كتب – محمد أبو الدهب..
كشفت دراسة دنماركية حديثة أن استهلاك القنب على مدى 30 عامًا لا يؤدّي إلى تفاقُم التدهور المعرفي المرتبط بالتقدُّم في العمر، بل قد يُساهم، ولو بشكل طفيف، في تقليل هذا التدهور.
دراسة جديدة عن تأثير القنب
نُشرت الدراسة في مجلة Brain and Behavior، وركزت على أكثر من 5000 رجل دنماركي خضعوا لاختبارات ذكاء إلزامية في شبابهم كجزء من الخدمة العسكرية، وأُعيد تقييمهم بعد عقود بمتوسط عمر بلغ 64 عامًا.
منهجية الدراسة
قام باحثون من جامعة كوبنهاغن بتحليل نتائج اختبارات الذكاء وربطها بتاريخ استهلاك القنب للمشاركين، حيث أن الغالبية العظمى (92%) توقفوا عن تعاطي هذا النبات لمدة عام على الأقل قبل المشاركة في الدراسة.
وأفاد حوالي 40% من المشاركين بأنهم استخدموا النبات نفسه في السابق، بينما أقر 10% باستخدامه بانتظام لفترة تقل عن 10 سنوات، و12% استخدموه بانتظام لأكثر من عقد.
النتائج والتفسيرات
أظهرت المقارنات بين نتائج اختبارات الذكاء الأولى والأخيرة تدهورًا طفيفًا بمتوسط 1.3 نقطة لدى مستخدمي القنب، وهو تدهور أقل نسبيًا من المتوقع مع الشيخوخة.
ورُغم أن هذه الفروقات ليست كبيرة بما يكفي لتكون ذات دلالة سريرية؛ فإن الدراسة تشير إلى أن القنب لا يضر القدرات المعرفية، وقد يحمل تأثيرًا وقائيًا.
الدراسات المؤيدة والمعارضة
نتائج الدراسة تتماشى مع أبحاث سابقة تشير إلى فوائد محتملة للقنب، مثل الحماية من الأمراض التنكسية العصبية كألزهايمر، وتحسين وظائف الدماغ لدى الحيوانات المُسنّة.
ومع ذلك، تُشير بعض الدراسات إلى تأثيرات عكسية، ما يجعل من الصعب تقديم إجابة قاطعة حول تأثير هذا النبات الذي يستخرج منه مخدر الحشيش.
النقاش مستمر
يشير الباحثون إلى أن التأثير السلبي المحتمل للقنب قد يكون عكسيًا، إذ توضح دراسات أخرى أن الآثار السلبية على الوظائف الإدراكية تختفي بعد الامتناع عن التعاطي لفترة طويلة، حتى لدى المستخدمين بكثرة.
وخلصت الدراسة الدنماركية إلى أن القنب لا يسبب أضرارًا لا رجعة فيها على الدماغ.