كتب- محمد أبو الدهب..
واصلت قوات خفر السواحل والشرطة المالية البحث عن 20 مهاجرًا مفقودًا بعد غرق قارب كان يقلهم قرب سواحل إيطاليا الجنوبية، ولكن دون العثور على أي أثر لهم.
عمليات بحث مستمرة عن 20 مهاجرًا مفقودًا
استمرت عمليات البحث في البحر المتوسط عن 20 مهاجرًا فقدوا بعد غرق قارب هجرة غير شرعية، وذلك باستخدام الزوارق والدوريات الجوية.
وأبلغت السلطات الإيطالية نظيرتيها الليبية والمالطية بالحادث، حيث انقلب القارب في منطقة SAR التابعة لهما، بالقرب من سواحل جبوب إيطاليا.
مأساة في البحر المتوسط
شهد البحر الأبيض المتوسط مأساة أخرى بعد غرق قارب صغير كان يقل 27 مهاجرًا قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، بينهم مصريون.
وتمكّنت قوات الشرطة المالية من إنقاذ سبعة مهاجرين، من بينهم طفل سوري يبلغ من العمر 8 سنوات، في حين ما زال 20 شخصًا في عداد المفقودين، بينهم خمس نساء وثلاثة أطفال.
تفاصيل المأساة
انطلق القارب المصنوع من الألياف الزجاجية من ميناء زوارة في ليبيا، وكان على متنه مهاجرون من سوريا، السودان، ومصر.
وبدأت المياه تتسرب إلى القارب بعد خمس ساعات من الإبحار، ما أدّى إلى حالة من الذعر بين الركاب وانقلاب القارب.
ووفقًا للناجين، اجتاحت الأمواج الرُّكاب وألقت بهم في البحر، ولم يتم العثور على أي جثث حتى الآن.
الناجون السبعة
جرى إنقاذ الناجين السبعة الذين شملوا الطفل السوري على يد أحد أقاربه الذي تمسّك به وحماه من الغرق، ونُقل جميع الناجين إلى النقطة الساخنة في منطقة إمبرياكولا قبل نقلهم إلى ميناء لامبيدوسا، ومن ثم إلى بورتو إمبيدوكلي.
الطفل السوري، الذي فقد والدته أثناء الحادث، كان يسافر برفقتها بهدف الوصول إلى ألمانيا، حيث يعيش والده، وبعد إنقاذه، أجرى الطفل مكالمة فيديو مع والده، الذي كان ينتظر بفارغ الصبر أخبارًا عن أسرته.
البحث مستمر عن المفقودين
قال عمدة لامبيدوسا، فيليبو مانينو، إن هذه المأساة تعكس عمق أزمة الهجرة، حيث كان الركاب على وشك الوصول إلى بر الأمان قبل أن يتحول حلمهم إلى كابوس.
وأضاف: “الأمل في أن تكون هذه المأساة الأخيرة، لكن الحقيقة مؤلمة”.
موجة من الحوادث المماثلة
يعد طريق الهجرة عبر البحر المتوسط أحد أخطر الطرق في العالم، حيث شهد مئات الوفيات في السنوات الأخيرة، أغلبها كان على متن قوارب أبحرت من ليبيا وتونس.
ففي يونيو الماضي فُقد 64 مهاجرًا في البحر بعد غرق سفينة قبالة الساحل الجنوبي لإيطاليا، وفي ذلك الوقت، تم إنقاذ 11 شخصًا ونقلهم إلى الشاطئ في بلدة كالابريا.
وأسفر غرق سفينة قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا عن فقدان 21 مهاجرًا، في سبتمبر الماضي.
معدلات كبيرة من المفقودين
ويعد طريق الهجرة البحرية بين أفريقيا وأوروبا أحد أخطر طرق الهجرة في العالم، حيث اختفى أو مات ما يقرب من 24500 شخص في وسط البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2014، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.
ووفقًا للمنظمة نفسها، لقي أكثر من 2500 مهاجر حتفهم أو فقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط خلال عام 2023 وحده، وأكثر من ألف مهاجر آخرين في عام 2024.
تدابير حكومية لمواجهة الهجرة غير الشرعية
وتتصدر إيطاليا قائمة الدول الأوربية الأكثر تضررًا من قضية الهجرة غير الشرعية، ما دفعها إلى اتخاذ تدابير صارمة خلال العام الجاري لوقف مثل تلك الرحلات.
وتسعى الحكومة الإيطالية إلى الحد من مغادرة المهاجرين، قائلة إن هذا من شأنه إنقاذ الأرواح في البحر؛ ففي عام 2024، سُجّلت نحو 66320 حالة وصول للمهاجرين، مقارنة بـ 157651 في عام 2023 و105131 في عام 2022.
لماذا «لامبيدوسا»؟!
تستمر السلطات الإيطالية في التعامل مع التدفُّق المستمر للمهاجرين إلى جزيرة لامبيدوسا، التي زادت وتيرتها بشدة خلال الأيام الأخيرة، مع ارتفاع معدلات عمليات الإنزال، حيث بُذلت جهود كبيرة لضمان السلامة.
وتبقى الوضعية في جزيرة «لامبيدوسا» حرجة للغاية، بعد تواصل الجزيرة التعامل مع تدفُّق مُستمر للوافدين، ما يضع ضغطًا كبيرًا على مرافق الاستقبال التي تُعاني بالفعل من الاكتظاظ.
وتستمر عمليات الإنقاذ والنقل بلا توقف بمحيط هذه الجزيرة، في محاولة للاستجابة لأزمة لا يبدو أنها تتحسن في المدى القريب، رُغم جهود الحكومة الإيطالية للحد من رحلات الهجرة غير الشرعية.
وتقع جزيرة «لامبيدوسا» في أقصى جنوب إيطاليا، بين مالطا وتونس، وتعدُّ امتدادًا للقارة الإفريقية من الناحية الجغرافية، ويصل عدد سُكانها نحو 7 آلاف نسمة، وترتفع 133 مترًا فوق سطح البحر.
وجزيرة «لامبيدوسا»، تقع ضمن مجموعة من 3 جُزر إيطالية تسمى الأرخبيل البلاجي، تضمُّ أيضًا لينوسا ولامبيوني، وتتبع إداريًّا منطقة صقلية، وتعتبر مدينة صفاقس التونسية أقرب المُدن لها.
وتعدُّ الجزيرة أقرب إلى تونس؛ فتبعد نحو 133 كيلومترًا عن الساحل التونسي، و176 كيلومترًا عن مالطا، في حين تبعد 205 كيلومترات عن ميناء إمبيدوكلي بصقلية، التي تعد أقرب جزء من الأراضي الإيطالية إلى الأرخبيل.