كتبت – وفاء عثمان..
في ظل أجواء الاحتفالات بأعياد الميلاد، هزّت حادثة الدهس المروعة في أسواق الكريسماس في ألمانيا أركان الأمن والاستقرار في البلاد، وأثار مخاوف جدية من عودة شبح الإسلاموفوبيا وزيادة حدة التوتر بين الجاليات، ولكن هل ستكون الجالية المصرية، كواحدة من أكبر الجاليات العربية في ألمانيا، الأكثر تضررًا من هذا الحادث؟.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق لحظة وقوع حادثة مأساوية في سوق عيد الميلاد شرق ألمانيا، حيث اصطدمت سيارة بالحشد بالقرب من مبنى البلدية، ما أسفر عن وقوع وفيات وإصابات عديدة، إضافة إلى حالة من الذعر بين الزوار، وفقًا لوسائل الإعلام الألمانية.
وفي السياق، أكد علاء ثابت، رئيس بيت العائلة المصرية بألمانيا، أن السلطات الالمانية أكدت أن مرتكب الحادثة عربي سعودي جنسية، مشيرًا إلى أن أي حادث إرهابي يكون له بالطبع تأثير مباشر على الجاليات الأجنبية الموجودة على الأراضي الألمانية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”وصال” أن تلك الاحداث تؤثر مباشرة على الجاليات العربية والمصرية، متابعًا: “حيث ينظر لنا الألمان ببعض الريبة والخوف” مشيرًا إلى أن الحكومة الألمانية بها العديد من الأحزاب المتطرفة والتي تستغل وقوع هذا الحادث للمطالبة بمغادرة بعض الجنسيات العربية من ألمانيا ومنهم الجنسية السورية على سبيل المثال والتي يتم مناقشة ما إذا كانت ستبقى أو تغادر بعد سقوط نظام بشار الأسد.
واكد أن أي حادث إرهابي لا يؤثر على الجالية المصرية فقط، ولكن التأثير يمتد لكافة الجاليات العربية الموجودة على أرض ألمانيا.
كما أوضح أن بيت العائلة المصرية في ألمانيا أعرب عن تضامنه مع أسر الضحايا والمصابين، متمنيًا أن يلهمهم المولى عز وجل الصبر وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، داعيًا المجتمع الدولي بتكاتف الجهود للقضاء على التطرف والإرهاب.
وأشار إلى أن بيت العائلة المصرية في ألمانيا أدان وقوع هذا الحادث، مؤكدًا أن هذا الحادث لا يعبر سوى عن الكراهية والعنف وبعيد كل البعد عن الإنسانية.
مخاوف من عودة ظاهرة الإسلاموفوبيا في ألمانيا بعد حادثة الدهس
ومن جانبه، أكد جمال مصطفى أحد المصريين المقيمين في ألمانيا أن حادث سوق عيد الميلاد مؤسف ومهين، مشيرًا إلى أنه هناك مخاوف من عودة ظاهرة الإسلاموفوبيا بكثرة في ألمانيا بعد وقوع الحادث.
وأضاف في تصريحات لـ”وصال” أنه في الغالب أي حادث عنف يُثير مخاوف من عودة تلك الظاهرة المقيتة، ولكن علينا أن نفرق بين رد الفعل الطبيعي للشعب والخوف من المجهول، وبين استغلال تلك الحوادث لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
وأكد أن حادث الدهس الذي وقع في سوق عيد الميلاد بألمانيا يمثل صدمة كبيرة، وليس فقط على المجتمع الألماني بل على جميع الجاليات المقيمة هناك، بما في ذلك الجالية المصرية، قائلًا:”من الطبيعي أن يشعر المصريون المقيمون في ألمانيا بزيادة في الخوف والقلق، خاصة وأن مثل هذه الحوادث تلقي بظلالها على الجميع وتزيد من الشعور بعدم الأمان”.
حادثة دهس في ألمانيا يتسبب في سقوط العديد من القتلى والجرحي
و أسفر حادث الدهس الذي وقع في ألمانيا عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، فيما اعتقلت الشرطة شخصًا مشتبهًا به، ولكن تضاربت التقارير حول عدد الضحايا، حيث قالت بلدية ماغدبورغ إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب 68 آخرون، بينما تحدثت صحيفة بيلد الألمانية عن مقتل 11 شخصًا وإصابة نحو 80 آخرين، ثم أشارت لاحقًا إلى وجود تضارب في المعلومات.
اعتقال المشتبه به
وأعلن حاكم ولاية “ساكسونيا أنهالت” الألمانية، راينر هاسيلوف، أن رجلًا سعوديًا أوقف بعد هذا “الهجوم”، حسب وصفه.
وقال هاسيلوف للصحفيين في مكان الواقعة: “اعتقلنا المنفذ، وهو رجل من المملكة العربية السعودية… طبيب يقيم في ألمانيا منذ عام 2006”.
وأضاف: “من خلال ما نعرفه حتى الآن، كان مهاجمًا منفردًا، لذا لا نعتقد أن هناك أي خطر آخر على المدينة”.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن وسائل إعلام ألمانية أن الشرطة تشتبه بوجود عبوة ناسفة في السيارة التي دهست الحشد، لكن صحيفة بيلد نقلت عن مصدر في الشرطة لاحقًا أنه تبين عدم وجود عبوة ناسفة.
كما قال متحدث باسم حكومة ولاية ماغدبورغ إن الحادث “ربما يكون هجومًا”.
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي سوق عيد الميلاد، الواقع بالقرب من مبنى البلدية، وهو يعج بسيارات الإسعاف والمسعفين عقب الحادث.
الخارجية السعودية تعلن إدانتها لحادثة الدهس في ماغدبورغ
من ناحية أخرى، أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها لحادثة الدهس في ماغدبورغ.
وقالت الخارجية السعودية -في بيان- عبر موقع إكس: “تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية حادثة الدهس… معبرة عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا، وتؤكد المملكة موقفها في نبذ العنف”.
وفي أعقاب الحادث، استدعت السلطات الألمانية قوات احتياط إضافية من الشرطة لتعزيز تأمين أسواق أعياد الميلاد، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام فرنسية.