تزايد حالات الالتهاب الرئوي في إيطاليا بشكل غير مسبوق وطوارئ بالمستشفيات

كتب- محمد أبو الدهب..

تزايدت حالات الإصابة بأعراض الالتهاب الرئوي في جميع أنحاء إيطاليا بشكل غير مسبوق، ما أدّى إلى إعلان حالة الطوارئ في المستشفيات والعيادات الطبية التي أصبحت مكتظّة بالمصابين.

ارتفاع معدل الإصابة بالالتهاب الرئوي

قبل أيام قليلة، انتهت ذروة موسم الإنفلونزا في إيطاليا، والتي أصابت على ما يقارب 17 مليون إيطالي هذا العام، ومع انتشار فيروسات التنفسية، ارتفعت حالات الالتهاب الرئوي.

ويعتبر الالتهاب الرئوي أحد المضاعفات الشائعة للإنفلونزا، ما زاد الضغط على أطباء الأسرة والمستشفيات، وتشهد غرف الطوارئ والعيادات الطبية في جميع أنحاء إيطاليا ازدحامًا غير مسبوق.

أسباب انتشار الالتهاب الرئوي

بالمقارنة مع الموسم الماضي، ينتشر هذا العام عدد أكبر من الفيروسات، بما في ذلك الفيروس المخلوي التنفسي (الذي يصيب الأطفال والبالغين وكبار السن)، وفيروس سارس-كوف-2، والفيروس الأنفي، والفيروس الرئوي.

هذه الفيروسات يمكن أن تنتقل من الجهاز التنفسي العلوي إلى السفلي، مسببة الالتهاب الرئوي، إضافة إلى تهيج الأغشية المخاطية وضعف الجهاز المناعي، ما يُسهّل حدوث العدوى البكتيرية التي تؤدِّي إلى الالتهاب الرئوي.

المناطق الأكثر تأثرًا في إيطاليا

تشمل المناطق الأكثر تضررًا لومباردي، فريولي فينيتسيا جوليا، إميليا رومانيا، توسكانا، أومبريا، أبروتسو، بوليا، وسردينيا.

وفي لومباردي على وجه الخصوص، سُجِّلت زيادة كبيرة في زيارات غرف الطوارئ بسبب الالتهاب الرئوي؛ ففي الأسبوع الأول من فبراير، شُخّصت 1989 حالة التهاب رئوي في غرف الطوارئ، مقارنة بـ 1044 حالة في الفترة نفسها من العام الماضي.

إحصائيات الوفيات والإصابات

يُسجل في إيطاليا حوالي 11 ألف حالة وفاة سنويًا بسبب الالتهاب الرئوي، مع نحو 150 ألف حالة دخول إلى المستشفى.

وتشير البيانات إلى أن الالتهاب الرئوي يظل سببًا رئيسيًا للوفيات؛ خصوصًا بين كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

أعراض الالتهاب الرئوي

تتضمّن الأعراض الشائعة للالتهاب الرئوي السُّعال الجاف أو المصحوب بالبلغم، والصفير، وضيق التنفس، والحمى، والشعور العام بالإعياء.

وفي بعض الحالات، يُمكن أن تتفاقم الأعراض بسبب العدوى البكتيرية الثانوية، أما الالتهاب الرئوي الناجم عن جراثيم غير نمطية مثل الميكوبلازما الرئوية؛ فيبدأ تدريجيًا وقد يصاحبه صداع وآلام عضلية وغثيان.

اللقاحات والوقاية

ويُعدُّ لقاح الإنفلونزا فعَّالًا في الوقاية من المضاعفات الشديدة للالتهاب الرئوي، سواء ذات الأصل الفيروسي أو البكتيري.

ومع ذلك؛ فإن مُعدَّلات التطعيم في إيطاليا لا تزال مُنخفضة، حيث جرى تطعيم 56% فقط من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.

كما يتوفّر لقاح ضد المكورات الرئوية، والذي يُنصح به لكبار السن لتقليل خطر الإصابة والاستشفاء.

وأكّد الخبراء على أهمية زيادة مُعدلات التطعيم؛ خصوصًا بين الفئات الضعيفة مثل كبار السن والأطفال، لتجنُّب المضاعفات الخطيرة.

كما حذّروا من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية، ما قد يؤدي إلى زيادة مقاومة البكتيريا، ودعوا إلى تعزيز شبكة الرعاية الصحية المحلية لتخفيف الضغط على المستشفيات.

متى يجب زيارة الطبيب؟

ينصح الخبراء بزيارة الطبيب عند استمرار الحمى لأكثر من 3-4 أيام، أو عند ظهور أعراض مثل صعوبة التنفس وألم الصدر؛ خصوصًا لدى كبار السن.

ومع زيادة الضغط على غرف الطوارئ، يُنصح المرضى بالاتصال بأطبائهم العامين أولاً لتقييم حالتهم قبل التوجُّه إلى المستشفى.

زيادة الضغط على المنشآت الصحية

تواجه المستشفيات في إيطاليا؛ خصوصًا في مناطق مثل لومباردي، صعوبات كبيرة في التعامل مع العدد المتزايد من المرضى.

وأدّى ارتفاع حالات الالتهاب الرئوي إلى زيادة الضغط على أقسام الطوارئ وأقسام الطب الباطني، حيث يعاني العديد من المرضى؛ خصوصًا كبار السن، من أمراض متعددة.

وأشار الخبراء إلى أن شبكة الرعاية الصحية المحلية غير مُجهّزة بشكل كافٍ للتعامل مع هذا العدد الكبير من الحالات بعد أن أصبح الالتهاب الرئوي تحديًا صحيًا كبيرًا في إيطاليا مع تزامن انتشار فيروسات متعددة.

وأشاروا إلى أن الوضع بحاجة إلى تعزيز جهود الوقاية، بما في ذلك زيادة مُعدَّلات التطعيم وتحسين إدارة موارد الرعاية الصحية، للتعامل مع هذه الأزمة الصحية المتكررة.

مخاوف بعد وفاة أول حالة لقطة مصابة بـ أنفلونزا الطيور في إيطاليا

عزل سيدة مصرية مصابة بعدوى الالتهاب السحائي في إيطاليا بعد عودتها من مصر