كتبت – فاتن علي
عيد الميلاد في النمسا يعد تجربة غنية تجمع بين جمال الطبيعة وسحر التقاليد القديمة، مما يجعلها وجهة مثالية للاحتفال بموسم احتفالات عيد الميلاد.
وتُعرف النمسا بجوها الشتوي البارد والمليء بالثلوج، الذي يُضفي على الأجواء رونقًا خاصًا، حيث تتحول المدن والقرى إلى لوحات فنية مفعمة بالحياة والدفء رغم البرودة الشديدة.
أحد أبرز مظاهر الاحتفال في النمسا هو التزلج على جبال الألب، حيث تُعد هذه الرياضة جزءً لا يتجزأ من ثقافة الشتاء النمساوية، حيث تستقطب منتجعات التزلج المميزة الزوار من جميع أنحاء العالم، وتمتد تلك المنتجعات على مساحات واسعة من القمم الجبلية المغطاة بالثلوج، وتوفر أنشطة تناسب جميع المستويات، من المبتدئين إلى المحترفين.
إضافة إلى التزلج، توفر جبال الألب أنشطة أخرى مثل رحلات الزلاجات التي تجرها الخيول، والتي تأخذ الزوار في جولات عبر المساحات البيضاء المذهلة، وتُعد تلك الرحلات تجربة رومانسية فريدة، خاصة في المساء عندما تضيء النجوم السماء، وتُحيط الأضواء الاحتفالية بالمناظر الطبيعية.
أسواق عيد الميلاد
كما تُعد أسواق عيد الميلاد في النمسا من الأقدم والأكثر جمالًا في العالم، وتبدأ تلك الأسواق عادةً في نهاية نوفمبر وتستمر حتى ليلة عيد الميلاد، وتشمل تلك الأسواق..
- سوق فيينا الكريسماس: يتمركز أمام قاعة المدينة، وهو الأشهر والأكثر رومانسية، ويُعرف بأكشاكه الخشبية المزينة التي تقدم هدايا يدوية، شمع عطري، وأشجار زينة.
- سوق سالزبورغ: يحيط بساحة الكاتدرائية، حيث تُعرض المنتجات التقليدية من الحرف اليدوية والمأكولات الشتوية.
- سوق إنسبروك: يتميز بإطلالة خلابة على جبال الألب، مما يضيف طابعًا سحريًا إلى التسوق.
أشهر الأطعمة والمشروبات في النمسا في الكريسماس
المطبخ النمساوي يزدهر خلال موسم الكريسماس، حيث تتنوع الأطعمة والمشروبات التي تمنح الزائرين دفئًا في ليالي الشتاء الباردة، ولعل أبرز تلك الأطعمة والمشروبات:
- البنش الساخن (Punsch): مشروب تقليدي مصنوع من النبيذ الساخن مع التوابل والفاكهة.
- الكعك والبسكويت التقليدي: مثل “فانيليكيبرل” (بسكويت الفانيليا) و”لبكوشن” (كعك الزنجبيل).
- أطباق الشارع: تشمل النقانق المشوية مع الخبز الطازج والجبن المحلي.
حفلات موسيقية
أيضًا تضيف الأجواء الموسيقية بعدًا إضافيًا إلى احتفالات عيد الميلاد في النمسا، خاصة في فيينا وسالزبورغ وغيرها من المدن الكبرى، حيث تُقام حفلات موسيقية رائعة تُحيي تقاليد التراتيل الدينية وموسيقى الكريسماس الكلاسيكية.
ومن أبرز تلك الفعاليات حفلات الأوبرا والباليه، حيث تُقدم أعمال مثل “كسارة البندق” وسط أجواء ساحرة، والموسيقى كونها جزءً أصيلًا من التراث النمساوي، تُضفي طابعًا روحانيًا واحتفاليًا على الموسم.
الفنادق والمطاعم تُقدم عروض خاصة تناسب الجميع
لا تقتصر الاحتفالات على الأنشطة العائلية أو المحلية، بل تسعى النمسا إلى تعزيز روح العيد عالميًا من خلال فتح أبوابها للسياح الذين يتوافدون للاستمتاع بهذا الجو الساحر، فالفنادق والمطاعم تُقدم عروضًا خاصة تناسب الجميع، وتتيح لهم فرصة عيش تجربة عيد الميلاد بالطريقة النمساوية، كما تُنظم جولات خاصة لاستكشاف القلاع والقصور المزينة بأبهى حلة، مما يعزز الشعور بالاحتفال الفاخر.
تمنح النمسا أيضًا زوارها فرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة في فصل الشتاء، حيث يمكنهم التوجه إلى البحيرات المتجمدة لممارسة التزلج عليها، أو القيام بجولات سيرًا على الأقدام عبر الغابات المغطاة بالثلوج.