حوار – سما صبري
بطلة مصرية من نوع خاص قادتها موهبتها الفائقة في التصميم وإيمانها بأهمية البيئة المستدامة للمشاركة مع فريق بحثي متعدد الجنسيات لإبتكار مشروع جديد يعمل على توليد الطاقة باستخدام بكتيريا دقيقة في الطين، الأمر الذي دفعها للتسجيل في مسابقة “نجوم العلوم” في قطر والوصول إلى التصفيات النهائية من أجل الحصول على دعم الخبراء في إرشادها لتطويره والنهوض به.
هي العبقرية المصرية ندى رأفت الخراشي مصممة بحثية متعددة التخصصات تركز على خلق تجارب وحقائق مثيرة للتفكير، يعتمد عملها على أسس أساسية كالتقدم الثقافي والتغيير الإيجابي والعاطفة الإنسانية.
لديها أكثر من 6 سنوات من الخبرة في تطوير وقيادة ابتكارات التصميم التي تزدهر في مختلف قطاعات الصناعة، من الأشياء المستخدمة يوميًا، والأثاث اليومي، والمنشآت التفاعلية، والقصص الإبداعية، والمعارض الحسية، وتصميم المنتجات، والتصميم البيولوجي.
تتحدى ندى الخراشي الفهم السائد للاستدامة، فهي تنتج أعمالًا تستخدم فيها الشكل والمواد والوظيفة والتصورات اليومية لتنمية العلاقة بين الأفراد والتغييرات الإيجابية.
التقت بوابة “وصال” البطلة المصرية ندى الخراشى في حوار خاص للكشف عن تفاصيل أكثر عن مشروعها الجديد “الجلد الكهربائي” واهم التحديات التي واجهتها وفريق عملها خلال فترة التحضيرات.
إليكم نص الحوار..
في البداية حدثينا عن بداية مسيرتك الأكاديمية وكيف أثرت دراستك في جامعة فرجينيا كومنولث في قطر على شغفك بالابتكار؟
الدراسة في جامعة فرجينيا كومنولث ساعدتني على كيفية تحقيق الترابط بين المواد ومحاولة اكتشاف وتطوير أجهزة وظيفية تعمل على ربط علم الأحياء بحياة الإنسان أرض الواقع.
ما الذي ألهمك لتطوير مشروع “Electric Skin”، وكيف تعتقدين أن هذا المشروع يمكن أن يغير مستقبل إنترنت الأشياء؟
بدأت فكرة المشروع عام 2021 عندما جمعتني مسابقة جوجل مع فريقي المكون من 4 بنات من جنسيات مختلفة واطلعنا على بحث علمي لجامعة “university” يفيد بأن هناك نوع بكتيريا موجود في الطين عندما يتفاعل مع رطوبة الهواء ينتج طاقة.
وحينها طالبت أنا وفريقي التواصل مع الجامعة ومن بين آلاف المتقدمين وافقت الجامعة على فكرتنا بتطوير البحث والتي تعتمد على إضافة مادة بيولوجية لتوليد الطاقة المتجددة وتستطيع التحلل مع مرور الوقت.
يعتبر مشروعنا “Electric skin” هو بداية تغيير الطاقة فنحن نعمل على توليد طاقة من الهواء وبكتيريا من الطبيعة دون أي تدخل إنساني فيها ويأتي هذا كاستجابة للأزمات العالمية.
ما التحديات التي واجهتك أثناء العمل على تطوير هذا الابتكار وكيف تعاملت مع تلك التحديات؟
واجهنا عدة تحديات خلال مراحل التحضير بدءً من صعوبة توليد الطاقة في مساحة صغيرة جدا تشبه ظافر الأصبع إلى جانب محاولتنا لجعلها طاقة مرنة.
وكان من الضروري إتمام كل ذلك في شهرين فقط ولله الحمد استطعنا التوصل لمنتج فريد يركز على تطوير بطارية ميكروية قادرة على تشغيل أجهزة استشعار أساسية، بما في ذلك أجهزة مراقبة الصحة القابلة للارتداء مثل تلك التي تقيس مستويات الجلوكوز ودرجة حرارة الجسم، وتتوسع الرؤية لتشمل إنشاء رقعة جلدية أو ملصق متعدد الاستخدامات، وتطوير لوحات تولد الطاقة ذاتيًا، مما يمثل تقدمًا كبيرًا في كيفية تشغيل المعدات.
ما هو شعورك كونك المصرية والعربية الوحيدة المشاركة في مسابقة “نجوم العلوم”؟ وكيف أثر دعم الجالية المصرية في الخارج عليك وهل هناك تواصل رسمي معك؟
شعور لا يوصف حقيقي، فوجئت بدعم كبير من المصريين داخل وخارج مصر وحملات للتصويت لي في المسابقة مما زادني فخر واعتزاز وحملني مسئولية كبيرة على عاتقي للاستمرار في رفعه شأن بلدي في المحافل الدولية.
مشروع “Electric Skin” يعتمد على بكتيريا من الطين لتوليد الطاقة.. هل يمكنك توضيح كيف يمكن لهذه التقنية أن تسهم في تحسين إتاحة الإمدادات الكهربائية وما الاستخدامات الأخرى التي يقدمها هذا الابتكار؟
الطاقة البسيطة التي استطعنا استخراجها من المشروع يمكن تنفيذها في عدة أشياء كمعينات السمع، حيث إن البطاريات المستخدمة فيها تنفد طاقتها بمرور الوقت بالتالي تأتي فترة على ضعاف السمع يفقدون الحاسة لحين إمدادهم ببطاريات جديدة.
ومع الاكتشاف الجديد يمكن للبطاريات العمل دون توقف من خلال الهواء الطلق، أما عن حلمي لمشروعنا أسعى لتنفيذ الفكرة على أجهزة التنفس بدلًا من استخدامها بالطاقة الكهربائية.
فريقك يضم باحثين من جميع أنحاء العالم.. كيف كانت تجربتك في إدارة هذا الفريق متعدد الجنسيات لتحقيق هدف مشترك؟
إحنا 4 بنات نجتمع نحو هدف واحد، كل واحدة ليها مهمة محددة للمشروع، بالنسبة لي دوري فيها هو كيفية تشغيل هذه التكنولوجيا وتصميم أبليكشن لها.
أما عن كيفية إدارة العمل، نجتمع أسبوعيًا لمناقشة كافة الأمور المتعلقة بالمشروع، كما أننا أنشأنا شركة جديدة في كاليفورنيا تحت مسمي Electric skin LLc” ومعمل خاص بنا في أريزونا بالولايات المتحدة.
كيف ترين مستقبل التكنولوجيا المستدامة في ظل الابتكارات الجديدة مثل مشروعك؟ وما هي الرؤية التي تطمحين لتحقيقها على المدى الطويل؟
إحنا ٤ بنات من ٤ قارات مختلفة كل واحدة ليها حلم وهدف وده مقوي مشروعنا، بالنسبة لي حلمي ننفذ المشروع في أجهزة طبية، وعدم الاعتماد على الطاقة الكهربائية وبالتالي سيحقق هذا المشروع ثورة في مجال العلوم والطاقة.
ما هي رسالتك للشباب المصري والعربي المبدع الذين يرغبون في دخول مجالات الابتكار المتعددة التخصصات؟
انصح الشباب في كافة المجالات للتعاون معًا للخروج بمزيد من الابتكارات، فالمزج بين العلوم يتيح المجال لصنع التميز.
أخيرًا كيف كان تأثير العائلة ودعمهم في قراراتك خصوصًا في التقدم لمسابقة “نجوم العلوم”؟
العائلة دعمتني بقوة لاستكمال المسيرة بداية من بزوغ فكرة المشروع في 2021.
وبفضل دعمهم زاد شغفي لمواصلة التحدي، وبالفعل وصلنا لأماكن كبيرة في إسبانيا والمكسيك وفرنسا إلى إن وصلنا لنجوم العلوم وتمكنا من تنفيذ أول جهاز طبي يدعم الطاقة المستدامة.