كتبت – فاتن علي..
يُعتبر شهر رمضان المبارك مناسبة خاصة للمسلمين حول العالم، حيث يجتمعون للصيام والعبادة وتعزيز الروابط الاجتماعية، وبالنسبة للمغتربين يمثل سنة أولى رمضان في بلجيكا، تجربة فريدة تجمع بين الحفاظ على التقاليد الإسلامية والتأقلم مع الثقافة البلجيكية.
أجواء رمضان في بلجيكا
تتميز المدن البلجيكية الكبرى مثل بروكسل، أنتويرب، وجنت بوجود جاليات مسلمة كبيرة، مما يضفي طابعًا رمضانيًا مميزًا على هذه المناطق، حيث تُقام صلوات التراويح في المساجد، وتُنظم إفطارات جماعية تجمع المسلمين من مختلف الخلفيات، كما تُساهم هذه الفعاليات في تعزيز روح المجتمع والتضامن بين المسلمين والمجتمع البلجيكي الأوسع.
ويشكّل المسلمون حوالي 25.5% من سكان بروكسل، و4% من والونيا، و3.9% من فلاندرز، وتتركز غالبيتهم في المدن الكبرى مثل أنتويرب، بروكسل، وشارلوروا، ووفقًا لتقديرات عالم الاجتماع يان هيرتوغين الصادرة عام 2007، فإن المسلمين يُعدّون أكبر مجموعة من المهاجرين في بلجيكا.
موعد رمضان 2025 في بلجيكا
يُتوقع أن يبدأ شهر رمضان 1446 هـ في بلجيكا فلكيًا يوم السبت 1 مارس 2025، إلا أن الموعد الرسمي يتحدد بناءً على رؤية هلال رمضان عند غروب شمس آخر أيام شعبان، ويتولى مجلس علماء الدين التابع للهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا إعلان الموعد النهائي في اجتماع خاص عقب تحري الهلال.
ومع حلول أول أيام رمضان، تشهد بلجيكا أجواء روحانية مميزة، حيث تُنظم موائد إفطار جماعية في المساجد والمراكز الثقافية، وسط أجواء تعزز روح التلاحم الاجتماعي بين أبناء الجالية المسلمة، كما تُقام العديد من الفعاليات الدينية والاجتماعية، مما يجعل رمضان في بلجيكا تجربة فريدة للمغتربين والمقيمين على حد سواء.
المساجد البارزة في بلجيكا
تضم بلجيكا ما يقارب 300 مسجد ومصلى منتشرين في مختلف أنحاء البلاد، وفيما يلى قائمة بأبرز المساجد المعروفة فيها…
المسجد الكبير (Grande Mosquée de Bruxelles)
يقع في بروكسل، تم إنشاءه عام 1897 ويُعد من أقدم وأشهر المساجد في بلجيكا، حيث يقدم خطب الجمعة ودروس دينية ويستضيف موائد إفطار جماعية خلال رمضان.
مسجد الفتح (Mosquée Al-Fath)
يعتبر مركزًا رئيسيًا للجالية المسلمة في المدينة، ويقدم أنشطة دينية واجتماعية، خاصة خلال الشهر الكريم في مدينة أنتويرب.
مسجد السلام (Mosquée As-Salam)
يخدم المسلمين في مدينة جنت عبر توفير دروس في القرآن الكريم، وصلاة التراويح، وتنظيم موائد الإفطار.
مسجد النور (Mosquée An-Nour)
يقع في مدينة لييج، ويُعتبر من المساجد الكبيرة في بلجيكا، ويستقبل أعدادًا كبيرة من المصلين خلال شهر رمضان.
مسجد الرحمن (Mosquée Ar-Rahman)
يُعد مركزًا مهمًا للأنشطة الدينية، كما ينظم العديد من الفعاليات خلال رمضان لجمع شمل الجالية المسلمة.
مسجد التوحيد (Mosquée At-Tawhid)
واحد من المساجد التي تقدم برامج تعليمية ودينية للمسلمين في منطقة بروج، مع تنظيم إفطارات جماعية.
مسجد الهداية (Mosquée Al-Hidaya)
يقدم خدمات دينية متعددة ويعد مكانًا هامًا للصلاة والعبادة خلال شهر رمضان، ويقع في مدينة نامور
مسجد الفرقان (Mosquée Al-Furqan)
يُعد من المساجد البارزة في منطقة ميخلين، حيث يستقبل المسلمين يوميًا ويقدم محاضرات دينية.
مسجد بدر (Mosquée Badr)
يُعرف بأجوائه الروحانية المميزة خلال شهر رمضان، ويستقبل أعدادًا كبيرة من المصلين في مدينة لوڤان.
مسجد عمر بن الخطاب (Mosquée Omar Ibn Al-Khattab)
يُعتبر من المساجد النشطة في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث يقيم صلاة التراويح وينظم أنشطة اجتماعية متعددة خلال رمضان.
المطاعم العربية والمصرية في بلجيكا
توفر بلجيكا مجموعة متنوعة من المطاعم التي تقدم المأكولات العربية والمصرية، مما يساعد المغتربين على الشعور بأجواء رمضان التقليدية، فيما يلي قائمة ببعض هذه المطاعم..
- مطعم الأهرامات (Pyramids): يقع في بروكسل، ويقدم تشكيلة من الأطباق المصرية التقليدية مثل الكشري والفول والطعمية.
- مطعم النيل (Nile Restaurant): يقع في أنتويرب، ويشتهر بتقديم المشاوي المصرية والحلويات الشرقية.
- مطعم الكنانة (Kenana): يقع في جنت، ويقدم أطباقًا مصرية متنوعة في أجواء دافئة.
- مطعم الكوفة (Al-Kufa): يقع في لييج، ويقدم مأكولات شرق أوسطية بما في ذلك الأطباق المصرية.
- مطعم الكرنك (Karnak): يقع في شارلروا، ويتميز بتقديم وجبات مصرية تقليدية.
- شاورما السلطان (SULTAN FOOD BRUSSELS): يقع في بروكسيل ويُقدم المطعم تشكيلة متنوعة من الأطباق الشرقية والغربية، مع التركيز على المأكولات الشامية، يُعتبر المطعم وجهة مميزة للعائلات العربية، حيث يوفر أجواء دافئة ومرحبة.
التحديات والتأقلم
يواجه المغتربون في بلجيكا بعض التحديات خلال شهر رمضان، مثل اختلاف عدد ساعات الصيام مقارنة ببلدانهم الأصلية، والتوفيق بين متطلبات العمل أو الدراسة والصيام، ومع ذلك، يسعى الكثيرون للتأقلم من خلال الانخراط في الأنشطة المجتمعية، وحضور الفعاليات الرمضانية، والتواصل مع العائلات والأصدقاء عبر الوسائل الرقمية.
لذا تُعد تجربة سنة أولى رمضان في بلجيكا فرصة للمغتربين لتعزيز هويتهم الثقافية والدينية، والتواصل مع مجتمعهم المحلي، والتعرف على ثقافات جديدة، من خلال المشاركة في الفعاليات المجتمعية، وزيارة المساجد، والاستمتاع بالمأكولات التقليدية، يمكن للمغتربين جعل هذا الشهر الكريم تجربة غنية وممتعة.