كتب – هاني جريشة..
لا شك أن ألمانيا كانت من أبرز الدول قدرة على استيعاب مئات الآلاف من اللاجئين خلال السنوات الماضية، منذ عهد حكومة أنجيلا ميركل، وكان على رأس اللاجئين من العرب وقتها السوريين والعراقيين بسبب الأحداث الدامية في بلادهم ويأتي من بعدهم أجناس اخرى كالأفغان والارتريين وغيرهم .
وبعد تولي المستشار الألماني الحالي شولتس، وتزايد أعداد اللاجئين إلى ألمانيا، وتدهور الأوضاع الاقتصادية وزيادة التضخم وزيادة الضرائب، بدأت النبرات تعلو لدى عدد من الأحزاب للمطالبة بترحيل اللاجئين، وإغلاق هذا الباب وعدم قبول المزيد من طالبي اللجوء وعلى رأس تلك الأحزاب كان “البديل” من أجل ألمانيا.
وظلت ولاية واحدة لديها القدرة على استيعاب اللاجئين وتوظيفهم هي ولاية بافاريا، والتي كان لديها نشاطا ملحوظا في استقبال اللاجئين ودراسة أحوالهم والأسباب التي دفعتهم إلى اللجوء، ثم التعرف على دراستهم وإمكانية توظيفهم وفقا لقدراتهم ومهارتهم .
فرص تدريب
أصدرت ولاية بافاريا الألمانية منذ ما يزيد عن عامين قرارات جديدة لتسهيل حصول طالبي اللجوء على فرص تدريب مهني، ومنها تخفيف القيود التي تفرضها دوائر الأجانب على عمل طالبي اللجوء.
وقال وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية يواخيم هيرمان، إنهم سيسهّلون حصول طالبي اللجوء على فرص تدريب مهني ودخولهم في سوق العمل، مضيفا أنهم سيطبّقون القاعدة التي تعرف بـ “قاعدة ثلاثة زائد اثنان 3+2” بشكل “مكثف”، وتعني القاعدة أنه يمكن لطالبي اللجوء المرفوض بقاؤهم في ألمانيا في حال كانوا يقومون بتدريب مهني، والذي يستغرق في العادة ثلاث سنوات، بالإضافة إلى سنتين إضافيتين للبحث عن عمل.
وأشار هيرمان إلى أنهم أرسلوا تعليمات إلى دوائر الأجانب في الولاية لمراعاة درجة اندماج طالبي اللجوء عند إصدار قرار يسمح لهم بالبدء بتدريب مهني، وتابع: “وسيستفيد أيضاً من يظهر قيامه بنشاطات تطوعية خاصة”.
قرارات وزير داخلية بافاريا جاءت بعد مطالبات من قبل أرباب العمل بتسهيل بقاء طالبي اللجوء المرفوضين عند حصولهم على فرصة للتدريب المهني أو عمل، خصوصاً بعد حدوث حالات تم فيها ترحيل طالبي لجوء مرفوضين خلال فترة التدريب المهني.
وقد أظهرت دراسة أعدتها مؤسسة “بيرتلسمان” الألمانية أن سوق العمل في ألمانيا تحتاج حتى عام 2060 إلى 260 ألف شخص سنوياً، مبررة ذلك بأن القوى العاملة ستتقلص بمقدار الثلث تقريباً (نحو 16 مليون شخص) بحلول عام 2060 بسبب شيخوخة المجتمع.
طبيب يعمل ممرضا
من جانبه، يقول أحمد حسن، الحاصل على ماجستير في الطب النفسي من جامعة القاهرة، أنه جاء إلى نوربيرج منذ 3 سنوات تقريبا طالبا اللجوء لأسباب خاصة رفض الافصاح عنها، موضحًا أنه رغم أنه حاصل على الماجستير إلى أنه يعمل ممرضا.
وأضاف حسن: لازلت أسعى لتعلم اللغة الألمانية لأن في النهاية عملي يستوجب علي التحدث مع الأشخاص والتعرف على أوجاعهم وآلامهم، لأن عملي يستوجب علي التعامل مع الجمهور.
وتابع حسن: جئت إلى نوربيرج تحديدا في ولاية بافاريا لما تتمتع به من سمعة طيبة في استيعاب طالبي اللجوء، وينشط فيها الكثير من نشطاء المجتمع المدني الذين يمدون يد العون لنا ويستوعبون طالبي اللجوء في مراكز إيوائهم على الحياة والعمل على تخليص أوراقهم لدى أجهزة الحكومة الألمانية.
وأشار حسن إلى أن النشطاء يمارسون دورا هاما في توظيف طالبي اللجوء ولعل أبرزهم محامي ألماني يدعى “بيتر بارت” الذي استقبله وبحث له عن وظيفة تقترب من طبيعة دراسته، وهو مازال يسعى له في إتمام أوراق إقامته والالتحاق بإحدى الجامعات لاستكمال دراسته العليا والحصول على الدكتوراة، مضيفا أن نشاط النشطاء ليس كافيا فلابد للدولة أن تتحرك بشكل أكثر إيجابيه فالنشطاء يسعون لتوظيف ما يقرب من 20 الى 25 % من طالبي اللجوء.
وقال حسن: “لقد لمست أخلاقا طيبة من عدد من سكان المدينة فهم يتعاملون مع اللاجئين بكل أريحية ويقولون إننا في احتياج لكم وأنتم تساعدوننا على الحياة”.