كتب – أمير شاهين..
يواجه رجل الأعمال المصري الراحل محمد الفايد اتهامات بالتحرش، بعدما نشر موقع بي بي سي البريطاني شهادات قال إنها لسيدات تعرضن لعنف جنسي ومحاولات تحرش.
وقالت سيدة تحفظت بي بي سي عدم ذكر اسمها، أن مالك هارودز السابق اعتدى عليها جنسيًا “بشكل مقزز” بعد دعوتها لاجتماع عمل في شقته بالعاصمة البريطانية لندن، زاعمة أن الشرطة كانت قريبة من اعتقاله قبل أيام قليلة من وفاته في أغسطس 2023 على خلفية هذا الاتهام.
محمد الفايد في قفص الاتهام
وبحسب الموقع البريطاني فإن أكثر من 20 سيدة قالت إنها تعرضت لاعتداء جنسي من قبل الملياردير المصري الشهير، خمسة منهن قلن إنهن تعرضن للاغتصاب، مشيرا إلى أن عددا من الموظفين السابقين في هارودز تعرضوا للهجوم منذ إصدار الفيلم الوثائقي والبودكاست الفايد: المفترس في هارودز، وأن هارودز لم يكتف بعدم التدخل لوقف ما يحدث، بل ساعد أيضًا في التستر على مزاعم الاعتداء.
وتأتي الشهادات مع ظهور تفاصيل جديدة عن محاولات فاشلة للشرطة والمدعين العامين لمحاسبة فايد في حياته، وسوف يقوم فريق قانوني يمثل العديد من النساء اللاتي تحدثت إليهن هيئة الإذاعة البريطانية، بتوضيح قضيتهن ضد هارودز اليوم الجمعة.
شهادة مثيرة لعاملة سابقة في هارودز
وتقول الشاهدة إنها عملت في هارودز لبضع سنوات قبل عام 2010. ووصفت توظيفها هناك وهي في سن 21 عامًا بأنها “وظيفة أحلام، مضيفة أنها التقت بمحمد الفايد، الذي كان في أواخر السبعينيات من عمره وقتها، مرتين في اجتماعات عمل، قبل استدعائها إلى شقته في بارك لين بالعاصمة لندن في أواخر 2007، حيث أدخلتها مدبرة المنزل إلى غرفة الجلوس.
وتابعت: “جلس الفايد بجواري، وتحدث معي لبضع دقائق، ثم طلب مني العودة بعد أسبوعين للإقامة في الشقق في الليلة السابقة لمزاد هارودز، حتى أتمكن من الذهاب إلى مزاد هارودز معه، وأتمكن من مقابلة المشاهير الذين سيفتتحونه، وعندما وقفت للمغادرة، وضع يديه على صدري وقال بعض الأشياء المثيرة للاشمئزاز، وكنت في حالة صدمة كاملة”.
وواصلت الشاهدة لبي بي سي أنها لم تشارك التفاصيل الكاملة للتجربة مع أحد، لكنها في يناير 2023، قررت الذهاب إلى الشرطة، وتم تحويل القضية إلى قسم التحقيقات الجنائية في شرطة العاصمة، مضيفة إنها أُبلغت لاحقًا بأن الشرطة تخطط لاعتقال الفايد، وحاول الضباط اعتقاله في مناسبتين بالفعل، لكن حالته الصحية كانت سيئة للغاية بحيث لا يمكن استجوابه، قبل أن يتوفى عن عمر يناهز 94 عامًا في أغسطس من العام نفسه.
ووصفت نساء أخريات عملن في هارودز الفايد بأنه “مفترس” يستغل منصبه للإيقاع بالموظفات، ويستخدم سلطته لردعهن عن التحدث علناً، وروت بعض الموظفات السابقات كيف كان يتجول في متجره ويحدد المساعدات الشابات اللاتي وجدهن جذابات، قبل ترقيتهن للعمل في مكتبه الخاص.
عشرات السيدات يتهمون الفايد
وقالت الموظفات السابقات لبي بي سي إن هذه الإساءة كانت معروفة في المتجر، وقالت إحداهن: “كنا جميعاً نراقب بعضنا البعض ونحن نمر عبر ذلك الباب، ونشعر بالعجز التام عن إيقاف هذه الممارسات، وبالإضافة إلى ما حدث داخل هارودز وداخل منزله، تحدثت النساء عن حوادث تتعلق بفايد أثناء رحلات إلى باريس وسان تروبيه وأبو ظبي، ووصفته إحدى النساء بأنه “وحش زرع الخوف بين موظفيه”، بينما كشف نائب مدير الأمن السابق في المتجر أن فايد كان يراقب هواتف موظفيه ويثبت كاميرات سرية لمراقبة مناقشاتهم.
مؤتمر صحفي ومطالبة بتعويضات
وقد عقد أعضاء الفريق القانوني البريطاني الذي يمثل عددا من النساء اللاتي ظهرن في الفيلم الوثائقي الذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية بعنوان “الفايد: المفترس في هارودز” مؤتمرا صحفيا صباح الجمعة، وسيتناول الفريق القضية المرفوعة ضد هارودز، وسوف تنضم إليهم المحامية الأمريكية لحقوق المرأة جلوريا ألريد، التي مثلت ضحايا مجرمين بارزين في الماضي.
وقد رفعت أربع عشرة امرأة من النساء اللاتي تحدثت إليهن هيئة الإذاعة البريطانية دعاوى مدنية ضد مالكي هارودز الحاليين للمطالبة بالتعويضات، وقالت هارودز إنها لديها عملية متاحة للنساء اللاتي يقلن إنهن تعرضن لاعتداء من قبل الفايد، وأضافت “لقد كان من أولوياتنا تسوية المطالبات بأسرع ما يمكن، وتجنب الإجراءات القانونية المطولة للنساء المعنيات.
وكررت هارودز اعتذارها لموظفيها السابقين بعد نشر تحقيق هيئة الإذاعة البريطانية، وقال المتحدث باسمها: “لقد أتيحت لنا الآن الفرصة لمشاهدة البرنامج والتعبير مرة أخرى عن تعاطفنا مع الضحايا اللاتي ظهرن في الفيلم.