كتبت – سما صبري..
تصدر الحديث عن الفوائد الصحية لفطر السيلوسيبين الذي يعرف بالفطر السحري كافة أنحاء بريطانيا مؤخرًا، وذلك بعدما نُشرت عدة تقارير عن أنه يمكن أن يساعد في علاج بعض الحالات الصحية العقلية، لكن سرعان ما هُدمت تلك الآمال عندما ذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية أن الخبراء حذّروا من زيادة استخدامه لخطورته على الصحة العامة.
وأضافت “الجارديان” أن فطر السيلوسيبين شهد نموًا سريعًا في شعبيته، مما أثار نهضة في المخدرات حيث أصبح الناس أكثر اهتمامًا بفوائده على الصحة العقلية، لكن الخبراء حذّروا من أن استخدامه الترفيهي له أضرار أكثر من فوائده.
مخاطر الفطر السحري
وأدت التجارب التي تستكشف السيلوسيبين كعلاج إلى انتشار شركات له في البلدان التي يكون فيها استخدامه قانونيًا.
وتُظهر أحدث بيانات مكتب الإحصاء الوطني في بريطانيا أن السيلوسيبين كان المخدر غير القانوني الوحيد الذي زادت شعبيته في عام 2024، حيث زاد بنسبة 37.5 في المائة ليصل إلى 1.1 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و59 عامًا، وهو ما يمثل نحو 300000 شخص ويجعل المخدر شائعًا تقريبًا مثل الإكستاسي.
وقال الخبراء إنه في حين أظهرت التجارب السريرية نتائج واعدة، فإن الأدلة تشير إلى أن الأشخاص الذين يتناولون السيلوسيبين خارج هذه الظروف يمكن أن يتعرضوا للأذى، بما في ذلك القلق والصدمات والأرق والتشوهات البصرية.
وأضاف الخبراء أن الأطباء العامين والأطباء النفسيين والمعالجين يفتقرون إلى المعرفة اللازمة لعلاج هذا الأمر، وأحيانًا يخطئون في تشخيص المرضى بالذهان أو الهوس.
أضرار ما بعد الإدمان
وعلى الرغم من صعوبة تحديد انتشار الأشخاص الذين يواجهون أضرار ما بعد الإدمان على المواد المخدرة، فقد وجدت الأبحاث الحديثة أن 8.9 في المائة من المستجيبين الذين استخدموا المواد المخدرة بانتظام طوال حياتهم أفادوا بضعف يستمر لأكثر من يوم واحد.
وقال توميسلاف ماجيتش، وهو طبيب نفسي، إن الناس لديهم تجارب سيئة مع الأطباء الذين لم يكونوا على دراية بالتأثيرات والمخاطر والمضاعفات للمواد المخدرة.
وأضاف أن معظم المرضى يستخدمونها علاجًا ذاتيًا ويحتاجون إلى دعم نفسي، على الرغم من أن البعض يحتاجون إلى مساعدة نفسية.
وقال: “لقد حدثت زيادة في المشكلات المتعلقة بالسيلوسيبين والمواد المخدرة التقليدية الأخرى، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الشعبية المتزايدة والتصوير المفرط لهذه المواد في وسائل الإعلام، وفي بعض الحالات، في الخطاب العلمي، وإحصائيًا كانت هناك زيادة في حالات المواد المخدرة في أقسام الطوارئ في بعض البلدان”.
وذكر ريت زوي، الأستاذ المشارك في أبحاث المواد المخدرة في إمبريال كوليدج لندن، أن نقطة الضعف في المواد المخدرة هي أن التجارب يمكن أن تكون أشبه بالأحلام وتشعر بأنها حقيقية للغاية، ويستنتجون خطأً أنهم يجب أن يستخدموها لفهم أنفسهم وعلاقاتهم وصعوباتهم.
وقال: “نحن بحاجة إلى المزيد من الاستراتيجيات لإعلام الناس بهذه الظواهر وتقديم الدعم عندما يحدث هذا”، مضيفًا أن حقيقة أن الاستخدام الترفيهي أصبح الآن شائعًا للغاية تشير إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يجب أن يتلقوا توجيهات لمعالجة تلك الظاهرة.
إليك بريطانيا تودع الوثائق الورقية وتدشن أول نظام رقمي للهجرة