كتب- محمد أبو الدهب..
أعلنت وزارة التربية الوطنية الفرنسية عن النسخة النهائية لبرنامج التربية الجنسية والعاطفية (EVARS)، والذي سيصبح إلزاميًا بجميع المدارس في فرنسا اعتبارًا من بداية العام الدراسي 2025.
ويدخل برنامج التربية الجنسية والعاطفية (EVARS) حيز التنفيذ رسميًا مع بداية العام الدراسي في سبتمبر 2025، ويهدف إلى تعزيز التوعية بالحياة العاطفية والجنسية في المدارس، من مرحلة الحضانة إلى الثانوية.
تفاصيل برنامج التربية الجنسية في فرنسا
بعد موافقة المجلس الأعلى للتعليم (CSE)؛ أصبح البرنامج إلزاميًا في جميع المدارس، بما في ذلك المؤسسات العامة والخاصة، مع تخصيص ثلاث دورات سنوية لكل مرحلة دراسية.
ورُغم أن القانون الفرنسي ينصُّ على تدريس هذه الموضوعات منذ 2001؛ فإن تطبيقها كان محدودًا، حيث تشير التقديرات إلى أن 15٪ فقط من الطلاب تلقوا هذه الدروس حتى الآن.
![تفاصيل برنامج التربية الجنسية بعد إقراره بمدارس فرنسا مع بداية العام الدراسي 2025 1 تفاصيل برنامج التربية الجنسية بعد إقراره بمدارس فرنسا مع بداية العام الدراسي 2025 التربية الجنسية](https://wissal.org/wp-content/uploads/2024/10/التعليم-في-فرنسا-400x267.jpg)
دورات التربية الجنسية تستهدف حماية الأطفال
تشدد الوزارة على أهمية هذه الدورات في حماية الأطفال، حيث تكشف بيانات اللجنة المستقلة المعنية بالعنف الجنسي ضد الأطفال (CIIVISE) أن طفلًا واحدًا يتعرض للاعتداء الجنسي كل ثلاث دقائق.
منهج التربية الجنسية حسب المراحل الدراسية
في النسخة النهائية، تم تحديد منهج تعليمي مقسم إلى مرحلتين:
- “التعليم في الحياة العاطفية والعلاقات” لطلاب الحضانة والمرحلة الابتدائية.
- “التعليم في الحياة العاطفية والعلاقات والجنس” للمرحلتين المتوسطة والثانوية.
دور أولياء الأمور في برنامج التربية الجنسية
لن يتم إبلاغ أولياء الأمور بمواعيد الجلسات المقررة، ولكن سيتم اطلاعهم على الأهداف السنوية للدورات، في خطوة تهدف إلى تفادي الضغوط المجتمعية وحماية المعلمين من ردود الفعل السلبية المحتملة.
مضمون منهج التربية الجنسية
في رياض الأطفال (قبل سن 4 سنوات):
- معرفة الجسد وأسماء أجزائه.
- التوعية بالخصوصية والموافقة الشخصية.
- تعزيز مبدأ المساواة بين الجنسين في الأنشطة والوظائف.
في المدرسة الابتدائية:
- التغيرات الجسدية خلال مرحلة البلوغ.
- كيفية التعرُّف على التحرُّش والعنف الجنسي.
- فهم مخاطر الإنترنت واستخدام التكنولوجيا الرقمية بأمان.
في المدرسة المتوسطة:
- التوعية حول العلاقات العاطفية والجنسية.
- الفرق بين الجنس والنوع الاجتماعي والتوجُّه الجنسي.
- تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الشخصية.
في المدرسة الثانوية:
- مناقشة قضايا الهويّة الجنسية وتأثير المجتمع على التوجهات الفردية.
- تعزيز التفكير النقدي حول العلاقات والعواطف والجنس.
- مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي والتمييز ضد الميول الجنسية المختلفة.
تدريب المعلمين والجمعيات المعتمدة على برنامج التربية الجنسية
سيتم تقديم الدورات من قبل المعلمين، مع إمكانية استعانة المدارس بجمعيات معتمدة.
ومن المقرر أن يبدأ تدريب المسؤولين عن تنفيذ البرنامج في مارس 2025، يليه تدريب معلم واحد لكل مدرسة متوسطة وثانوية لضمان التطبيق الفعلي للبرنامج.
هدف برنامج التربية الجنسية والعاطفية
أشارت إليزابيث بورن، وزيرة التربية الوطنية الفرنسية، إلى أن المناقشات حول البرنامج أثمرت عن “نص متوازن وضروري لشبابنا”.
ولفتت الوزيرة إلى أن البرنامج يُركِّز على العلاقات العاطفية في المراحل المُبكِّرة، بينما يتم تناول قضايا الجنس بشكل أعمق في مراحل لاحقة.
ردود الفعل والجدل المجتمعي
أثار برنامج التربية الجنسية والعاطفية جدلًا واسعًا؛ خصوصًا بين التيارات المحافظة، ما دفع الوزارة إلى تعديل بعض المصطلحات، مثل تقليل الإشارة إلى مفهوم الهوية الجنسية من 17 مرة إلى 6 مرات فقط.
كما أدخلت تعديلات على توقيت مناقشة بعض القضايا الحساسة، مثل تأجيل دراسة مفهوم الهوية الجنسية إلى الصف الثالث بدلًا من الثاني.
التربية الجنسية والحماية من المخاطر الاجتماعية
ترى الحكومة الفرنسية أن برنامج التربية الجنسية والعاطفية خطوة كبيرة نحو توعية الأجيال الجديدة بالعلاقات الصحية، والمساواة، وحماية الأطفال من المخاطر الاجتماعية.
وبينما يواجه البرنامج بعض الانتقادات؛ فإن وزارة التربية الوطنية الفرنسية ترى أن هذه المبادرة ضرورية لمستقبل أكثر أمانًا وانفتاحًا للطلاب في فرنسا.