رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

خطوة بخطوة.. طريقة استخراج تصريح سفر للأطفال أقل من 18 عامًا

كتبت - أسماء أحمد..   أعلنت السلطات المصرية منع سفر القصر...

«قد تخسرين حضانة أطفالك».. تعرفي على شروط سفر الأبناء مع الأم خارج مصر

كتبت - أسماء أحمد..   تبحث الكثير من السيدات المصريات عن...

حكاية «السويسي» نجم السوشيال ميديا الجديد.. من الهروب في قوارب الموت إلى احتساء القهوة في إيطاليا

كتب- هناء سويلم..   بـ«تفة قهوة وقرص ترب» اشتهر التيكتوكر المصري...

“وصال” تجيب على أهم 10 أسئلة حول مبادرة “سيارات المصريين بالخارج”

كتب – كريم الصاوي.. منذ انطلاق مبادرة استيراد سيارات المصريين...

ماذا بعد القبول في اللوتاري الأمريكي؟.. مصري يكشف تفاصيل رحلته بعد الفوز في قرعة الأحلام

كتب- أسماء أحمد.. أعلنت الولايات المتحدة قبل أيام فتح باب...

حملة ممنهجة أم حقيقة.. هل يستهدف حزب البديل الألماني طرد «المهاجرين»؟

كتب -هاني جريشة..

تقارير إعلامية ألمانية تنتشر في الفضاء الإلكتروني حول أزمة سياسية بدأت تطفو إلى السطح السياسي، وهي أزمة حزب البديل الألماني المعروف بتياره المحافظ، بينما ترى العصبة الحاكمة وعدد من الأحزاب الديمقراطية أنه حزب متطرف يميل إلى النازية، ويجب إسقاطه وتسيير المظاهرات المناهضة ضده .

وبين التيار المحافظ والتيار الديمقراطي تظل أزمة المهاجرين واللاجئين إلى ألمانيا على المحك، خاصة من استوطنوا في ألمانيا من أصول عربية ومصرية وحصلوا على الجنسية الألمانيه، فالتقارير التي تصدرها التيارات الديمقراطية في ألمانيا ترى أن الأشخاص المنحدرين من أصول مهاجرة في ألمانيا يتزايد شعورهم بالتعرض للعداء والتقليل من قيمتهم، ويرى هؤلاء الأشخاص أن مسيرات التضامن وحدها لا تكفي لحل مشكلتهم، وأن القلق يزداد لدى التيار الديمقراطي بشكل زادت معه الاستفسارات حول المستقبل في ألمانيا.

ويعتبر مجتمع الأغلبية الديمقراطية في ألمانيا كيفية التعامل مع حزب “البديل من أجل ألمانيا ” مسألة سياسية بالدرجة الأولى، غير أنه الحزب الذي وصف نائبه روغر بيكامب، المهاجرين في البرلمان على نحو مسيء بأنهم “مهاجرون غرباء عن الثقافة قدموا ليحلوا محل السكان الأصليين”.

اجتماعات لتصفية الأجانب

وكانت تقارير ألمانية تحدثت عن عقد اجتماع بين ساسة وشخصيات معروفة من التيار الذي يسمى باليمين الجديد، أثارت قلق الكثير من الأشخاص من ذوي الأصول الأجنبية بشكل زادت معه الاستفسارات الواردة إلى السياسيين ومراكز الاستشارات المعنيين بشؤون هؤلاء الأشخاص.

وكان مشاركون كشفوا أن هذا الاجتماع دار حول البحث في تحديد دائرة الأشخاص الذين ينبغي أن يغادروا ألمانيا وكيف يمكن دعم هذا الأمر، وهي دائرة تتجاوز من وجهة نظر هؤلاء اليمينيين المتطرفين مجموعة الأجانب الملزمين بمغادرة البلاد بشكل قانوني.

من جانبها، تقول وزيرة الدولة ريم العبلي-رادوفان، المسؤولة عن قضايا الاندماج ومكافحة العنصرية في الحكومة الألمانية، إن “الأشخاص الذين نشأوا كأطفال لمهاجرين في ألمانيا يتساءلون عما إذا كان لا يزال لديهم مستقبل هنا”، وأضافت: “هذا أمر مخجل بالنسبة لبلادنا، خاصة مع تاريخنا”.

وفي السياق نفسه، تقول مصباح خان، السياسية بحزب الخضر المختصة بشؤون السياسة الداخلية، إن الأشخاص المنحدرين من أصول مهاجرة مضطرون كل يوم إلى الكفاح حتى يصبحوا جزءا متساوي الحقوق من مجتمعنا، وأضافت أن “خطط الطرد غير الإنسانية التي يقترحها حزب البديل لألمانيا تُشكل عبئا نفسيا إضافياً على هؤلاء الأشخاص المتضررين”.

كما كشفت تقارير إعلامية ألمانية أن المتضررين من أصحاب الأصول المهاجرة يرون أن هذه الدوامة السلبية لم تبدأ فقط في الأسبوع الماضي عندما كشف تقرير لشبكة “كوريكتيف” الإعلامية أن الارتباط بين ناشطين يمينيين متطرفين وساسة معينيين أصبح أكثر وضوحاً أمام الرأي العام، خاصة وأن جهاز حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) كان قد أبلغ عن مثل هذه التوجهات منذ فترة طويلة.

ومنذ العام الماضي، يشعر الأشخاص المنتمون إلى رابطة العائلات ثنائية الجنسية في ألمانيا بأنهم يتعرضون على نحو متزايد للإهانة والتمييز والتهديد، وذلك حسبما تقول المتحدثة باسم الرابطة كارمن كوليناس، مشيرة إلى أن “العنصرية اليومية تزايدت بشكل صارخ”.

حمله ممنهجة

من جانبه يقول الدكتور عبد الله جريشة، طبيب مصري ألماني: “قضية حزب البديل لها أبعاد سياسية كبيرة وله عدة أسباب ومنذ فترة طويلة وليس وليدة هذه الايام، حزب البديل لا شك أنه يحتوي على عدد من الساسة العنصريين، ولكن غالبية أعضاه من المحافظين الذين يهتمون بمصلحة ألمانيا ويرفعون شعار “ألمانيا أولا”، أما الأحزاب الديمقراطية مثل أحزاب ميركل وشولتس وغيرهم من الساسة الحالين فهي أحزاب مسيرة وتمشي في ركاب أمريكا ومنساقة خلفها في كافة آراءها وقراراتها، الوحيد الديمقراطي الذي شذ عن القاعدة كان جيراهرد شرودر الذي كان مستشارا لألمانيا وقت حرب العراق، ورفض الانصياع لأمريكا أو دعمها ورفض المشاركة في الحرب الأمريكية ضد العراق، ووقتها انتهجت الولايات المتحدة سياسيات عقابية ضد ألمانيا .

وأشار جريشة، إلى أن ما يحدث ضد حزب البديل من هجوم من الدولة له أبعاد منها أنه لديه شعبية كبيرة في الفترة الأخيرة، وتنامي أصواته ومقاعده في البوندستاج ، ولذلك يتم عمل حملة ممنهجة ضده بأنه حزب نازي ويجب إقصاؤه ، لكن الأزمة التي تواجه الأحزاب الديمقراطية الحاكمة أنهم لا يستطيعون إقصاء حزب البديل، وإلا ما الفرق بين الإثنين إذا كان كلاهما لا يعترف بمبادئ الديمقراطية، حتى لو لجأت الأحزاب الديمقراطية لحيلة قانونية لإلغاء الحزب، فماذا سيفعلون في جموع الشعب المتزايدة التي تتبعه.

وأوضح أن حزب البديل في حال صعوده إلى إلى سدة الحكم فلن يكون سيئا إذا شكل ائتلافا مع حزب ديمقراطي لتحقيق التوازن السياسي، خاصة في السياسة الخارجية لأن حزب البديل رافض لاستمرار الدعم لإسرائيل ومواصلة المساندة لأوكرانيا في حربها ويرى أن كل ذلك يستنزف من الاقتصاد الألماني، ولذلك تلك الأمور التي دفعت بجاذبيته في الساحة الشعبية.

وأضاف جريشة، أن التقارير الإعلامية الصادرة ضد حزب البديل بأنه ينتهج الاضطاد ضد مزدوجي الجنسية ما هي الا حملات ممنهجة لضربه في الساحة السياسية لأننا كمصريين حاملين للجنسية الألمانية نعيش بسلام ولا نرى أي اضطاهد من جانب “البديل” ونتمتع بكافة الحقوق كالألمان الأصليين.

إذا قبل بالأجانب فلن يقبل بالعرب

على عكس الأمر، يرى محمد جادو – مهندس مصري ألماني – أن حزب البديل إن كان في نيته الاضطاد ضد مزدوجي الجنسية فلن يفصح عن هذا الأمر بشكل مباشر، لكن حقيقة أمره أنه ضد مزدوجي الجنسية، وإذا كان يقبل بهم من عدد من الدول الأوروبية الأخرى فلن يقبلهم من العرب والمصريين .

واشار جادو إلى أن تحركات واجتماعات حزب البديل مؤخرا مريبة، فقد اجتمع في الفترة الأخيرة مع حركات يمين متطرف محظورة، وتناولوا خلال الاجتماع قضية عودة مزدوجي الجنسية إلى موطتهم الأصلي لأنهم ليسوا ألمان بنسبة 100%، مشيرا إلى ان الحزب مدعوم ماديا من رجال أعمال كثيرون، أبرزهم صاحب سلسلة مطاعم برجر في ألمانيا وآخر يمتلك أضخم شركة ألبان في ألمانيا “ميلر”.

وحول شعبية حزب البديل في الساحة الألمانيى قال جادو، إن التابعين لحزب البديل إما أن يكونوا بالفعل كارهين للأجانب، ورافضين لوجودهم، أو فئة أخرى قد تكون جاهلة بالأمر لكن يتم إغرائها بتعاظم الاقتصاد الألماني وانتعاشه في حال وصول الحزب لسدة الحكم ، وهناك فئة أخرى ترى أن البديل ليس أفضل شيء لكنم كارهين للتيار الديمقراطي وسياسته.

وأشار جادو إلى أن الأمر الوحيد الذي يمكن لحزب البديل أن يكون محق فيه هو أن السياسة الألمانية الحالية في استقبال الاجانب أصبحت عشوائية وتستنزف أموالا ضخمة لأن ألمانيا توفر المال لللاجئين بسخاء من قبل أن ينتهوا من أوراقهم عكس دول كثيرة أخرى، وكل تلك الأموال من دافعي الضرائب، وهو ما بات أمرا سيئا لدى الكثيرون في ظل زيادة الضرائب والتضخم وتدهور الاقتصاد الألماني .