رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

مبادرة العمل في إيطاليا.. تعرف على المهن المطلوبة للسفر وطريقة التقديم

كتب- محمد أبو الدهب.. وقّع وفد إيطالي، السبت، بروتوكولات تعاون...

«إذن العمل لبعض الوقت» في الكويت.. كل ما تريد معرفته عن الخدمة وشروطها والرسوم

كتبت - سما صبري.. تواصل الكويت مسيرتها الرائدة نحو تحسين...

ماذا بعد القبول في اللوتاري الأمريكي؟.. مصري يكشف تفاصيل رحلته بعد الفوز في قرعة الأحلام

كتب- أسماء أحمد.. أعلنت الولايات المتحدة قبل أيام فتح باب...

احجز تذكرتك لمباراة أساطير ريال مدريد وبرشلونة في قطر.. 6 خطوات سهلة وهذا موعدها

يحتضن استاد خلفية الدولى مباراة ريال مدريد وبرشلونة

ماليزيا في عيون زوجين مصريين.. بيئة جاذبة للسياحة خطيرة على الاستثمار الأجنبي

كتب – هاني جريشة ووفاء عثمان..

 

تعد ماليزيا من النمور الآسيوية القوية اقتصاديا في العالم، التي استقلت عن بريطانيا العظمى منذ منتصف القرن الماضي، ورغم أن عدد سكانها لا يتجاوز 30 مليون نسمة إلا أنها من أهم البلاد التي يقصدها السائحون من كل حدب وصوب، نظرًا لما تتمتع به من مناظر خلابة وشواطئ ممتعة بالإضافة إلى أجوائها الدافئة معظم أوقات السنة، ولا ننسى السياحة العلاجية التي تجذب إليها سائحي الخليج.

ورغم المزايا الاقتصادية والسياحية لماليزيا إلا أنها تعد دولة طاردة للعمالة المصرية أو المهاجرين المصريين، «وصال» بدورها تعرفت على أوضاع الجالية المصرية في ماليزيا من خلال لقائها بزوجين مصريين أقاما في ماليزيا 8 سنوات ونصف، منتهزةً فرصة وجود المهندس وائل جادو وحرمه المهندسة نشوى عبد الرازق في مصر خلال إجازتهما السنوية.

في البداية يتحدث المهندس وائل جادو عن ماليزيا فيقول: ماليزيا منذ فترات لم تكن هدف أو حلم للمصريين بسبب بعدها واختلاف البيئة والثقافة وأغلب المصريين المغتربين يميلون أكثر لأوروبا، فعادة من يذهب إلى ماليزيا هم رجال الأعمال أو السائحين المصريين أو من كان لهم علاقة سابقة بماليزيا، لكنها ليست سوقا للعمالة المصرية.

ويشرح جادو سبب أن ماليزيا ليس من الدول المحببة للمصريين للإقامة فيها فترات طويلة، موضحا أن أوروبا تستطيع فيها الحصول على إقامة ثم الحصول على جنسية، لكن هذا الأمر غير موجود في ماليزيا، مضيفا: مهما أقمت في ماليزيا لن تحصل علي الجنسية حتي و لو تزوجت من امرأه ماليزية.

فقدان الاستقرار

 

واستدرك جادو: لكي نكون منصفين بعض المصريين أو الأجانب المتميزين في ماليزيا أقاموا فيها فترات طويلة، استطاعوا الحصول على إقامة دائمة، مشيرا إلى أن حصول الشخص على الإقامة الدائمة ليس شرطًا لحصول زوجته أو أولاده عليها، هو الامر الذي يشعر الكثير من المصريين هناك بعدم الاستقرار .

وحول تعداد الجالية المصرية في ماليزيا أكد جادو أنها لا تتجاوز من 1000 إلى 1500 مصري على أفضل تقدير، موضحا أن أعلى تعداد وصل إليها المصريون في ماليزيا كان بعد 30/6/2013، وقُدر حينذاك بحوالي 2000 مصري ثم بدأت في التراجع، بسبب سفر العديد منهم إلى أوروبا وتركيا، مشيرا إلى أن كثيرين لجأوا إلى ماليزيا بعد 30 يونيو هربًا من أحكام قضائية لكنهم لم يستقروا فيها؛ لصعوبة العيش هناك.

 

أجواء طاردة

 

وأشار جادو إلى أن السفر إلي ماليزيا سهل جدا لأنه بدون تأشيرة و من حقك الإقامة 3 أشهر لكن لا تُمنح إقامة فيها، مضيفا: في ماليزيا غير مرحب بك للعمل هناك، مرحب بك فقط أن تكون رجل أعمال وتفتح بيزنس، وحتى في هذه الحالة لا يسمحوا لك بتجديد الإقامة وحتي في مجال رجال الأعمال يجب أن يكون حجم استثمارك يتجاوز مليون رينجيت، و في هذه الحالة يسمح لك بأن تطلب فيزا.

وأوضح: لدينا نموذج مصري مقيم في ماليزيا من 25 عاما ولديه محالات تجارية في أماكن متخلفة ولديه شريك ماليزي و بعد 25 عامًا رفضوا تجديد إقامته دون إبداء أسباب، وعندما أخبرهم أنه أن لديه شريك ماليزي ردوا عليه «هو يكمل استثمارك واذهب أنت إلى بلدك»، فكل الإجراءات للحياة في ماليزيا طاردة للمصريين أكثر منها جاذبة.

والتقطت زوجته المهندسة نشوى الحديث منه أطراف الحديث لتقول: هناك برنامج جديد للإقامة هو أن يكون لك في بلدك استثمارات وعقارات وأملاك تدر لك ربحًا شهريًا بقيمة 10 آلاف رينجيت أي ما يعادل 70 ألف جنيه مصري، و تقدم إثباتات لهذا الأمر وفي تلك الحالة يتم منحك بعدها تأشيرة إقامة لمدة 5 سنين ثم تجدد خمس سنوات أخرى أي 10 سنوات، ثم غيروا القانون و ضاعفوا المبلغ 4 أضعاف بمعنى أن يكون حجم الربح أو الدخل الخاص بيك 40 ألف رينجيت للحصول على الإقامة، وهذا القانون يتم تطبيقه بأُثر رجعي الآن.

شعب عنصري

 

وتضيف نشوى: ماليزيا دولة قائمة علي السياحة بسبب طقسها الدافئ و طبيعتها الخلابة ونظافة الشوارع؛ لذلك هم ينظرون إلى العرب والمصريين بمنظور مختلف فهم يريدون أن تأتي سائحا لإنفاق مالك وتذهب، و لا يرغبون في مقاسمتك لرغيف خبزهم، حتى إذا فكرت في إقامة مشاريع استثمارية فالشعب الماليزي لا يستوي مع الأجانب في الحقوق والحريات وللآسف أن نسبة كبيرة من الشعب الماليزي لديهم هذه النظرة العنصرية، و هناك نسبة أخرى ضئيلة محترمة ومرحبة بك.

وحول الأوضاع الاجتماعية في المجتمع الماليزي يقول المهندس جادو: ليس هناك مظهر من مظاهر الإيجابية علي المستوى الاجتماعي، فلا يوجد تواصل بين الأسر الأجانب و الأسر الماليزية أو دعوات للطعام أو عزائم مشتركة كما يحدث في مجتمعات أخرى مختلفة، أقصى ما يقومون به هو إقامة مكان لكرنفال يسمي (إطعام) يدعون فيه ما يقرب من 30ـ أو 40 شخص كل فرض يحضر ليأكل ثم يذهب ويأتي غيره بطريقة مهينة، فهم يعتبرون أن هذا من الدين و هذه العلاقات بالنسبة لهم علاقات ميكانيكية جافة لا يملؤها الود والترابط واحترام الفقير كباقية الشعوب العربية.

 

فلسطين خط أحمر

 

وبالسؤال عن الوازع الديني والتعامل مع العرب والمصريين باعتبارهم مسلمين مثلهم تبين نشوى: هم حريصون علي العبادة وإقامة الصلوات في المساجد وإقامة مقارئ القرآن و يهتمون بالمساجد بشكل فائق، وفي بداية سفرنا إلى ماليزيا منذ عشر سنوات كان الماليزيون يرحبون بنا بشكل جيد، لكن بعد صدور تصريحات من عدد من المسئولين حول أن إسرائيل دولة جوار و أمنها أمر مقدس انقلبت طريقة التعامل معنا هناك 180 درجة؛ لأن فلسطين بالنسبة لهم خط أحمر، فقضية القدس والمسجد الأقصى من القضايا المقدسة لديهم، وبالتالي هم يشعرون أن الأزهر منارة علم و دفاع عن مقدساتهم وقد يكون هذا الأمر سبب احترامهم للمصريين كشعب بعيدًا عن التواءات السياسة.

وتضيف: الطبقة غير المثقفة في ماليزيا تنظر للمصري على أنه عربي خليجي جاء لينفق أمواله ويتنزه في ماليزيا ويعود إلى بلده، أما الطبقة المثقفة تعلم جيدًا أن المصري هو من بلد الأزهر الذي يضم آلاف الماليزيين من الطلبة الوافدين، وتشير إلى أن ماليزيا تضم أكبر متحف إسلامي عالمي ضخم في كوالالمبور، يضم نماذج و«ماكيتات» ضخمة لأهم مساجد في العالم العربي و الإسلامي أبرزها الحرمين والمسجد الأقصى والأزهر، و مساجد أخرى لم ترها أو تسمع عنها، و لم نري في أي مكان بالعالم مثل هذا المتحف، كما يضم هذا المتحف جدارية ضخمة بها تاريخ  فلسطين بكل تفاصيله منذ نشأة الدولة وحتى اليوم باللغة الإنجليزية، بهدف توعية العالم ولتأريخ القضية.

أبرز المشاكل

 

وحول أبرز المشاكل التي تواجه المصريين هناك في ماليزيا يقول المهندس جادو: بيئة البزنس أو العمل للأسف قوانينها طاردة لأي مستثمر، ولا يوجد سبيل لأي تعاون أو تيسيرات استثمارية أو تيسيرات في الإجراءات، وبالتالي المناخ الاستثماري غير جيد بتاتًا هناك، كذلك من يسعون للعمالة من الطبقات الكادحة فهم يفضلون العمالة الصينية عن العربية والمصرية والصينيون منتشرون بكثرة هناك، الأمر الثاني هو عدم الاستقرار من حيث الإقامة وإجراءاتها  تضعك تحت ضغط أنك مهدد في أي لحظة لترك البلاد، بالإضافة إلى أن الروابط الاجتماعية بين المصرين والماليزيين سيئة، ففكرة الروابط الاجتماعية في ماليزيا جافة من الأساس، اللهم إلا حالات فردية.