كتبت – سما صبري..
في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها عالميًا، أعلنت الحكومة البريطانية عن قانون جديد يجرّم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنشاء صور أو مواد تتعلق باستغلال الأطفال جنسيًا.
وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا من الشارع البريطاني، بما في ذلك الجالية المصرية المقيمة في البلاد، التي عبّرت عن ارتياحها وتفاؤلها تجاه هذا القانون الجديد.
تفاصيل القانون الجديد
أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، أن بريطانيا ستكون أول دولة في العالم تجرّم امتلاك أدوات الذكاء الاصطناعي المصممة خصيصًا لإنشاء صور أو مقاطع فيديو تتعلق بالاعتداء الجنسي على الأطفال.
بموجب هذا القانون الجديد، قد يواجه الأفراد الذين يثبت امتلاكهم لهذه الأدوات عقوبة السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات، مع إمكانية سجن من يثبت استخدامهم لـ”أدلة التحرش بالأطفال” التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وأوضحت كوبر في تصريحها: “لن تتردد هذه الحكومة في التصرف لضمان سلامة الأطفال عبر الإنترنت. نحن ندرك تمامًا كيف تطورت التهديدات الرقمية، وعلينا التأكد من أن قوانيننا تواكب هذا التطور لحماية أطفالنا.”
تصريحات المصريين في بريطانيا: “خطوة مهمة نحو الأمان الرقمي”
عبّرت الجالية المصرية المقيمة في بريطانيا في حديثها لـ”وصال” عن ارتياحها لهذا القانون الجديد، معتبرة إياه خطوة هامة نحو تعزيز الأمان الرقمي في البلاد.
محمد صلاح، مهندس مقيم في لندن، قال: “هذه خطوة مهمة جدًا، التكنولوجيا تتطور بسرعة كبيرة، وكان من الضروري أن تواكب القوانين هذا التطور لحماية أطفالنا، كمهاجرين مصريين في بريطانيا، نشعر بالطمأنينة لأن الحكومة تولي اهتماماً حقيقياً لحماية الأطفال.”
منى عبدالعزيز، ربة منزل تقيم في مانشستر، أضافت: “أنا أم لثلاثة أطفال، وأشعر بالارتياح الكبير بعد هذا الإعلان فالإنترنت أصبح مكاناً خطيراً، وهذا القانون سيحد من انتشار المحتويات التي تهدد سلامة الأطفال نحن هنا كمجتمع مصري ندعم هذه الخطوات، لأنها تعزز من الأمان الرقمي للجميع.”
أما أحمد منصور، طالب دراسات عليا في لندن، فقد أكد: “هذا القانون يظهر أن الحكومة تأخذ تهديدات التكنولوجيا الحديثة على محمل الجد. في مصر، نعرف مدى تأثير القوانين الحازمة في الحد من الجرائم، وأعتقد أن هذا التشريع في بريطانيا سيكون له تأثير إيجابي كبير على الأمن الرقمي.”
تأثير القانون على السلامة الرقمية
بحسب الخبراء، تأتي هذه الخطوة استجابة لتحذيرات منظمات مثل “مؤسسة مراقبة الإنترنت” (IWF) التي أشارت إلى تزايد التقارير المتعلقة بصور الاعتداء الجنسي على الأطفال التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بنسبة 380% في العام 2024 مقارنة بالعام الذي سبقه، مؤكدة إن بعض هذه الصور أصبحت واقعية لدرجة يصعب فيها التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزيف.
ديريك راي هيل، الرئيس التنفيذي المؤقت لـ IWF، قال: “لقد أظهرت السرعة المخيفة التي أصبحت بها صور الذكاء الاصطناعي غير قابلة للتمييز عن الاعتداء الفوتوغرافي الحاجة إلى تشريع لمواكبة التقنيات الجديدة.”
تعاون دولي وتطوير قوانين جديدة
إلى جانب الخطوات البريطانية، هناك دعوات لتعاون دولي أوسع بين الحكومات لمكافحة الجرائم الإلكترونية الناشئة. فقد أشارت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، إلى أن “القوانين الحالية لم تعد كافية لمواجهة الأدوات الحديثة. ولهذا السبب، نسعى إلى تطوير إجراءات صارمة من خلال التعاون مع دول أخرى لضمان حماية أكبر للأطفال حول العالم”.
التشريع الجديد يتضمن أيضًا إجراءات لرصد وتنظيم بيع وتداول الأدوات البرمجية المستخدمة في إنتاج المواد الاستغلالية. وستكون هناك غرامات صارمة وعقوبات مشددة ضد الشركات أو الأفراد الذين يسهلون الوصول إلى هذه الأدوات.
تعزيز الأمان الرقمي
يرى الخبراء أن هذا القانون قد يكون بداية لتشريعات جديدة في مجال حماية الأطفال على الإنترنت، مع تحرك دول أخرى لتطبيق قوانين مشابهة ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، سيصبح من الضروري أن تبقى القوانين في مواكبة تامة للتكنولوجيا لضمان عدم استغلالها بشكل غير قانوني.
في النهاية، يعزز هذا القانون البريطاني الجديد الأمان الرقمي ويوفر حماية أكبر للأطفال، في خطوة رائدة يأمل كثيرون أن تسهم في مكافحة الجرائم الرقمية في المستقبل.
إليك عطل مفاجئ بخدمات بنك باركليز في بريطانيا يثير استياء العملاء