كتبت – فاتن علي..
انتشر في الآونة الأخيرة فيروس نوروفيروس بشكل كبير في مختلف الولايات الأمريكية، مما أثار القلق في الأوساط الصحية، ويُعد نوروفيروس أحد الأسباب الرئيسية لحالات التسمم الغذائي والتهابات المعدة والأمعاء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، حيث يتسبب في مرض معدي ينتقل بسهولة بين الأفراد.
كما يُعد فيروس نوروفيروس من الفيروسات التي تنتقل بسهولة، ورغم أن الأعراض قد تكون غير شديدة في معظم الحالات، فإن الفيروس يؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد في المجتمع ويسهم في تفشي الأمراض المعدية، فإن الوقاية تظل الوسيلة الأساسية للحد من تفشي الفيروس، وهو ما يتطلب تكاتفًا بين السلطات الصحية والمواطنين للحد من تأثيراته.
وسنستعرض في هذا التقرير، أبرز تفاصيل تفشي الفيروس في أمريكا، وأسبابه، وأعراضه، وكيفية الوقاية منه.
ما هو فيروس نوروفيروس؟
نوروفيروس هو فيروس معدي يُسبب التسمم الغذائي والتهاب المعدة والأمعاء، وغالبًا ما يُعرف بـ “الأنفلونزا المعدية” بسبب تشابه أعراضه مع الأنفلونزا، وينتقل الفيروس من شخص إلى آخر عن طريق الطعام الملوث، المياه، أو الاتصال المباشر مع الأفراد المصابين، ويُعتبر نوروفيروس من أكثر الفيروسات شيوعًا التي تُسبب حالات التسمم الغذائي في الولايات المتحدة، حيث يُصيب ملايين الأشخاص سنويًا.
وعلى الرغم من أن الفيروس قد تم رصده في معظم أنحاء الولايات المتحدة في الأعوام الماضية، إلا أن هناك موجة جديدة من الإصابات بدأت في الظهور في أواخر 2024 ومطلع عام 2025.
تم تسجيل زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بنوروفيروس في الولايات الشمالية والجنوبية على حد سواء، بما في ذلك كاليفورنيا، فلوريدا، ونيويورك، وتؤكد التقارير أن الفيروس أصبح أكثر انتشارًا في الأماكن العامة مثل المدارس، دور الرعاية الصحية، المطاعم، وحتى في المرافق السياحية.
أعراض فيروس نوروفيروس
الأعراض الرئيسية لفيروس نوروفيروس تشمل..
- الإسهال الحاد.
- القيء والغثيان.
- آلام في المعدة.
- الحمى المنخفضة.
- الصداع.
- آلام العضلات.
غالبًا ما تبدأ الأعراض في الظهور بعد 12 إلى 48 ساعة من الإصابة بالفيروس، وتستمر في العادة من يوم إلى ثلاثة أيام، وعلى الرغم من أن الأعراض قد تكون شديدة، إلا أن الفيروس عادةً لا يتسبب في مشاكل صحية طويلة الأمد.
الأسباب والانتقال
يتنقل فيروس نوروفيروس بشكل سريع بين الأشخاص، ويعد الطعام الملوث والمياه من العوامل الرئيسية التي تساعد في انتشاره.
وتشير الدراسات إلى أن الفيروس قد يظل على الأسطح الملوثة لفترة طويلة، مما يسهل انتقاله من خلال اللمس أو تناول الطعام الملوث، ويُعتبر نوروفيروس أيضًا من أكثر الفيروسات شيوعًا في أماكن التجمعات مثل المدارس والمستشفيات.
التأثيرات الصحية والاجتماعية
فيروس نوروفيروس يُسبب العديد من حالات الغياب عن العمل والمدارس بسبب الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي، يمكن أن يؤدي التفشي السريع للفيروس إلى زيادة الضغط على الأنظمة الصحية، حيث يُصيب الفيروس كبار السن والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بشكل أكبر.
الوقاية والعلاج
حتى الآن، لا يوجد علاج محدد لفيروس نوروفيروس، ويعتمد العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض، فالعلاج يشمل الراحة، الترطيب، واستخدام أدوية لتقليل القيء والإسهال، أما الوقاية، فتتمثل في اتباع مجموعة من الإجراءات الاحترازية مثل..
- غسل اليدين بشكل دوري باستخدام الماء والصابون.
- تعقيم الأسطح التي قد تكون ملوثة.
- تجنب الاتصال المباشر مع المصابين.
- تجنب تناول الأطعمة أو المياه الملوثة.
- الامتناع عن الذهاب إلى أماكن التجمعات في حالة الإصابة بالفيروس.
وبالتزامن مع تزايد حالات الإصابة، أطلقت العديد من وكالات الصحة العامة في أمريكا حملات توعوية لتشجيع الناس على اتباع تدابير الوقاية الأساسية.
وأكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن الاهتمام بالنظافة الشخصية والتأكد من مصدر الطعام والماء هو الطريق الأفضل للحد من انتشار الفيروس.