رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

خطوة بخطوة.. طريقة استخراج تصريح سفر للأطفال أقل من 18 عامًا

كتبت - أسماء أحمد..   أعلنت السلطات المصرية منع سفر القصر...

«قد تخسرين حضانة أطفالك».. تعرفي على شروط سفر الأبناء مع الأم خارج مصر

كتبت - أسماء أحمد..   تبحث الكثير من السيدات المصريات عن...

“وصال” تجيب على أهم 10 أسئلة حول مبادرة “سيارات المصريين بالخارج”

كتب – كريم الصاوي.. منذ انطلاق مبادرة استيراد سيارات المصريين...

حكاية «السويسي» نجم السوشيال ميديا الجديد.. من الهروب في قوارب الموت إلى احتساء القهوة في إيطاليا

كتب- هناء سويلم..   بـ«تفة قهوة وقرص ترب» اشتهر التيكتوكر المصري...

ماذا بعد القبول في اللوتاري الأمريكي؟.. مصري يكشف تفاصيل رحلته بعد الفوز في قرعة الأحلام

كتب- أسماء أحمد.. أعلنت الولايات المتحدة قبل أيام فتح باب...

بجالية قوامها 150 ألف شخص.. “ميلانو” مدينة مصرية على أرض إيطالية

كتبت – إسراء محمد علي

 

إذا وصلت يوماً كسائح إلى مدينة ميلانو الإيطالية، قد تظن لوهلة أنك لازلت في مصر، ولم تغادرها بعد، الوجوه مصرية، الأغاني مصرية، رائحة الطعام القادمة من المحلات والبيوت حولك، كرائحة طعام جدتك ووالدتك، لهذا استحقت لقب “مدينة مصرية على أرض إيطالية”.

إنها مدينة ميلانو الإيطالية، التي تعد موطنا لمجتمع مصري كبير وحيوي، يصل تعداده لما يقارب من 150 ألف مصري، مما يجعلها واحدة من أكبر الجاليات المصرية في أوروبا.

ويُقدر عدد المصريين في أوروبا بنحو مليون و400 ألف مواطن وفقا لإحصائيات 2021، وفي إيطاليا على وجه الخصوص يتواجد 630 ألف مصري، حيث تحظى إيطاليا بأكبر جالية مصرية في أوروبا، تليها فرنسا بنحو 400 ألف مصري، ثم إنجلترا بنحو 64 ألف مصري، وأكبر تعداد للمصريين في ميلانو بشمال إيطاليا، يليها روما وسط ايطاليا، ثم تورينو في أقاليم الشمال، حسب تقديرات تعود لعام 2021.

 

الهجرات المتتالية

 

وصل المصريون الأوائل إلى ميلانو في أوائل القرن 20، وحدثت الموجة الأولى من الهجرة المصرية إلى ميلانو في 1960 و1970، عندما جاء العديد من المصريين إلى إيطاليا للعمل في الصناعة التحويلية، ولكن المجتمع بدأ بالفعل في النمو في 1970 و1980، نتيجة لعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في مصر، واليوم، يتكون المجتمع المصري في ميلانو من أشخاص من جميع مناحي الحياة، بما في ذلك الطلاب والمهنيين ورجال الأعمال.

وحدثت موجة ثانية من الهجرة في عام 1990، عندما جاء العديد من المصريين إلى إيطاليا هربا من عدم الاستقرار السياسي في مصر، وقدموا في ميلانو مساهمة كبيرة في الحياة الثقافية والاقتصادية للمدينة، ونجحوا في افتتاح أعمال تجارية ومطاعم ومراكز ثقافية، وساعدوا في تعزيز الثقافة والتقاليد المصرية، كما أن المجتمع المصري نشط في الحياة السياسية في ميلانو، وقد لعبوا دورا في الدفاع عن حقوق المهاجرين واللاجئين.

ويعد المصريون في ميلانو جزءا مهما من نسيج المدينة، ويساهمون في تنوعها وثرائها. إنهم مجتمع نابض بالحياة وديناميكي، وهم فخورون بأن يطلقوا على ميلانو موطنهم وليس بلد مهجر، وغالبية المصريين في ميلانو من القاهرة والإسكندرية ومدن رئيسية أخرى في مصر، ويتركز المجتمع المصري في وسط المدينة، ولكن هناك أيضا عدد كبير من السكان المصريين في ضواحي سيستو سان جيوفاني ورو.

وقدم المصريون الأطباق الأصيلة وكذلك موسيقى وفناً جديدا إلى ميلانو، ولعبوا أيضا دورا نشطا في الحياة السياسية لميلانو.

وتعتبر الجالية المصرية منظمة بشكل جيد، ولديها عدد من المنظمات الثقافية والاجتماعية، بما في ذلك المركز الثقافي المصري وجمعية الجالية المصرية، كما ينشطون في اقتصاد المدينة، ويعملون في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الأعمال والتعليم والرعاية الصحية.

ويشكل المصريون في ميلانو جزءا مهما من النسيج الاجتماعي للمدينة، ويساهمون في تنوعها وثرائها، ورغم أن غالبية المصريين في ميلانو مسلمون، ولكن هناك أيضا أقلية مسيحية قبطية.

 

لكن، ما هي أسباب هجرة المصريين الكثيفة إلى ميلانو مقارنة بباقي المدن الإيطالية؟

 

هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل المصريين يرغبون في العيش في ميلانو بإيطاليا. فيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعا مثل:

الفرص الاقتصادية، فمدينة ميلانو هي مركز اقتصادي رئيسي في إيطاليا، وهناك العديد من الفرص للعمال المهرة.

وكذلك لم شمل الأسرة، فقد هاجر العديد من المصريين إلى ميلانو للم شملهم مع أفراد الأسرة الذين يعيشون بالفعل هناك من عقود،

كما أن ميلانو تعد موطن لبعض من أفضل الجامعات في إيطاليا، ويأتي العديد من المصريين إلى ميلانو للدراسة، مثل جامعة بوليتكنيكو دي ميلانو، وجامعة كاتوليكا ديل ساكرو كور، مما يجعلها مكانا رائعا للعيش لأولئك الذين يرغبون في متابعة التعليم العالي.

وتوافر فرص العمل من أهم عوامل الجذب، فميلانو هي مركز اقتصادي رئيسي في إيطاليا، وهناك العديد من فرص العمل المتاحة في مجموعة متنوعة من الصناعات، هذا أمر جذاب بشكل خاص للمصريين الذين يبحثون عن فرص عمل أفضل مما قد يجدونه في مصر.

كما أن نوعية الحياة في ميلانو مشجعة فهي مدينة صالحة للعيش جدا مع مستوى عال من المعيشة، َوتتمتع المدينة بوسائل نقل عام ممتازة ومشهد ثقافي نابض بالحياة ومجموعة متنوعة من المطاعم والمحلات التجارية، هذا يجعلها مكانا جذابا للعيش لأولئك الذين يبحثون عن نمط حياة أكثر حداثة وعالمية.

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع ميلانو بمناخ معتدل، مع صيف دافئ وشتاء بارد، وهذا يجعلها مكانا مريحا للعيش لأولئك الذين لم يعتادوا على الظروف الجوية القاسية.

وميلانو قريبة نسبيا من مصر، مما يجعل من السهل على المصريين البقاء على اتصال مع عائلاتهم وأصدقائهم في الوطن.

وكحال أي مدينة، فهناك أيضا بعض التحديات للعيش في ميلانو، مثل ارتفاع تكلفة المعيشة وحاجز اللغة، ومع ذلك، بالنسبة للعديد من المصريين، تفوق فوائد العيش في ميلانو التحديات.

كما تعتبر ميلانو عاصمة الموضة، وتشتهر ميلانو بصناعة الأزياء، وهناك العديد من الفرص للمصريين المهتمين بالعمل في هذا المجال، وهي موطن للعديد من المتاحف والمسارح والمعالم الثقافية الأخرى، وهذا يجعلها مكاناً رائعاً للعيش فيه لأولئك المهتمين بالفن والتاريخ والثقافة، وميلان هي مدينة متنوعة جداً، تجمع العديد من الجنسيات من جميع أنحاء العالم الذين يعيشون هناك! وهذا يجعلها موقعاً لا مثيل له للعيش لأولئك الذين يبحثون عن تجربة عالمية.