رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

احجز تذكرتك لمباراة أساطير ريال مدريد وبرشلونة في قطر.. 6 خطوات سهلة وهذا موعدها

يحتضن استاد خلفية الدولى مباراة ريال مدريد وبرشلونة

ماذا بعد القبول في اللوتاري الأمريكي؟.. مصري يكشف تفاصيل رحلته بعد الفوز في قرعة الأحلام

كتب- أسماء أحمد.. أعلنت الولايات المتحدة قبل أيام فتح باب...

خطوات استعلام المصريين العالقين في لبنان عن أسمائهم في قائمة المغادرين

أعلنت السفارة المصرية فى لبنان عن تسيير رحلة مصر للطيران

مصادر تؤكد استمرار قطر في وقف تأشيرات العمل للمصريين.. وتكشف عن استثناء وحيد

كتبت - نرمين حجاج نفت مصادر حكومية قطرية ما تردد...

«الطلاق الصامت».. جرح مفتوح في قلوب زوجات المصريين بالخارج

كتبت – وفاء عثمان..

تغير مفهوم الطلاق بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث لم يعد مقتصرًا على الطلاق الشفوي الذي ينطق به الزوج أو الطلاق الذي يصدره القاضي في المحكمة، بل ظهرت ظاهرة جديدة أطلق عليها “الطلاق الصامت”، هذه الظاهرة تتجسد في قرار المرأة بإنهاء علاقتها الزوجية عاطفيًا، رغم استمرار العلاقة الزوجية رسميًا، خصوصًا بين المصريين بالخارج.

تزداد تلك الظاهرة بين السيدات المتزوجات من مصريين مقيمين بالخارج، فبينما يسعى الأزواج لتوفير حياة كريمة لأسرهم، تجد الزوجات أنفسهن يعشن في صمت عاطفي، وكأن الزواج مجرد واجب اجتماعي.

وتتعدد الأسباب التي تدفع المرأة إلى اللجوء إلى “الطلاق الصامت”، فبعد سنوات من تحمل مسئوليات المنزل والأطفال، وحياة روتينية بعيدة عن شريك الحياة، تشعر المرأة بالوحدة والعزلة، كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العديد من المصريين بالخارج تزيد من الأعباء على الزوجة، وتقلل من فرص لقاء الزوجين.

وتخشى المرأة من طلب الطلاق رسميًا لأسباب عدة، منها الخوف على مستقبل أطفالها، ومخاوف اجتماعية، وعدم القدرة على تحمل المسئوليات المادية بعد الطلاق.

وفي هذا السياق، تروي أمل، وهي سيدة مصرية متزوجة من مصري يعمل في السعودية، قصة زواج تحول إلى صمت مطبق، حيث تعيش أمل منذ 6 سنوات في انتظار مكالمة أو زيارة من زوجها الذي يرسل لها المصروفات، لكن البرود واللامبالاة التي تشعر بهما من زوجها، دفعاها إلى قرار صعب وهو الصبر.

وقالت أمل: “أشعر أنني أعيش حياة منفردة، زوجي موجود جسديًا بعيدًا، وعاطفيًا غائب تمامًا، أحاول الصبر من أجل أطفالي ومن أجل نظرة المجتمع، ولكنني أخشى أن يكون قد تزوج من غيري، بالطبع أحاول طرد هذه الأفكار من ذهني، لكنها تعود لتطاردني في كل لحظة الخوف من الخيانة يجعلني أشعر بعدم الأمان والاستقرار.”

وتواجه أمل صراعًا داخليًا كبيرًا بين واجباتها كزوجة وأم، وبين رغبتها في حياة عاطفية مستقرة، وأضافت: “المجتمع يضع على المرأة المتزوجة أعباء ثقيلة، ويحملها مسئولية الحفاظ على استقرار الأسرة مهما كانت الظروف، لذلك، أحاول الصبر والتكيف مع الواقع المرير لكنني أخشى أن هذا الصبر سيؤدي بي إلى الضياع”.

وتابعت: “حياتي تحولت إلى روتين ممل أستيقظ كل صباح على نفس المشهد، وأنام كل ليلة وأنا أشعر بالوحدة، زوجي يرسل لي المال، وهذا أمر جيد، لكن المال وحده لا يكفي لبناء أسرة سعيدة أحتاج إلى شريك حياة أشاركه أفراحي وأحزاني، ولكنني أخشى أن يكون هذا الحلم قد تبخر.”

واستكملت: “أشعر بأنني أعيش في سجن ذهبي، أُحاط بكل ما أحتاجه من الناحية المادية، ولكنني أفتقد الشيء الأهم وهو الحب والشعور بالأمان، زوجي بعيد جسديًا وعاطفيًا وكأن هناك جدار سميك يفصل بيننا، لكنني أحاول جاهدة أن أتناسى هذا الشعور، ولكن الألم يزداد مع مرور الوقت، وكل ليلة أدعو الله أن ينقذني من هذه الأفكار”.

حالة أخرى تجسد معاناة زوجات المصريين بالخارج روت قصتها لـ”وصال” وهي نهي الشابة الطموحة في أواخر العشرينات، حصلت على شهادة جامعية، لكن ظروفها الاجتماعية حالت دون عملها، ورأت في الزواج فرصة لبناء حياة مستقرة وسعيدة، ولهذا تزوجت من مهندس ناجح يعمل في الإمارات ولكن أحلامها لم تتحقق كما كانت تتوقع.

وقالت نهي: “كنت أعتقد أن زواجي سيكون بداية حياة جديدة ومثيرة ولكن الواقع كان مختلفًا تمامًا”.

تعيش نهي في القاهرة، بينما يواصل زوجها العمل في الإمارات وقالت: “في بداية زواجنا كنت سعيدة للغاية، ولكن مع مرور الوقت شعرت بالوحدة والعزلة، خاصة وأن زوجي مشغول بعمله، وزياراته قصيرة ومتباعدة ولهذا أشعر وكأنني أعيش في جزيرة منعزلة زوجي بعيد جسديًا وعاطفيًا، وأنا أتحمل وحدي مسئولية تربية طفلنا أتمنى لو كان بجانبي لأشارك معه أفراحي وأحزاني”.

وأضافت في حديثها لـ”وصال” “أشعر وكأنني أعيش حياة مزدوجة فمن الخارج، تبدو حياتي مثالية، منزل نظيف، أطفال مرتاحين، ولكن داخلي أشعر بالوحدة والفراغ، زوجي يعمل بجد لتوفير لنا حياة كريمة، لكننا بالكاد نراه أحيانًا أتمنى لو كان بإمكاني التحدث إليه عن مشاعري، ولكن الخوف من ردة فعله يمنعني”.

وتابعت: “الحياة صعبة جدًا، وأنا أتحمل الكثير من المسئوليات، زوجي لا يستطيع أن يكون موجودًا بجانبي دائمًا، وأنا أخشى من المستقبل ولا أعرف كيف سأتمكن من تربية ابني لوحدي.”

وارتفعت معدلات الطلاق في مصر بنسبة 5.9% خلال عام 2022 وسجلت عدد حالات الطلاق 269.8 ألف حالة مقابل 254.8 ألف حالة في 2021، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

على الجانب الآخر ارتفعت معدلات الزواج بنسبة 5.6% لتسجل 929.4 ألف حالة في 2022 مقابل 880 ألف حالة في 2021.

اقرأ أيضًا بعضها انتهى بالطلاق والعودة إلى مصر.. تجارب السيدات المصريات مع الاكتئاب في الغربة