رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

تابعنا على السوشيال ميديا

ذات صلة

الأكثر قراءة

تعرّف على موعد بداية شهر رمضان 2025 في عمان بعد رؤية هلال شعبان

أعلنت سلطنة عمان عن موعد بداية شهر رمضان لعام 2025

القطعة بـ «يورو».. أشهر وأرخص 15 متجرًا للملابس في ألمانيا

كتب - هاني جريشة.. تعد ألمانيا من وجهات السياحة والتسوق...

جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا.. ارتفاع مقلق ومتضررون: «نتجنب إظهار علامات ديننا»

كتبت  – سما صبري..

شهدت بريطانيا في الأعوام الأخيرة ارتفاعًا مقلقًا في جرائم الكراهية ضد المسلمين، حيث سجل عام 2024 أعلى عدد من الحوادث المسجلة منذ بدء مراقبتها.

أثار هذا الارتفاع الملحوظ قلقًا واسعًا بين المجتمع البريطاني ومنظمات حقوق الإنسان، مع زيادة المخاوف بشأن تأثير هذه الظاهرة على التماسك الاجتماعي ومستقبل العلاقات المجتمعية في البلاد.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز أسباب هذا التصاعد في التمييز ضد المسلمين، والتحديات التي تواجهها المجتمعات الإسلامية، بالإضافة إلى القلق المتزايد من تبعات هذا العداء على المجتمع ككل.

ارتفاع حاد في جرائم الكراهية

وفقًا لأحدث تقارير منظمة “Tell Mama”، المتخصصة في رصد الإسلاموفوبيا، ارتفعت جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا إلى 6,313 حالة في عام 2024، وهو رقم قياسي منذ تأسيس المنظمة في عام 2011.

هذا الرقم يعكس زيادة بنسبة 43% مقارنة بعام 2023، الذي شهد تسجيل 4,406 حالة، وارتفاعًا ضخمًا بنسبة 127% مقارنة بعام 2022، الذي سجل 2,651 حالة فقط.

وتعود هذه الزيادة إلى عدة عوامل، أبرزها الصراع في غزة، الذي أدى إلى ارتفاع حاد في حوادث الكراهية، إلى جانب أعمال الشغب التي شهدتها بريطانيا في الصيف الماضي، والتي استهدفت المساجد والممتلكات الخاصة بالمسلمين

images 109 جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا.. ارتفاع مقلق ومتضررون: «نتجنب إظهار علامات ديننا»

تزايد مشاعر الخوف بين المسلمين

مع هذا الارتفاع في الهجمات، بدأت مشاعر القلق والخوف تتغلغل بين المسلمين في بريطانيا، حيث عبر سامي أحمد، موظف في القطاع العام بلندن، عن قلقه قائلاً: “أصبحت أشعر بالخوف من مجرد الخروج إلى الشارع، لا سيما عندما أكون مع عائلتي، لم يكن هذا الشعور يراودني من قبل، لكن مع الأحداث الأخيرة والهجمات على المساجد، أصبحت أكثر حذرًا”.

يعزز هذه المخاوف تزايد عدد الهجمات التي تستهدف المسلمين بشكل مباشر، سواء في الأماكن العامة أو أثناء تواجدهم في المساجد.

مظاهر التمييز وأماكن وقوعها

من بين الحالات المسجلة في عام 2024، كان أكثر من نصفها عبارة عن حوادث كراهية وجهًا لوجه، حيث بلغ عددها 3,680 حالة، بزيادة بنسبة 72% مقارنة بعام 2022.

وكانت الأماكن العامة مثل الشوارع والحدائق الأكثر تسجيلًا لهذه الحوادث، حيث وقعت نحو 40% منها في هذه المواقع في حين سُجلت 10% من الحالات في أماكن العمل، ما يشير إلى تسلل الكراهية إلى البيئات المهنية أيضًا.

أمل حسن، طالبة في جامعة مانشستر، تحدثت عن تجربتها الشخصية في الحرم الجامعي، قائلة: “تعرضت لمضايقات بسبب حجابي أكثر من مرة، وبعض الزملاء يتجنبون الحديث معي، أشعر أن الأجواء أصبحت مشحونة أكثر منذ بداية الأحداث في غزة، من المؤسف أن تتأثر العلاقات الإنسانية بمثل هذه الأمور”.

images 108 جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا.. ارتفاع مقلق ومتضررون: «نتجنب إظهار علامات ديننا»

زيادة في التهديدات والتخريب

أيضاً شهدت الحوادث ذات الطبيعة التهديدية زيادة كبيرة في العام الماضي، حيث ارتفعت من 121 حالة في 2023 إلى 518 حالة في 2024، كما ارتفعت حوادث التخريب، مثل الهجوم على المساجد والممتلكات، إلى 209 حالات، وسُجلت 171 حالة اعتداء جسدي.

أما عبر الإنترنت، فقد تصدرت منصة “إكس” (المعروفة سابقًا بتويتر) مواقع التواصل الاجتماعي في عدد الحالات المسجلة، حيث سُجلت 991 حالة كراهية، تلتها تيك توك وفيسبوك وإنستجرام.

وفيما يتعلق بأصحاب الأعمال، يشعر العديد من المسلمين بالخوف على ممتلكاتهم، إذ يقول يوسف خان، صاحب متجر في برمنجهام: “أصبحنا نتجنب إظهار أي علامات تدل على ديننا بشكل واضح في متاجرنا، نحن نخشى أن نستهدف في أي لحظة بسبب عقيدتنا، وهذا الشعور مرعب”.

images 111 جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا.. ارتفاع مقلق ومتضررون: «نتجنب إظهار علامات ديننا»

دور الخطاب التحريضي والمحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي

تشير منظمة “Tell Mama” إلى تزايد الخطاب التحريضي الذي يصور المسلمين كمؤيدين للإرهاب، لا سيما في أعقاب النزاع في غزة وأحداث الشغب الداخلية، وما زاد الأمر تعقيداً هو انتشار المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي، الذي يسهم في تعزيز الصور النمطية السلبية عن المسلمين، ويعمق الفجوة بين المجتمعات.

وأكدت فاطمة علي، ناشطة اجتماعية، على أهمية التضامن والتوعية قائلة: “علينا العمل مع باقي أفراد المجتمع لتعزيز التفاهم ومحاربة الجهل والكراهية، يجب ألا نسمح لهذه الأحداث بأن تفرقنا.”

دعوات عاجلة لصد تصاعد الإسلاموفوبيا

في ظل هذه الظروف المتفاقمة، طالبت إيمان عطا، مديرة منظمة “Tell Mama”، الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات فورية للحد من هذه الظاهرة، معربة عن قلقها الشديد إزاء تأثير الخطاب التحريضي على تماسك المجتمع،

كما شددت على أهمية أن يتحلى المسؤولون بالحذر في استخدام اللغة التي قد تثير الفتنة وتزيد من حدة الاستقطاب، مضيفة أن الإنترنت بات ساحة جديدة للصراع، مما يتطلب تدخلًا سريعًا للحد من تأثير الكراهية المتزايدة.

في ظل هذه التحديات المتزايدة، يطرح السؤال نفسه: هل ستتمكن بريطانيا من احتواء تصاعد الإسلاموفوبيا وحماية مجتمعاتها الإسلامية، أم أن هذه الظاهرة ستستمر في التفاقم في السنوات القادمة؟.