رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

خطوة بخطوة.. طريقة استخراج تصريح سفر للأطفال أقل من 18 عامًا

كتبت - أسماء أحمد..   أعلنت السلطات المصرية منع سفر القصر...

«قد تخسرين حضانة أطفالك».. تعرفي على شروط سفر الأبناء مع الأم خارج مصر

كتبت - أسماء أحمد..   تبحث الكثير من السيدات المصريات عن...

حكاية «السويسي» نجم السوشيال ميديا الجديد.. من الهروب في قوارب الموت إلى احتساء القهوة في إيطاليا

كتب- هناء سويلم..   بـ«تفة قهوة وقرص ترب» اشتهر التيكتوكر المصري...

ماذا بعد القبول في اللوتاري الأمريكي؟.. مصري يكشف تفاصيل رحلته بعد الفوز في قرعة الأحلام

كتب- أسماء أحمد.. أعلنت الولايات المتحدة قبل أيام فتح باب...

“وصال” تجيب على أهم 10 أسئلة حول مبادرة “سيارات المصريين بالخارج”

كتب – كريم الصاوي.. منذ انطلاق مبادرة استيراد سيارات المصريين...

هجرة جماعية للمصريين من تركيا.. أجور ضعيفة وعمل شاق وعنصرية ممنهجة

كتب – هناء سويلم..

 

رغم تقارب العادات والتقاليد بين الشعبين المصري والتركي، واتخاذ تركيا خطوات لإعادة العلاقات المصرية التركية بعد انقطاع طويل، والتي تكللت مؤخرا بعودة العلاقات بين البلدين إلى مستوى تبادل السفراء، إلا أن المصريين الذين يعيشون في تركيا سواء للعمل أو الدراسة يعانون عددًا من المشاكل، على رأسها العنصرية التي يعامل بها الشعب التركي الغرباء بشكل عام والمصريين بشكل خاص.

“وصال» تواصلت مع عدد من المصريين المقيمين في تركيا، والذين أكدوا صعوبة الحياة على المصريين والعرب في تركيا بسبب العنصرية التي يتعامل بها الأتراك مع العرب، في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وتواجد عدد كبير من العرب هناك ما جعل الأتراك ينظرون إليها كمنافسين على فرص العمل.

عمرو خطاب، أحد المصريين المقيمين في تركيا، قال إن الشعبين المصري والتركي لديهم الكثير من العادات والتقاليد المشتركة والمتشابهة، لكن في السنوات الأخيرة ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية العالمية التي طالت العديد من البلدان ومنعا تركيا بالطبع، انعكس ذلك على الشعب التركي وطريقة تعامله مع العاملين والمقيمين في تركيا.

وأوضح أن زيادة الأسعار تراوحت بين 4 و6 أضعاف في السنوات الأخيرة، ما سبب ضغوطات كبيرة على الأتراك، وأصبح هناك حالة غضب تحولت إلى خطاب كراهية ضد الأجانب عمومًا، والعرب ومنهم المصريين على وجه التحديد، وتمثل ذلك في صورة ممارسات عنصرية ممنهجة يمارسها الأتراك ضد هذه الجنسيات.

ونصح خطاب، المصريين الراغبين في السفر والعمل في الخارج بالابتعاد تمامًا عن تركيا، باعتبارها ليست المكان الأفضل للمصريين والعرب في الوقت الحالي، خاصة مع وقف إصدار تصاريح الإقامة، فبعد أن كانت تركيا من الدول التي تقدم تسهيلات جيدة للإقامة السياحية حاولت الحكومة تهدئة غضب الشعب من الأجانب، بوقف هذه التصاريح، وأيضا استجابة لطلبات المعارضة التي تقود الخطاب المعادي لوجود العرب تحديدًا على أرض تركيا.

وكشف خطاب، عن بعض المواقف العنصرية التي تعرض لها بعض أصدقائه المصريين في تركيا، قائلًا إن هناك مجموعة من الشباب المصريين تم التعدي عليهم بالضرب في المواصلات من قبل بعض الأتراك، بالإضافة إلى مشاجرات الأتراك مع جيرانهم من المصريين، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراءات قانونية نتيجة تخوف المصريين من الترحيل في حالة تقديم شكوى للشرطة، بعد وقف تجديد الإقامة منذ حوالي 6 أشهر.

وأشار إلى وجود حملات تمشيط تقوم بها الشرطة في المواصلات ومحطات الركوب، وخلال هذه الحملات تم القبض على 45 مصريًا وتم ترحيلهم إلى سجن الأجانب بسبب انتهاء تصاريح الإقامة الخاصة بهم.

 

رواتب ضعيفة وعمل شاق وملاحقة في المنازل

 

أما علي المصري، وهو أحد المصريين المقيمين في تركيا أيضا، فأكد على مشكلة العنصرية والتي تفاقمت مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمصريين في تركيا، وأضاف إليها مشكلة أخرى وهي ضعف الرواتب حيث يبلغ الحد الأدنى للرواتب 400 دولار في الشهر (12400 جنيه مصري تقريبًا)، بعدد ساعات يصل إلى 12 ساعة يوميًا.

وأضاف أن هناك الكثير من العرب خاصة السوريين، الذين يمثلون الجالية الأكبر في تركيا، بدأوا في الهروب إلى دول أخرى مجاورة وخاصة صربيا وألمانيا، لاسيما مع تواصل ملاحقة السوريين وترحيلهم إلى سوريا.

ويضيف نوح سليمان، أن الحكومة التركية لا تتدخل في حالات العنصرية ضد العرب، بل على العكس في حال وصل الأمر إلى الشرطة يتم التأكد من تصاريح الإقامة وفي حال كنت مخالفًا يتم الترحيل فورًا حتى لو كنت أنت المجني عليه وذهبت لتشتكي.

وأشار إلى أنه تعرض للعنصرية عندما كان يستأجر منزل، وقام صاحب المنزل ببيعه مع إخباره بإمكانية استمراره في المنزل بعد البيع، وفور استلام المالك الجديد للمنزل أعطاه مهلة 3 أيام لمغادرة المنزل؛ لأنه يرغب في تأجيره لشخص تركي.

وانتشر الاستقطاب السياسي وخطاب الكراهية في تركيا، في السنوات الأخيرة خاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم، وبدأ الأتراك في حملات عنصرية ضد الأجانب في تركيا، وانتشر الأمر بشكل كبير على السوشيال ميديا، وانتشرت فيديوهات ظهر خلالها التمييز العنصري والعرقي من قبل الأتراك تجاه الأجانب العرب على وجه الخصوص.

 

هجرة جماعية

 

وتشير التقديرات شبه الرسمية إلى أن عدد المصريين المقيمين بشكل دائم في تركيا حوالي 30 ألفًا، إلا أن مصادر تحدثت لـ”وصال” أكدت أن هذا الرقم انخفض بشكل كبير خلال الشهور الأخيرة حتى أنها قدرت العدد الفعلي المقيم في تركيا حاليا بنحو 5 آلاف فقط نتيجة وقف الإقامات وملاحقة المخالفين، علاوة على قلة فرص العمل المتاحة نتيجة الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار والإيجارات ولوازم المعيشة بشكل كبير في تركيا مؤخرا، ما جعل العمل فيها غير مجزٍ إلى حد كبير كما كان في السابق.

وضربت مثلا بأبرز التجمعات المصرية في تركيا وهي “الجالية المصرية في إسطنبول”، حيث كان قوامها قبل أقل من عامين قرابة الألفي عضو، وتراجع هذا العدد بشكل حاد حاليا حيث لم يعد عدد أعضائها يتجاوز الـ800 عضو، نتيجة مغادرة كثير من المصريين تركيا نتيجة العوامل السابق ذكرها إما بالعودة إلى مصر أو بالانتقال إلى دول أخرى تتوافر بها فرص عمل أفضل، وعلى وجه الخصوص هولندا التي انتقلت إليها أعداد كبيرة من المصريين مؤخرا.

وأضافت المصادر أن أبرز القطاعات التي يعمل بها المصريون في تركيا حاليا هي القطاعات الخدمية مثل تأجير الشقق والسيارات وتخليص الأوراق وشحن البضائع وخصوصًا الملابس إلى مصر، لأن العمل النظامي في تركيا صعب للعرب بشكل عام وللمصريين بشكل خاص لأنهم لم يندمجوا بشكل كبير في المجتمع التركي كما فعلت جنسيات سابقة، خصوصا مع عدم إجادتهم التركية.