كتبت_ سما صبري..
تظل نتائج الانتخابات الأمريكية محورية لبريطانيا، حيث ستجد حكومة ستارمر نفسها أمام تحديات وفرص متنوعة، تختلف باختلاف من سيصل للبيت الأبيض.
حيث كشفت تقارير بريطانية، صباح اليوم، مخاوف حكومة من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، لما سيترتب على ذلك من آثار كبيرة على السياسة الخارجية البريطانية وعلى علاقاتها مع الولايات المتحدة.
تأثير فوز ترامب على بريطانيا
فقد يؤثر فوز ترامب على الشراكة التجارية والأمنية مع بريطانيا، حيث يُتوقع أن يدفع ترامب باتجاه اتفاقيات تجارية أكثر صرامة، تنفيذًا لسياسة “أمريكا أولًا”، وفي الوقت نفسه، تبقى العلاقات الأمنية متينة لمواجهة الصعوبات المشتركة مثل التهديدات الإرهابية والنفوذ المتنامي للصين.
وبما أن بريطانيا تطمح لتعزيز اقتصادها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، فقد تجد نفسها مضطرة إلى البحث عن شركاء تجاريين آخرين لتعويض هذه الفجوة، وهو ما قد يزيد من الأعباء الاقتصادية على المدى الطويل ويؤخر استقرارها الاقتصادي.
في المقابل، تمنت الحكومة البريطانية فوز كامالا هاريس، حيث ستضمن بريطانيا مد علاقات وطيدة مع أمريكا وذلك كون هاريس جزءًا من إدارة تؤمن بالتعاون مع الحلفاء وتعطي الأولوية لقضايا مثل تغير المناخ وحقوق الإنسان.
حيث كانت تعتقد الحكومة البريطانية ان يؤدي فوز هاريس إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وبريطانيا في مجالات السياسة البيئية، والتجارة الدولية، والأمن، وهي مجالات تتوافق مع الأجندة التقدمية التي تتبناها حكومة ستارمر.
مخاوف عربية من فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية
على صعيد متصل، أوضحت التقارير ان فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، حدثًا ذا تأثير هائل على سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وبخاصة في ظل التوجهات الداعمة بالكامل لتل أبيب التي ينتهجها بوضوح.
إذ يتعهد ترامب بتعزيز الدعم لنتنياهو وفريقه وتوسيع نطاق عمليات الاحتلال العسكرية، ولا سيما في غزة، مانحا الضوء الأخضر لسحق المقاومة الفلسطينية دون ضغوط أمريكية لوقف إطلاق النار.
وهذا النهج قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة وزيادة التوترات، ليس في غزة فقط بل في لبنان أيضًا، حيث يحتمل أن تتفاقم المواجهات مع المقاومة وعلى رأسها حماس وحزب الله.
ومع أن عدم التصويت لهاريس يمكن فهمه، فإن تصويت نسبة كبيرة لترامب يعد أمرًا مفاجئا؛ فهو يبرز خيبة الأمل للجاليات العربية من مواقف الحزب الديمقراطي تجاه القضايا العربية والإسلامية وسط وعود ترامب بوقف إطلاق النار.
وبالنسبة للسودان واليمن، من المرجح أن يواصل ترامب تقليص التدخلات الأمريكية ما لم تمس مصالح الولايات المتحدة مباشرة، وهذا قد يؤدي إلى تقلص الدعم الأمريكي للحلول الدبلوماسية هناك، ما يترك هذه الدول تعتمد على قواها الذاتية أو على دعم إقليمي لمواجهة أزماتها الداخلية.
بوجه عام، قد تجسّد عودة ترامب إلى البيت الأبيض نهجًا أكثر تحفظًا، حيث سيعزز التحالفات مع دول محافظة في المنطقة وقريبة من النهج الأمريكي، مع ميل واضح لتقليص الالتزامات العسكرية والدبلوماسية الأمريكية، ما دامت لم تهدد المصالح المباشرة للولايات المتحدة.
أما داخل الولايات المتحدة، فمن المتوقع ان يعمل ترامب على تغيير الثقافة السياسية الأمريكية دون تغيير السياساتوذلك في أعقاب إعلانه عن اسلوب جديد في التواصل السياسي، يعتمد على المواجهة المباشرة، والتعبير الصريح عن الآراء المثيرة للجدل، واستقطاب الجماهير بأسلوب شخصي وشعبي.
الأمر الذى أدى إلى انقسام كبير في المجتمع الأمريكي وغير قواعد الحوار السياسي، ما جعل الثقافة السياسية تتسم بحدة واستقطاب لم تشهدهما من قبل وهو ما سيلقي بظلاله على تزايد الفرقة والانقسام والاستقطاب داخل المجتمع الأمريكي.