كتبت – فاتن علي..
يعود نفق مون بلان للعمل مساء الإثنين بعد 15 أسبوعًا من الأعمال المكثفة، الذي يُعد محوراً استراتيجياً يربط بين فرنسا وإيطاليا، لاستقبال المسافرين مجددًا.
ومن المقرر إعادة فتح النفق الاثنين 16 ديسمبر في تمام الساعة العاشرة مساءً، بشرط اجتياز اختبارات السلامة الوظيفية التي تُجرى منذ الرابع من ديسمبر بنجاح، وتأتي تلك الاختبارات بعد فترة طويلة من أعمال التأهيل التي استغرقت أكثر من 150 ألف ساعة عمل بمشاركة ما يزيد عن 150 شخصًا ليلًا ونهارًا، وبتكلفة بلغت 24 مليون يورو، تمثل هذه المرحلة الأولى من المشروع خطوة أولى نحو أعمال تأهيل أوسع نطاقًا خلال السنوات المقبلة.
يقع النفق في قلب جبال الألب ويشكل عنصرًا حيويًا للتبادل الاقتصادي والسياحي بين فرنسا وإيطاليا، يبلغ طوله 11.6 كيلومترًا ويستخدمه يوميًا آلاف المركبات، من بينها عدد كبير من الشاحنات الثقيلة، وأدت عملية الإغلاق، التي بدأت في الثاني من سبتمبر، إلى اضطرار السائقين لسلوك طرق بديلة طويلة ومعقدة.
انفراجة للمسافرين
تأتي إعادة فتح نفق مون بلان في الوقت المناسب تمامًا، قبيل موسم عطلات عيد الميلاد، الذي يشهد زيادة كبيرة في حركة التنقل نحو المناطق الجبلية والسفر عبر الحدود.
ويتوقع العاملون في قطاع السياحة على جانبي الحدود زيادة كبيرة في عدد الزوار، ومن المتوقع أن تشهد منتجعات التزلج في فرنسا وإيطاليا، مثل شامونيه ووادي أوستا، تدفقًا كبيرًا من السياح خلال تلك الفترة.
بالنسبة لعشاق الرحلات البرية في جبال الألب، تسهّل إعادة فتح النفق مسارات السفر وتجنبهم الحاجة إلى المرور عبر ممرات جبلية بديلة، التي غالبًا ما تكون أطول وأقل ملاءمة، ومع ذلك، تذكّر السلطات بضرورة تجهيز المركبات بمعدات خاصة للقيادة في المناطق الجبلية، مثل الإطارات الشتوية أو السلاسل، لضمان السلامة أثناء عبور المنطقة.
أعمال لحماية المستقبل
خلال فترة الإغلاق، تم تنفيذ عمليتين “اختباريتين” لتأهيل القوس العلوي للنفق، وهي خطوة أساسية لتحديد أفضل تقنيات التأهيل المستقبلية، إلى جانب ذلك، تم تنفيذ تحسينات على مستوى الهندسة المدنية، وترقية معدات السلامة، وصيانة الطرق الخارجية المؤدية إلى النفق.
أنشئ نفق مون بلان قبل 60 عامًا، وهو يواجه اليوم تحديًا كبيرًا لتحديثه بما يتماشى مع أحدث معايير السلامة، وقد تم اختيار فترة الخريف، التي تشهد انخفاضًا نسبيًا في حركة المرور (حيث تمثل المركبات الخفيفة 68% من الاستخدام)، لتنفيذ تلك الأعمال، مما قلل من تأثير الإغلاق على المستخدمين مع الحفاظ على انسيابية التبادل التجاري بين الدولتين.
مستقبل النفق لا يزال قيد التطوير
رغم إعادة افتتاحه، لا يزال نفق مون بلان يشهد تطورات مستمرة، فالمرحلة الحالية من الأعمال ليست سوى بداية لعمليات تأهيل أكبر تهدف إلى ضمان استدامة هذا الممر الحيوي عبر الحدود.
وبالنسبة للمسافرين، تظل تلك الفترة الانتقالية تتطلب الانتباه إلى جداول الأعمال المستقبلية وأي قيود محتملة على حركة المرور، ومع ذلك، تُعد إعادة فتح النفق خطوة مهمة نحو جعله أكثر أمانًا وحداثة، مع الحفاظ على دوره الحيوي كوسيلة رئيسية للتبادل بين فرنسا وإيطاليا.