كتبت – سما صبري..
يبدأ لأول مرة فتح ممر فرساي التاريخي في فلورنسا خلال فترة احتفالات عيد الميلاد، حيث يعود الممر إلى القرن السادس عشر ويمتد بطول 750 مترًا فوق نهر أرنو.
صُمم الممر في عام 1565 على يد المهندس المعماري جورجيو فاساري بطلب من كوزيمو الأول دي ميديشي، الدوق الثاني لفلورنسا كما أُنجز المشروع خلال خمسة أشهر فقط للاحتفال بزواج نجل الدوق، وأيضًا لتوفير طريق آمن يربط بين قصر بيتي وصالات عرض أوفيزي، بعيدًا عن الازدحام وخطر الاغتيال.
فتح ممر فرساي بفلورنسا خلال احتفالات عيد الميلاد
ويتيح الممر إطلالات بانورامية من خلال 73 نافذة صغيرة، والتي كانت تُستخدم سرًا لمراقبة الحياة اليومية في المدينة، وجرى توسيع بعضها خلال زيارة أدولف هتلر في عام 1938 ليمنح ضيفه رؤية أفضل لجمال فلورنسا.
وعلى مر السنين، ظل الممر مغلقًا أمام العامة باستثناء المناسبات الخاصة ومالجولات الأكاديمية المحدودة وفي العقود الأخيرة، خضع الممر لعمليات ترميم شاملة استمرت حتى عام 2016 لضمان سلامته، بما في ذلك تركيب مخارج طوارئ وكاميرات مراقبة.
وشهد الممر أحداثًا تاريخية بارزة، بما في ذلك نجاته من تفجيرات ألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، حين دُمرت جسور فلورنسا باستثناء بونتي فيكيو والممر المرتبط به. كما تعرض لأضرار في انفجار سيارة عام 1993 نُظمته مافيا صقلية، والذي أودى بحياة خمسة أشخاص.
ويمكن للزوار الآن استكشاف الممر مقابل رسوم إضافية قدرها 18 يورو فوق تذكرة الدخول الأساسية لصالات عرض أوفيزي، يبدأ المسار من صالات العرض، مرورًا بجسر بونتي فيكيو وأجزاء من قصر بيتي، وينتهي في حدائق بوبولي الخلابة.
ورغم أن الممر يخلو حاليًا من اللوحات الفنية التي زينت جدرانه سابقًا، فإن القائمين يخططون لاستخدامه في المستقبل لعرض قطع فنية وآثار تاريخية. في غضون ذلك، توفر النوافذ مناظر ساحرة للمدينة ونهر أرنو، مما يجعل الجولة بحد ذاتها تجربة ثقافية وفنية فريدة.
ويُعتقد أن ممر فاساري استُوحي من ممر باسيتو دي بورجو في الفاتيكان، الذي أنقذ البابا كليمنت السابع، أحد أفراد عائلة ميديشي، خلال نهب روما عام 1527.
كما ألهم تصميم الممر إنشاء ممرات مشابهة في أوروبا، مثل الرابط بين قصر اللوفر وقصر التويلري في باريس.وبهذا الافتتاح، أصبح ممر فاساري رمزًا جديدًا لإحياء التراث الثقافي لفلورنسا، حيث يجمع بين الهندسة المعمارية، والتاريخ الغني، والإطلالات الساحرة التي تسرد قصص خمسة قرون من المجد والتحديات.
اقرأ أيضًاتعرّف على المتاحف المجانية والمعارض الثقافية في أكبر 6 مدن إيطالية