كتبت – هناء سويلم..
شهدت الجامعات الأمريكية موجة من الاحتجاجات المؤيدة للقضية الفلسطينية، وتنديدًا باعتقال الأساتذة والطلاب المتعاطفين مع القضية، خاصة بعد موقف رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، الأمريكية البريطانية من أصل مصري، وتحريضها على اعتقال الطلاب والسماح لقوات الشرطة بدخول الحرم الجامعي وفض الاعتصام.
وتصاعدت حدة التظاهرات في الجامعات الأمريكية وطالبوا باستقالة رئيسة جامعة كولومبيا، وتسببت الإضرابات في الجامعات في إثارة القلق والفوضى، خاصة مع استعدادات الجامعات لحفلات التخرج في الأسابيع المقبلة، واضطرت جامعة هارفارد لإغلاق أبوابها.
وشارك في الاضراب جامعات كولومبيا وييل ونيويورك، وطالب المحتجون بوقف إطلاق النار في غزة بشكل دائم، وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، بالإضافة إلى سحب استثمارات الجامعات من شركة توريد الأسلحة المستفيدة من الحرب.
كما طالب المتظاهرون بالعفو عن وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا للطرد والتأديب بسبب الاحتجاجات.
وتسببت الاحتجاجات في إلغاء جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي، بعد أن تحصن الطلاب في مبنى إداري وطالبوا الجامعة بقطع العلاقات مع إسرائيل، كما أغلقت جامعة هارفارد أبوابها خشية من الاحتجاجات داخل الحرم الجامعة، بينما أعلنت جامعة ميشيجان أنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج مطلع مايو، مع توقف التعطيل الكبير للدراسة.
واستمرت نعمت شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، في استفزاز الطلبة والمحتجين وأعلنت أنها ستعتمد نظام دراسة مختلطًا بين الحضور الشخصي والافتراضي لبقية الفصل الدراسي، وأنها لن تسمح لأي مجموعة تعطيل حفل التخرج.
ونشرت شرطة نيويورك صورًا لاجتياح قوات الشرطة لحرم جامعة نيويورك وفض الاعتصام، كما دخلت قوات مكافحة الشغب لحرم جامعة تكساس في أوستن لتفريق المحتجين، وألقت الشرطة القبض على 10 محتجين، كما شاركت جامعة براون في بروفيدنس ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كمبريدج وجامعة كاليفورنيا بوليتكنك في هومبولت في الاحتجاجات.
وكانت رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شفيق، تسببت في موجة غضب واسعة بين الطلاب في الجامعة والمصريين المقيمين في أمريكا بعد طلبها للشرطة لطلاب متظاهرين في الجامعة تضامنًا مع القضية الفلسطينية.
واتهم المصريون المقيمون في أمريكا ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، نعمت بالتحريض على اعتقال الطلاب والسماح بدخول قوات الأمن لفض التظاهرة من أجل الحفاظ على منصبها كرئيس للجامعة، وألا تلقى مصير رئيستي جامعة بنسلفانيا وجامعة هارفرد؛ لعدم إدانة الطلبة المتضامنين مع فلسطين بشكل حاسم.
وسمحت رئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك بدخول الشرطة لحرم الجامعة واعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيدين لفلسطين، كما سمحت للشرطة بإخلاء مخيم أقامه المتظاهرون صباح الأربعاء، وقالت في بيان لها إنها «أذنت لشرطة نيويورك في إزالة المخيم»، كما تشن الجامعة حملة لتعليق دراسة عدد من الطلاب الذي شاركوا في نصب الخيام، منهم إسراء هيرسي، ابنة النائبة الديمقراطية إلهان عمر.
وخرجت رئيسة جامعة كولومبيا من جلسة المساءلة والتحقيق أمام لجنة بمجلس النواب الأمريكي بعدما قدمت شهادتها بأن التظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية تحمل مشاعر تعصّب ومعاداة لليهود، وأوضحت كيف أنها قامت، وتحت قيادتها، بقمعها.