كتب- محمد أبو الدهب..
رُغم سقوط حكومة ميشيل بارنييه؛ فإن فرنسا شهدت، الخميس 5 ديسمبر، إضرابًا عامًا دعت إليه نقابات الخدمة العامة، في خطوة تهدف إلى الضغط على الحكومة المقبلة بعد استقالة حكومة بارنييه.
مطالب بتحسين ظروف العمل للعاملين في فرنسا
تركَّزت الاحتجاجات على تدهور ظروف العمل والأجور، مع مشاركة واسعة من مختلف القطاعات، لا سيما قطاع التعليم.
وتصاعدت حدة الاحتجاجات بعد إعلان الوزير غيوم كاسبريان في أكتوبر 2024 عن خطة لمكافحة “التغيب” في صفوف موظفي الخدمة العامة، مشيرًا إلى زيادة الإجازات المرضية وإجازات الأمومة، خاصة بين النساء وكبار السن العاملين في هذا القطاع.
حجم المشاركة في الإضراب
في مدينة نانسي، شارك بين 1500 و3000 متظاهر انطلقوا من ساحة كاريير، وبحسب وزارة التعليم، بلغت نسبة الإضراب بين المعلمين 31.32%، مع نسبة إضراب بلغت 40.07% في المدارس الابتدائية و23.47% في المدارس الثانوية.
أسباب الإضراب
أحد أسباب التصعيد هو إعلان الحكومة عن إلغاء 500 وظيفة بحلول عام 2027 في وكالة France Travail، مما دفع العاملين للتحذير من صعوبة تنفيذ الإجراءات المطلوبة في ظل نقص الموظفين.
مطالب النقابات
طالبت النقابات بالتراجع عن ثلاثة إجراءات رئيسية، وهي:
- تمديد فترة انتظار المرض من يوم إلى ثلاثة أيام.
- تخفيض الأجر أثناء المرض من 100% إلى 90%.
- إلغاء علاوة دعم القدرة الشرائية.
حجم الاحتجاجات على مستوى فرنسا
في مدينة بار لو دوك، شارك بين 150 و200 شخص في الاحتجاجات، بينما خرج حوالي 200 ألف متظاهر في 160 مدينة بأنحاء فرنسا، وفقًا للاتحاد العام للعمال. وذكرت السلطات أن العدد الإجمالي بلغ 130 ألف متظاهر، من بينهم 3000 في باريس.
ووفقًا للاتحاد العام للعمال (CGT)، شارك حوالي 200 ألف متظاهر في مختلف أنحاء البلاد، بينهم 30 ألفًا في باريس. وقد جاءت هذه الاحتجاجات بعد سلسلة من القرارات الحكومية التي أثارت غضب الموظفين.
وشهدت خمس مدارس ثانوية في باريس إغلاقًا جزئيًا أو كليًا بسبب الإضراب، حيث أشارت النقابات إلى أن الأوضاع في قطاع التعليم تعكس التدهور العام في الخدمة العامة.
حجم المشاركة والإحصائيات
- الشرطة: قدّرت عدد المشاركين بـ 130 ألف متظاهر.
- الاتحاد العام للعمال: أكد مشاركة 200 ألف شخص في كافة أنحاء فرنسا.
- نسبة الإضراب بين موظفي الخدمة المدنية بلغت 18.62% وفقًا لصحيفة لوموند.
- حوالي واحد من كل ثلاثة معلمين أضربوا عن العمل.
إضرابات أخرى في الطريق
أعلن العاملون بقطاعي الزراعة والموانئ الإضراب عن العمل يومي التاسع والعاشر من ديسمبر الجاري، للمطالبة بتحسين ظروف العمل.
ودعت نقابات السكك الحديدية (CGT وSud-Rail وغيرها) إلى إضراب مفتوح اعتبارًا من الساعة 7 مساءً يوم 11 ديسمبر الجاري، للاحتجاج على تفكيك شركة Fret SNCF، وخصخصة أنشطة السكك الحديدية والانفتاح على المنافسة.
كما دعت نقابة CGT إلى إضراب واسع احتجاجًا على ما وصفته بـ “موجة تاريخية من فقدان الوظائف”، حيث يواجه 150 ألف وظيفة خطر الإلغاء.
سقوط حكومة فرنسا
في تطور سياسي غير مسبوق منذ أكثر من ستة عقود، صوّت 331 نائبًا لصالح حجب الثقة عن حكومة ميشيل بارنييه، مساء أمس الأربعاء، متجاوزين الأغلبية المطلوبة المحددة دستوريا بـ289 صوتًا.
وبهذا التصويت، يصبح بارنييه أول رئيس وزراء يُسقط عبر التصويت بحجب الثقة منذ عهد جورج بومبيدو عام 1962، كما يحمل لقب أقصر رؤساء الوزراء ولايةً في تاريخ الجمهورية الخامسة.