كتبت – سما صبري..
في الساعات الأخيرة من كل عام، يتجمع ملايين الأشخاص حول العالم للاحتفال بقدوم العام الجديد، إلا أن بعض المدن تميز نفسها بطقوس فريدة تجعل احتفالاتها استثنائية ومميزة.
تسعى العديد من الدول لجذب ملايين السياح في تلك المناسبة من خلال تنظيم احتفالات ضخمة وإطلاق الألعاب النارية، مما يجعلها وجهة مفضلة للكثيرين.
على سبيل المثال، فقد شارك حوالي 2.5 مليون شخص في احتفالات رأس السنة الجديدة الثلاثاء الماضي على شاطئ كوباكابانا الشهير في ريو دي جانيرو بالبرازيل، وفقًا لتصريحات بلدية المنطقة.
بالإضافة إلى الألعاب النارية التقليدية، شهدت احتفالات رأس السنة في ريو دي جانيرو حفلات موسيقية شارك فيها نجوم كبار في عالم الموسيقى البرازيلية، مثل نجمة البوب أنيتا وملكة كرنفال باهيا إيفيت سانغالو.
ويحرص معظم المحتفلين في تلك الليلة على ارتداء الملابس البيضاء، وهو تقليد موروث من المعتقدات الإفريقية البرازيلية، يعبر عن الأمل والسلام مع بداية العام الجديد، وتجذب تلك الطقوس الفريدة آلاف الأشخاص إلى شاطئ كوباكابانا للاحتفال بطريقة مميزة.
أغرب احتفالات رأس السنة حول العالم
رمي الأشياء القديمة في الإسكندرية
تتميز مدينة الإسكندرية المصرية بأسلوب فريد في الاحتفال بقدوم العام الجديد، حيث تتبع بعض الأسر تقليدًا قديمًا يتمثل في إلقاء الأشياء القديمة من شرفات المنازل.
ويشير باحثون إلى أن هذه العادة استمدها الإسكندرانية من الجاليات اليونانية والإيطالية التي سكنت المدينة منذ أواخر القرن الـ19.
ورغم تراجع هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة، إلا أنها لا تزال حاضرة حتى اليوم، مما يدفع الكثير من المواطنين في الإسكندرية إلى تجنب السير في الشوارع مع حلول منتصف الليل، خوفًا من سقوط تلك الأشياء القديمة عليهم.
بحسب الباحثون، يعود تاريخ هذه الظاهرة إلى أكثر من 175 عامًا، حيث بدأت مع توافد أبناء الجالية اليونانية إلى مدينة الإسكندرية، حيث كانوا يحتفلون بليلة رأس السنة بوضع الأشياء القديمة، مثل الأواني والأكواب، بجوار منازلهم ليستفيد منها المارة.
سكب الماء في كوبا
وفي كوبا، يقوم الناس بسكب دلو من الماء القذر خارج منازلهم عند منتصف الليل، كجزء من تقليد يهدف إلى “غسل” الحظ السيئ والمصائب والطاقات السلبية التي تراكمت خلال العام الماضي، ويرمز هذا الطقس إلى بدء عام جديد مليء بالأمل والطاقة الإيجابية، بحسب ما ذكره موقع “ذا ناشيونال نيوز”.
استعدادًا لهذه الطقوس، يتم تنظيف المنازل جيدًا، مع مسح كل زاوية وكنسها حتى تصبح نظيفة تمامًا.
يتم حفظ المياه المستخدمة أثناء التنظيف وإلقائها في الشارع عند منتصف الليل، مما يشير إلى التخلص من المشكلات القديمة وبدء صفحة جديدة للعام المقبل.
قرع الأواني في أيرلندا
في أيرلندا، يخرج الكثير من الناس إلى الشوارع لاستقبال العام الجديد من خلال قرع الأواني والمقالي.
هذا التقليد يُمارس في العديد من دول العالم، مثل المملكة المتحدة وأستراليا، ولكن يُعتقد أن جذوره تعود إلى أيرلندا، ويُقال إن هذا الطقس يهدف إلى طرد الأرواح الشريرة والسلبية، وتهيئة الطريق لعام جديد مليء بالسعادة والإيجابية.
القفز من على الكراسي في الدنمارك
في الدنمارك، يُعد القفز من على الكراسي عند دقات منتصف الليل تقليدًا شائعًا للاحتفال بالعام الجديد.
حيث يقف الناس على الكراسي ثم يقفزون إلى الأرض في اللحظات الأخيرة من العام، معتقدين أن تلك الحركة تُمكّنهم من “القفز” إلى العام الجديد بحيوية، وترك المشاعر السلبية والطاقة السيئة في العام الذي انتهى للتو.
حمل حقيبة فارغة في أميركا اللاتينية
في العديد من دول أميركا اللاتينية، يحمل المحتفلون المتحمسون للعام الجديد حقيبة فارغة ويقومون بنزهة قصيرة حول الحي.
يُعتقد أن هذا التقليد يجلب الحظ في السفر والمغامرات خلال العام المقبل، وبعض الناس يأخذون الأمر خطوة أبعد، حيث يتسابقون بحقائبهم الفارغة، على أمل تسريع تحقيق رغباتهم بالسفر.
النوم في المقابر في تشيلي
في بعض المناطق بتشيلي، يقضي الناس ليلة رأس السنة في المقابر بجوار قبور أحبائهم، يعتقدون أن ذلك يعزز الروابط الروحية مع من فارقوا الحياة.
حرق دمى في الإكوادور
يشعل الناس في الإكوادور النار في دمى تمثل العام الذي مضى، في إشارة إلى التخلص من اللحظات السيئة واستقبال العام الجديد بطاقة إيجابية.
أكل 12 حبة عنب في إسبانيا
في إسبانيا، يتناول الناس 12 حبة عنب مع دقات منتصف الليل، حيث تمثل كل حبة عنب شهرًا من أشهر السنة المقبلة، بهدف جلب الحظ.
ارتداء الملابس الداخلية الملونة بعدة دول في أميركا اللاتينية
يرتدي الناس في بعض دول أميركا اللاتينية ملابس داخلية بلون معين في ليلة رأس السنة.
حيث يُعتقد أن اللون الأحمر يجلب الحب، والأصفر يجلب المال والسعادة.
هذه التقاليد تضيف نكهة خاصة للاحتفال برأس السنة، وتعكس تنوع الثقافات حول العالم في استقبال العام الجديد.