والد دانا بكر لـ وصال: التعليقات العنصرية أمر طبيعي في مجتمع غربي يزداد فيه الإسلاموفبيا
كتب – هاني جريشة..
تصدرت تلميذة ألمانية من مدينة بون من أصول مصرية، مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أثارت جدلا واسعا بسبب حجابها وهي ذات 11 ربيعا، وهو ما اعتبره البعض أنها تعليقات ذات طابع عنصري.
القصة بدأت حين فازت دانا بكر بمسابقة للقراءة بمدينة بون الألمانية، بحسب ما نقلت صحيفة “بونر جنرال – أنتسايجر” الألمانية، حيث تمكنت التلميذة البالغة من العمر 11 ربيعاً من مدرسة “تاننبوش” الثانوية بالفوز على طلبة من 21 مدرسة أخرى في بون، وأثارت التلميذة إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم بالنص الذي قرأته من كتاب ألماني بعنوان “Unten” للكاتبة Maja Ilisch.
وقد كان على الأطفال المشاركين القراءة بصوت عال لمدة ثلاث دقائق، وسمحت لجنة التحكيم للفتيات والفتيان باختيار مقطع من أحد الكتب للقراءة، ولكن قبل البدء بالقراءة، عليهم إخبار لجنة التحكيم عن موضوع الكتاب والمقطع الذي وقع عليه اختيارهم.
وعن حبها للقراءة عبرت الفائزة بمسابقة المدينة للقراءة، بحماس قائلة: “تتيح القراءة للمرء تقمص أدوار أخرى”.
تنحدر التلميذة الفائزة بمسابقة مدينة بون الألمانية للقراءة، دانا بكر، من عائلة ذات أصول مهاجرة، والدها عصام بكر ووالدتها إنجي حرير ولدا في مصر ودرسا في ألمانيا ويعملان بها منذ فترة طويلة.
“وصال” تواصل مع والد التلميذة يدعى “عصام بكر”، وقال: أقيم في ألمانيا منذ قرابة 25 عاما ورزقت بعدد من الأبناء خلال رحلة دراستي وإقامتي في ألمانيا، مشيرا إلى أن ابنته دانا ظهرت عليها علامات النبوغ منذ صغرها وأنه ووالدتها يهتمان بها بشكل كبير.
وأضاف بكر، أنه يحرص على تربية أبنائه على القيم الصحيحة والتقاليد المصرية رغم اغترابهم منذ فترات طويلة ولم يفرض على أي من بناته ارتداء الحجاب وأنهن اختاروا ذلك بمحض إرادتهن”، مشيرا إلى أن التعليقات العنصرية ضد دانا بعد فوزها بسبب حجابها أمر طبيعي في مجتمع غربي يزداد فيه الإسلاموفبيا ويتصاعد فيه العنصرية ضد العرب والمسلمين خاصة بعد حرب غزة، لكن في النهاية إننا نحمل رسالة سامية عبر ديننا وأخلاقنا وتقاليدنا.
وأشار بكر إلى أنه ربى أبنائه على الطموح والتحدي، فدانا تحلم مترجمة في الأمم المتحدة أو ببرلمان الاتحاد الأوروبي، وشقيقتها تحلم بأن تكون طبيبة، ومحمد الصغير يرغب أن يصبح مهندس سيارات.
وفي هذا الصدد كتب يوهانس دي فريس على صفحة الصحيفة الألمانية على “فيسبوك” مهنئاً الطالبة دانا بكر وينصحها بعدم الاكتراث بالتعليقات السلبية على وسائل التواصل الإجتماعي: “تهانينا يا دانا! ويظل التعليم هو مفتاح التقدم في المجتمع. بفضل فوزها، أصبحت دانا نموذجاً يحتذى به للكثيرين، لأن النجاح في الحياة في ألمانيا، للأسف، يعتمد كثيراً على منشأ الوالدين، ولهذا السبب فإن التعليقات العنصرية ليست في محلها ولا يجب الالتفاف لها، لأن العمل الجاد والطموح ليس حكراً على جنسية معينة أو دين معين”.
وفي نفس الاتجاه وصف مستخدم آخر يدعى، مالك عثمان، أن ما حدث مع دانا ما كان أن يحدث لو كان الفائز من أصل ألماني: “أعتقد أن المشكلة هي الأصل والعنصرية، فلو فاز طفل ألماني لما دار مثل هذا النقاش، ألف مبروك مرة أخرى على نجاحك”.