كتب- محمد أبو الدهب..
شهدت مدينة تورينو حدثًا تاريخيًا بتولّي لُجين عامر، البالغة من العمر 12 عامًا ومن أصول مصرية، منصب عمدة مجلس مدينة الأطفال، لتصبح أول عمدة شاب من الجيل الثاني في تاريخ المدينة.
الانتخابات جرت في قاعة كاربانيني بالقصر المدني بمدينة تورينو عاصمة إقليم بييمونتي بشمال غرب إيطاليا، بمشاركة ممثلين عن 31 مدرسة، حيث ناقش الأطفال أفكارهم واختاروا قيادتهم الجديدة.
لُجين عامر عمدة الجيل الجديد
بعد خطابات قوية من المرشحين، فازت الطفلة من أصل مصري لُجين عامر بالتصويت النهائي، فيما اختيرت ليندا برويتي نائبًا للعمدة.
والطفلة لُجين عامر، طالبة في معهد بوبيو نوفارو، شغوفة بالتنس وتحلم بأن تصبح طبيبة قلب.
وعبّرت لُجين عامر عن التزامها بتحسين تورينو عبر الاستماع لأصوات جميع الأطفال في المجلس، وارتدت الوشاح ثلاثي الألوان بفخر.
إلى جانبها، انتخب مانويل ميراندا رئيسًا لمجلس الأطفال، ومانويل، الذي ركز في كلمته على القضايا الصحية، أبدى عزمه على العمل مع لُجين عامر لتحقيق أهداف اجتماعية مشتركة للمدينة.
لُجين عامر ورؤية جديدة لتورينو
يعتبر «مجلس الأطفال» مبادرة واعدة تهدف إلى إشراك الشباب في العملية الديمقراطية وتعزيز مشاركتهم في صنع القرار.
كارلوتا ساليرنو، مستشارة السياسات التعليمية والشبابية في المدينة، أوضحت أن هذه المبادرة تسعى لتعزيز شعور الشباب بالمواطنة الفاعلة.
وقالت: “كثيرًا ما يُقال إن الشباب هم المستقبل، لكن الحقيقة أنهم الحاضر؛ فبلدية تورينو مُستعدة للاستماع إليهم ومساعدتهم في تحقيق أفكارهم”.
ومن بين أهداف المجلس تحسين تكافؤ الفرص، توفير مساحات آمنة للأطفال، ودعم نظام صحي شامل.
ومن المقرر أن يعمل الأعضاء الشباب على مدار العام لتطوير مقترحات ملموسة تُقدَّم لمجلس الكبار، مع اجتماع شهري لمناقشة الأفكار والتحديَّات.
انتخاب عمدة للأطفال تجربة ديمقراطية حقيقية
هذه النسخة الثانية من المجلس تُعيد إحياء تقليد توقَّف لما يقارب 30 عامًا، مع خطط لتوسيع المبادرة لتشمل جميع المدارس المتوسطة في المستقبل.
ويُمثّل المجلس الحالي 2 من كل 3 مدارس في تورينو، وسيظل في الخدمة حتى يونيو المُقبل، قبل أن يُعاد تنظيم الانتخابات بعد الصيف.
إنجازات سابقة لمباردة مجلس الأطفال:
في العام الماضي، نجح المجلس في تقديم مقترحات أصبحت قرارات رسمية، مثل زيادة عدد صناديق القمامة في المتنزهات، ما يبرز التأثير الحقيقي لهذه المبادرة.
نموذج ملهم للاندماج والتنوع
لُجين عامر ليست فقط رمزًا للشباب، بل تُجسّد أيضًا التنوع الثقافي في مدينة تورينو، ويعكس انتخابها اتجاه المدينة نحو تعزيز التنوع والشمولية.
وبحسب مهام المبادرة والمجلس؛ فإن لُجين عامر أصبحت ملتزمة بجعل تورينو مدينة أفضل لجميع الأطفال، مع التركيز على التعليم، الصحة، والمساواة.
تقول مستشارة المدينة: “من خلال هذه المبادرة، لا نعلم الشباب فقط عن الديمقراطية، بل نجعلهم يعيشونها، لُجين عامر وزملاؤها يثبتون أن الشباب ليسوا فقط المستقبل، بل هم الحاضر الذي يمكنه صنع التغيير”.