كتبت ـ أميرة سلطان..
في خطوة مثيرة للجدل، كشف الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب عن عزمه تنفيذ تغييرات جذرية في سياسة الهجرة الأمريكية، وذلك مع صعوده إلى سدة الحكم خلفًا للرئيس الحالى جو بايدن، حيث تشمل التغييرات فرض قيود أكثر صرامة على التجنيس للمهاجرين والأجانب في أمريكا، خصوصًا فيما يتعلق بحق المواطنة بالولادة، وهو الحق الذى منح المولودين في الولايات المتحدة الجنسية بشكل تلقائي بغض النظر عن وضع والديهم القانوني.
إلغاء حق المواطنة بالولادة
جاء الإعلان عن تلك الخطوة، في مقابلة حديثة أجراها الرئيس الأمريكى مع شبكة “إن بي سي”، إذ أشار ترامب إلى أنه يعتزم اتخاذ إجراءات تنفيذية فور توليه منصبه لإلغاء حق المواطنة الأمريكية بالولادة، ووفقًا لترامب، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن سعيه لإصلاح قوانين الهجرة، وهي تمثل تحديًا مباشرًا لأحد المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها السياسة الأمريكية.
منذ إقرار التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي في عام 1868، أصبح حق المواطنة بالولادة جزءًا لا يتجزأ من القانون الأمريكي، وينص هذا التعديل على أن أى شخص يولد في الولايات المتحدة أو في أي من ممتلكاتها يصبح مواطنًا أمريكيًا، بغض النظر عن جنسية والديه أو وضعهم القانوني.
ما هو حق المواطنة بالولادة؟
حق المواطنة بالولادة هو مبدأ دستوري فى الولايات المتحدة ينص على أن أى طفل يولد في الأراضي الأمريكية يحصل تلقائيًا على الجنسية الأمريكية، وهذا يشمل حتى الأطفال الذين يولدون لأبوين غير قانونيين أو مهاجرين غير موثقين، إلا أن هذا الحق، المضمون في التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي، أصبح محط نقاش سياسى وجدل خلال العقود الماضية، خاصة مع زيادة أعداد المهاجرين غير الشرعيين، الذين باتوا يرسلون أبناءهم إلى الولايات المتحدة بهدف منحهم الحق فى المواطنة الأمريكية.
قيود على منح الجنسية الأمريكية
التعديل الرابع عشر للدستور لا يقتصر على منح الجنسية للأطفال المولودين على الأراضي الأمريكية فقط، بل يشمل أيضًا جميع حقوق المواطنين الأمريكيين، مثل حق التصويت والحقوق القانونية الأخرى، لذلك، فإن إلغاء هذا الحق يتطلب تعديلًا دستوريًا، وهو أمر بالغ الصعوبة، ومن غير المتوقع أن يتمكن ترامب من تعديل الدستور الأمريكى بسهولة، حيث يتطلب ذلك موافقة ثلثي أعضاء الكونجرس، ومن ثم موافقة ثلاثة أرباع الولايات.
بناءً على ذلك، يتوقع الخبراء أن يتخذ ترامب نهجًا تنفيذيًا لتجاوز هذه الصعوبة، مثل إصدار أوامر تنفيذية للحد من الأثر الواسع لهذه السياسات، وهو ما قد يؤدي إلى نزاع قانوني حاد، وقد تشمل هذه الإجراءات أيضًا فرض قيود إضافية على البرامج الخاصة بمنح التأشيرات للمهاجرين، فضلاً عن تشديد الرقابة على دخول المهاجرين غير الشرعيين.
التأثير المحتمل على المهاجرين وأسرهم
إذا ما تم تنفيذ هذه الخطط، فإنها قد تؤثر على ملايين الأشخاص الذين يعيشون فى الولايات المتحدة بشكل غير قانونى، بالإضافة إلى الأطفال الذين حصلوا على الجنسية الأمريكية بموجب حق المواطنة بالولادة، ووفقًا لتقارير وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، يقدر أن هناك أكثر من 4.4 مليون طفل فى الولايات المتحدة قد ولدوا لأبوين غير موثقين، وقد يتم التأثير عليهم بشكل مباشر من خلال هذه السياسات.
ترحيل المهاجرين وزيادة الأمن على الحدود
إلى جانب إلغاء حق المواطنة بالولادة، يخطط ترامب أيضًا لتطبيق سياسات صارمة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، حيث يتوقع أن يتم ترحيل هؤلاء الأفراد إلى بلدانهم الأصلية، خاصة أولئك الذين ليس لديهم سجلات جنائية، كما يعتزم ترامب زيادة القوات على الحدود مع المكسيك، واستئناف بناء الجدار الحدودى، وهى بعض من أبرز وعوده الانتخابية فى مجال الهجرة.