كتبت – فاتن علي..
بدأت المقاطعات في ألمانيا اتخاذ تدابير صارمة بشأن تعاطي القنب “الحشيش” وبيعه في أسواق عيد الميلاد، في إطار جهود لضمان بيئة آمنة وخالية من تداعيات استخدام المواد المخدرة خلال هذا الموسم الاحتفالي.
وأظهرت نتائج استطلاع أجرته وكالة الأنباء الكاثوليكية (KNA) مع حكومات الولايات الألمانية أن القوانين الجديدة تهدف إلى فرض غرامات تصل إلى 1000 يورو على من يُضبط وهو يستهلك القنب في الأماكن العامة، خاصة في وجود القصر.
وفي ولاية راينلاند-بفالتس، أعلنت وزارة الشئون الاجتماعية في ماينز أنه سيتم تطبيق غرامة تصل إلى 1000 يورو على الأشخاص الذين يستهلكون القنب بالقرب من القاصرين.
كذلك، أكدت وزارة الصحة في ولاية سكسونيا-أنهالت أن تلك الغرامة ستطبق على أي شخص يتعاطى القنب في حضور شخص لم يتجاوز سن الـ18 عامًا، بما في ذلك أسواق عيد الميلاد.
بينما أطلقت حكومة ألمانيا السابقة بقيادة تحالف الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (FDP) سياسة لتخفيف القوانين المتعلقة بالقنب، لا يزال هناك معارضة لتلك السياسة.
وبدوره أعرب وزير الداخلية في ولاية هيسن، رومان بوسيك، من الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU)، عن رفضه لهذا التخفيف، مؤكدًا أن تقنين القنب كان خطًأ وأنه يجب فرض حظر كامل على استهلاك القنب في أسواق عيد الميلاد.
وأضاف: “رائحة القنب، وبسكويت الحشيش، والسيجار، لا مكان لها في أسواق عيد الميلاد”، داعيًا البلديات إلى منع استهلاك القنب في تلك الأماكن.
التنفيذ على المستوى المحلي
تنص القوانين الجديدة على أن البلديات هي المسئولة عن تطبيق القوانين الخاصة بالاستهلاك العام للقنب، ويشمل ذلك إصدار أوامر بلدية تحظر استخدام القنب في الأماكن العامة.
وقد أشار بوسيك إلى مدينة فريتسلار، التي فرضت حظرًا شاملًا على استهلاك القنب خلال مهرجان “هيسن تاغ”، وهو القرار الذي تمت الموافقة عليه بعد مراجعة قضائية.
ووفقًا لوزارة الصحة في ولاية شمال الراين-ويستفاليا، فإن المدن الكبرى مسئولة عن اتخاذ إجراءات مناسبة لحماية القصر من التعرض غير المرغوب فيه لمخاطر استهلاك القنب من خلال الاستنشاق، وقد تمت الإشارة إلى أن تلك الإجراءات قد تشمل فرض حظر شامل على استهلاك القنب في أسواق عيد الميلاد.
دور شرطة الولايات في مراقبة السوق
وتستعد الشرطة في العديد من الولايات الألمانية للقيام بدور مراقبة مكثف خلال موسم عيد الميلاد، لضمان تنفيذ اللوائح.
وقالت وزيرة الصحة في ولاية بافاريا، جوديث غيرلاتش (من الحزب المسيحي الاجتماعي)، إن السلطات ستراقب عن كثب تنفيذ هذه القوانين لضمان بيئة خالية من القنب في أسواق عيد الميلاد، مضيفة أن “أسواق عيد الميلاد يجب أن تبقى مكانًا للأجواء الاحتفالية وليس لاستنشاق رائحة القنب”.
وفي مدينة هامبورغ، أكدت الشرطة أنها ستتخذ إجراءات صارمة ضد المخالفين في أسواق عيد الميلاد، حيث قالت إن الشرطة ستتدخل بشكل حازم في حال حدوث انتهاكات للقوانين المتعلقة بالقنب.
التنسيق بين البلديات والهيئات الحكومية
وفي مقاطعة سارلاند، أشار وزارة الداخلية إلى أن النظام القديم الذي أقرته الحكومة الاتحادية السابقة سينظم استهلاك القنب في معظم أسواق عيد الميلاد، حيث يُحظر استخدام القنب على نطاق واسع لضمان حماية القصر، لافتة إلى أنه يمكن للبلديات أن تفرض حظرًا محليًا على القنب إذا رأت ذلك ضروريًا.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الصحة في ولاية بادن-وورتمبرغ أن البلديات هي المسئولة عن وضع القوانين الخاصة بأسواق عيد الميلاد، سواء كان ذلك من خلال لوائح الاستخدام أو أوامر الشرطة.
وفي ولاية تورينغن، التي لم تتخذ بعد قرارات بشأن تأثيرات تقنين القنب، أُثيرت العديد من الأسئلة حول تأثيرات القوانين على السلامة المرورية وحماية القصر وصحة المجتمع، وقالت السلطات هناك إن تلك القضايا تتطلب دراسة شاملة على المستوى الاتحادي قبل اتخاذ أي قرارات إضافية.