كتبت – هناء سويلم..
بينما كانت أسر المصريين العاملين في ليبيا تتحرك باضطراب بين جروبات وصفحات الجالية المصرية هناك، وبينما كان متطوعون ينشرون صور وأسماء ضحايا الإعصار المدمر الذي ضرب مدن وقرى شرق ليبيا من المصريين، كان هناك طرف ثالث لا يهتم بكل ذلك وينشر إعلانات دعائية لشركات سياحية ومكاتب متخصصة في تسفير المصريين للعمل في ليبيا، وربما أيضا استغلوا التفاعل الكبير الذي كان على الصفحات والجروبات هذه الأيام حتى يصل الإعلان لأكبر عدد ممكن من المتابعين.
وتنوعت العروض بين استخراج تأشيرة للعمل في ليبيا خلال 48 ساعة، وتسفير الراغبين في أتوبيسات مكيفة مع عدم الدفع إلا بعد استخراج الأوراق، وبين إعلانات عن تأشيرات سياحية لزيارة المناطق الطبيعية الخلابة في ليبيا، وبين مواطنين عاديين يسألون عن أفضل وأضمن الطرق للسفر إلى ليبيا والعمل هناك!
أثارة هذه الإعلانات حفيظة المتابعين وانتقدوا عدم تقديرها لآلام الأهالي المكلومين على ضحاياهم والباحثين عن كلمة لطمأنتهم على مصير أبنائهم، فضلا حتى عن جدوى هذه الإعلانات تجاريا واحتمالية أن تأتي بأثر عكسي، فبالتأكيد لن يكون الوقت الأمثل لجذب اهتمام الراغبين في السفر إلى ليبيا هو الوقت الذي تعود فيه مئات النعوش من هناك إلى مصر على خلفية أسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة!