كتبت – أميرة سلطان..
حقق الجراح المصري الشهير، السير مجدي يعقوب، إنجازًا علميًا جديدًا قد يحدث تحولًا جذريًا فى مجال جراحة القلب، حيث نجح في تطوير صمامات قلب حية قابلة للنمو داخل الجسم، وهو اكتشاف قد يساهم بشكل كبير في تحسين حياة مرضى القلب وتخفيف الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة، خاصة لأولئك الذين يعانون من مشاكل مزمنة في صمامات القلب.
صمامات القلب الحية
تمثل الصمامات الحية التى طورها يعقوب، نقلة نوعية فى علاج أمراض صمامات القلب، فبدلاً من الاعتماد على الصمامات الميكانيكية أو البيولوجية (مثل تلك المصنوعة من الأبقار أو الخنازير)، يتيح الابتكار الجديد للجسم بناء صمام قلب حي داخل جسم المريض، تبدأ العملية بزراعة “سقالة” مصنوعة من ألياف بيولوجية قابلة للتحلل، تعمل على تحفيز الخلايا داخل الجسم لتكوين صمام حيوي كامل خلال فترة زمنية قصيرة.
مع مرور الوقت، تذوب هذه “السقالات” ليترك مكانها صمام قلب حقيقي ينمو ويتطور مع جسم المريض، وهذه الصمامات لا تتطلب الاستبدال مثل الصمامات البيولوجية الحالية، كما أنها لا تحمل مخاطر رفض من قبل جهاز المناعة كما يحدث مع الصمامات الميكانيكية.
مزايا الصمامات الحية
تعتبر الصمامات البيولوجية والميكانيكية المتاحة حاليًا لها العديد من العيوب، فالصمامات البيولوجية، التى يتم استخلاصها من أنسجة حيوانية، تدوم عادةً ما بين 10 إلى 15 عامًا فقط، مما يستدعى استبدالها بعملية جراحية أخرى، كما أن الصمامات الميكانيكية تتطلب من المرضى تناول أدوية مدى الحياة لتجنب التجلطات الدموية، أما الصمامات الحية التى طوّرها يعقوب، فهى تنمو مع جسم المريض، مما يعنى أنها ستكون صالحة طوال حياته دون الحاجة إلى عمليات استبدال مستمرة.
بداية التجارب السريرية
يتوقع أن تبدأ التجارب السريرية على هذه الصمامات الحية قريبًا، حيث سيتم اختبارها على مجموعة من المرضى، بمن فيهم الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية فى القلب، وتهدف هذه التجارب إلى التأكد من فاعلية الصمامات الجديدة ومدى قدرتها على التكيف مع التغيرات التى تطرأ على جسم المريض مع مرور الزمن.
خطوات ما بعد التجارب على الحيوانات
أظهرت التجارب الأولية التى أُجريت على الأغنام نتائج مشجعة للغاية، حيث تمت مراقبة الصمامات لمدة 6 أشهر، وأظهرت أداءً جيدًا فى الحفاظ على وظيفتها دون أى مضاعفات، ومن المتوقع فى المرحلة القادمة مواصلة الأبحاث على الحيوانات لمتابعة عملية نمو الأنسجة وتجديدها على المدى الطويل، ومن ثم تبدأ التجارب السريرية على البشر فى السنوات القليلة المقبلة.
التطبيقات المستقبلية فى مجالات طبية أخرى
يتوقع أن يكون هذا الابتكار فى صمامات القلب الحية قابلاً للتوسع ليشمل تطبيقات أخرى فى الطب، مثل علاج الأنسجة التالفة أو تجديد الأعضاء المتضررة، قد تكون هذه التقنية الجديدة، التى تستخدم “السقالات البيولوجية” القابلة للتحلل، مفيدة أيضًا فى مجالات طبية أخرى تتعلق بإعادة بناء الأنسجة والأعضاء البشرية.