كتب- محمد أبو الدهب..
أثار قرار مديرة مدرسة ساندرو بيرتيني الثانوية بمدينة مونفالكوني، بالسماح لطالبات مسلمات بارتداء النقاب داخل الفصول الدراسية جدلاً واسعًا بين الأوساط السياسية والاجتماعية في إيطاليا.
السماح بارتداء النقاب في مدرسة إيطالية
تتبع المدرسة إجراءات صارمة للتأكُّد من هوية الطالبات اللاتي يرتدين النقاب، حيث يتوقفن في غرفة منعزلة لرفع الحجاب أمام ممثل المدير قبل دخول الفصل.
ويتم إعفاء الطالبات من بعض الأنشطة الرياضية، مثل الجري، واستبدالها بأنشطة أخرى كرياضة الريشة، وأبدى زملاء الدراسة تفهمًا للموقف، معتبرين أن الأمر “مسألة ثقافية” ولا يشكل أي مشكلة.
ووفقًا لمديرة المدرسة كارميلا بيراينو التي اتخذت القرار؛ فإنه جاء لمنع الطالبات من ترك المدرسة، حيث أكّدت إحدى الطالبات أن ارتداء النقاب هو “اختيار شخصي”.
ردود الفعل السياسية
لم يمر القرار دون أن يثير جدلاً سياسيًا، حيث أعلن السيناتور ماركو دروستو، أمين عام رابطة فريولي فينيتسيا جوليا، عن تقديم مشروع قانون لحظر ارتداء الزي الإسلامي في الأماكن العامة، بدءًا من المدارس.
ووصف دروستو النقاب بأنه “إنكار لكرامة المرأة”، مؤكدًا أن الدستور الإيطالي يكفل حقوق المرأة وكرامتها.
ووجدت الرابطة الدعم من حزب فورزا إيطاليا، حيث صرح المستشار الإقليمي روبرتو نوفيلي بأن “النقاب في المدرسة لا يتوافق مع ثقافتنا”.
وأضاف أن “المهاجرين الذين يختارون العيش في الغرب يجب أن يلتزموا بقواعد المجتمع وقيمه”.
الحزب الديمقراطي: عقبة أمام التكامل
من جهته، أيّد الحزب الديمقراطي فكرة أن النقاب يشكل “عقبة أمام التكامل الكامل والفعَّال”، حيث طالب المستشار دييغو موريتي، المرشح لمنصب عمدة مونفالكوني، بتوحيد القرارات في جميع مدارس المنطقة.
وأكّد موريتي أن “الثقافة لا يجب أن تكون عائقًا أمام الاعتراف بالشخص أو تكامل المرأة في المجتمع”.
دفاع عن القرار.. احترام الاختلافات والحوار
في المقابل، دافع روبرتو موغناي، نائب رئيس نقابة مديري المدارس، عن قرار المديرة بيراينو، مؤكدًا أن المدرسة يجب أن تكون مكانًا لتعزيز احترام الاختلافات والتعايش بين الثقافات.
وأشار إلى أن “الخطر الحقيقي يكمن في تعزيز التحيُّز وعدم الثقة بين الطلاب تجاه زملائهم من خلفيات مختلفة”.
جدل إقليمي.. اقتراحات في لومباردي
يتصاعد الجدل أيضًا في إقليم لومبارديا، حيث يناقش المجلس الإقليمي اقتراحين: أحدهما يدعو إلى حظر النقاب في الأماكن العامة والمدارس، بينما يؤكد الثاني على حرية الفرد في الملبس، مع احترام المعتقدات الشخصية.
وانتقد زعيم الحزب الديمقراطي في لومبارديا، بييرفرانشيسكو ماجورينو، اقتراح الرابطة، داعيًا إلى التركيز على القضايا الأكثر إلحاحًا مثل الصحة العامة وقوائم الانتظار الطويلة.