بوينغ 737-800 تابعة لشركة “جيجو” الكورية الجنوبية لحادث مروع خلال محاولة هبوطها في مطار كوانغجو الدولي بعد رحلة من تايلاند، تلك الطائرة التي كانت تحمل 181 شخصًا، منهم 175 راكبًا و6 من أفراد الطاقم، أطلقت نداءً تحذيريًا قبل أن تهبط على مدرج المطار دون عجلات، مما أدى إلى انزلاقها واصطدامها بحاجز وتحولها إلى كرة لهب، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب باستثناء اثنين من أفراد الطاقم الذين تم إنقاذهما.

حوادث أخرى تؤجج المخاوف

قبل ساعات من حادث كوريا الجنوبية، كان قد وقع حادث مشابه في كندا، حيث اشتعلت النيران في طائرة أثناء هبوطها في مطار فاليفاكس، وواجهت الطائرة مشكلات أثناء هبوطها، مما أدى إلى اشتعال النيران في الطائرة على المدرج، وتسبب ذلك في إغلاق المطار لفترة من الوقت.

أيضًا في الإمارات، لقى قائد طائرة خفيفة ومرافقه حتفهما في حادث تحطم بالقرب من سواحل إمارة رأس الخيمة يوم 30 ديسمبر 2024، بعد أن سقطت الطائرة في البحر.

وفي مدينة شتوتغارت الألمانية، تحطمت طائرة صغيرة من طراز Cessna C-172، مما أسفر عن إصابة شخصين أثناء هبوطها في المطار، مما أدى إلى إغلاقه مؤقتًا، بينما استمر المحققون في التحقيق حول أسباب الحادث.

أسباب تكرار حوادث الطائرات

وفي هذا السياق، علّق د. محمد عادل سويلم، الخبير في علم الفضاء، على تكرار حوادث الطيران خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن هناك عدة عوامل قد تكون وراء تلك الحوادث، وقال: “نسب سقوط الطائرات نتيجة عوامل بشرية تتجاوز في الغالب تلك الناتجة عن الطقس أو عيوب التصنيع”، وأشار إلى أن الحوادث الأخيرة قد تكون ناتجة عن سوء تقدير أثناء الهبوط، كما حدث في حادث طائرة كوريا الجنوبية، أو بسبب الهجوم على الطائرة كما حدث مع الطائرة الأذربيجانية.

هجوم الطيور على الطائرات

وأوضح سويلم أن الطيور قد تكون سببًا في وقوع بعض الحوادث، حيث يمكن أن تؤدي إصابات الطيور في شفرات المحركات أو نوافذ قمرة القيادة إلى توقف المحرك أو خلل في التشغيل، ما قد يؤدي إلى سقوط الطائرة، موضحًا أن الطائرات بدأت تطير على ارتفاعات منخفضة في بعض المناطق دون أسباب معلنة، ما يزيد من المخاطر.

ظاهرة الارتحال القطبي

وأضاف الدكتور سويلم أن هناك تساؤلات حول تأثيرات الغلاف الجوي أو الاضطرابات المغناطيسية، مثل ظاهرة الارتحال القطبي، على الطائرات، وقال: “على الرغم من أن هناك بعض الفرضيات حول تأثير تلك العوامل على الطيور، إلا أنه لا يوجد حتى الآن تأكيد علمي حول وجود علاقة مباشرة بين تلك العوامل والحوادث الجوية”، لكنها ربما تؤثر على بوصلة الطيور، مما يجعلها أكثر عنفًا أو عمياء، لكن لا يوجد حتى الآن تأكيد من أي جهة علمية حول ارتباط تلك الحوادث بالارتحال القطبي، لذلك، يمكن الاطمئنان في هذا الشأن.

وتابع: “هناك ملاحظتين مهمتين يمكننا استخلاصهما دون تهويل أو تقليل وبمنطقية، الأولى هي أن تصرفات الطيور في السماء تبدو غريبة، وكأنها تطير دون بوصلة، والثانية هي أن الطائرات بدأت تطير على ارتفاعات منخفضة في جميع أنحاء العالم دون أسباب معلنة، سواء من الحكومات أو من شركات الطيران نفسها، وباستثناء حادث سقوط الطائرة الشخصية في دبي وحادث الطائرة المصرية التي عادت للمطار بعد إقلاعها، يبدو أن الوطن العربي إلى حد الآن آمن من تصرفات الطيور أو خلل فى الغلاف الجوي”.

اقرأ أيضًا دراسة حديثة: تناول القهوة والشاي يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان