كتبت – وفاء عثمان..
شهدت تحويلات المصريين العاملين في الخارج، ارتفاعًا ملحوظًا منذ خفض قيمة العملة المحلية، وذلك بعد انهيار السوق السوداء التي كانت تستحوذ على الجزء الأكبر من أموالهم.
وأكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، خلال اجتماع سابق للحكومة، أن تحويلات المصريين بالخارج عادت تدريجيًا إلى معدلاتها الطبيعية، مع انحسار السوق السوداء واختفاء الفارق بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء.
ووصل سعر الدولار إلى 50 جنيهًا بعدما استقر لنحو عام عند مستوى 31 جنيهًا، مما أدى إلى انتعاش السوق السوداء حيث وصل سعر الدولار فيها إلى حوالي 70 جنيهًا في وقت سابق هذا العام.
ويُعد ارتفاع تحويلات المصريين في الخارج مؤشرًا إيجابيًا على ثقة المغتربين في الاقتصاد المصري، ويُتوقع أن يساعد ذلك في دعم احتياطيات مصر من النقد الأجنبي وتحسين الاستقرار الاقتصادي.
وحول معرفة سر ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج حاورت «وصال» بعض المصريين المقيمين بالخارج؛ للإجابة على هذا التساؤل ومعرفة كيف تتم التحويلات هذه الفترة؟.
زيادة ملحوظة في تحويلات العاملين بالكويت
قالت صفاء عودة، مصرية مقيمة في الكويت، ورئيس اللجنة العليا المركزية للعلاقات الدولية والتواصل المجتمعي للمنظمة الدولية لحقوق الإنسان، أن هناك زيادة ملحوظة في تحويلات المصريين في الكويت إلى مصر عبر القنوات الرسمية بعد قرارات الحكومة المصرية الأخيرة بتحرير سعر الصرف.
وأضافت: «في السابق، كان المصريون في الكويت يرسلون أموالهم إلى مصر عبر السوق السوداء، حيث كان سعر الصرف أعلى بكثير من السعر الرسمي، لكن بعد قرارات الحكومة، أصبح سعر الصرف الرسمي موازيًا لسعر السوق السوداء، مما أدى إلى تحويل المصريين أموالهم عبر القنوات الرسمية».
دور المجموعات على الإنترنت
كما أشارت إلى أن الجروبات على الإنترنت تلعب دورًا مهمًا في نشر الوعي بين المصريين في الخارج حول مزايا التحويل عبر القنوات الرسمية، حيث تشجع المصريين على التحويل عبر القنوات الرسمية لدعم الاقتصاد المصري.
وأوضحت أن موظفي البنوك وصرافة العملات يشاركون في تلك الجروبات لشرح مزايا التحويل عبر القنوات الرسمية وتجنب التعامل مع السوق الموازية، الذي أصبح غير قانوني.
وأكدت أنه من المتوقع أن يكون لتلك الزيادة في التحويلات الرسمية تأثيرًا إيجابيًا على الاقتصاد المصري، حيث ستساعد في زيادة احتياطيات النقد الأجنبي وتحسين الاستقرار الاقتصادي.
ومن جانبه أكد محمد السيد، مصري مقيم في السعودية، أن تحويلات الجالية المصرية والعالمين هناك عبر الطرق الرسمية وسوق الصرف الرسمي زادت بعد قرار تعويم الجنيه، مشيرًا إلى أن المصريين في السعودية كانوا يرسلون أموالهم عبر السوق السوداء في الماضي، حيث كان سعر الصرف أعلى بكثير من السعر الرسمي لكن بعد قرارات الحكومة المصرية الأخيرة، أصبح سعر الصرف الرسمي موازيًا لسعر السوق السوداء، مما أدى إلى تحويل المصريين أموالهم عبر القنوات الرسمية.
وأكد السيد أن التحويل عبر القنوات الرسمية يوفر مزايا متعددة خاصة بعدما أصبح سعر الصرف الرسمي موازيًا لسعر السوق السوداء، مما يعني حصول المصريين على المزيد من القيمة مقابل أموالهم، بالإضافة إلى أن القنوات الرسمية توفر للعاملين بالخارج بيئة آمنة وسهلة للتحويل، مما يقلل من مخاطر الاحتيال أو فقدان الأموال.
الجالية المصرية في السعودية تنشر الوعي حول مزايا التحويل عبر القنوات الرسمية
كما أكد أن الجالية المصرية في السعودية تلعب دورًا مهمًا في نشر الوعي حول مزايا التحويل عبر القنوات الرسمية.
وشجع السيد جميع المصريين في السعودية على التحويل عبر القنوات الرسمية لدعم الاقتصاد المصري.
وكان البنك المركزي المصري أعلن خطوة تعويم الجنيه مقابل الدولار، جنبًا إلى جنب مع قرار رفع أسعار الفائدة بواقع 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي.
يُشار إلى أن الحكومة المصرية تستهدف زيادة نمو تحويلات المصريين العاملين بالخارج بنسبة 105 سنويًا خلال 6 سنوات قادمة لتصل إلى 53 مليار دولار في 2030.
وتعاني مصر أزمة اقتصادية بعدما سجل معدل التضخم السنوي مستوى قياسيًا يبلغ حاليًا 35.2 % مدفوعًا بتراجع قيمة العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية في ظل استيراد القسم الأكبر من الغذاء.
وتراهن مصر على تدفقات العملة الصعبة من تحويلات المصريين بالخارج، وأكد مصرفيين ومسئولين في تصريحات سابقة لـ”وصال” أن تحويلات العاملين بالخارج عادت مرة أخرى إلى القطاع المصرفي وارتفعت بشكل ملحوظ منذ قرار خفض قيمة العملة.