كتبت – فاتن علي..
توقعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA) انقطاع خدمات الاتصالات والراديو بنسبة تصل إلى 60% في بعض مناطق العالم والمحيطات خلال الساعات القادمة، يأتي ذلك نتيجة شعلة شمسية قوية أطلقتها الشمس واتجهت بسرعة هائلة نحو الأرض.
وأوضحت الإدارة أن هذه الشعلة، التي تعد من الفئة الأقوى والمعروفة بـ”الفئة X”، قد تؤثر على إشارات الملاحة منخفضة التردد، مما يؤدي إلى فقدان جزئي أو كامل للاتصال اللاسلكي في بعض المناطق، ورغم أن تلك الاضطرابات متوسطة الشدة، إلا أنها قد تستمر حتى ساعات متأخرة من اليوم الخميس.
عندما تصل الإشعاعات الشمسية إلى الأرض، فإنها تتسبب في تعطيل الغلاف الأيوني، وهو الطبقة العليا من الغلاف الجوي التي تسهم في دعم خدمات الاتصالات اللاسلكية والراديو.
آثار الشعلة الشمسية
وتشير التوقعات إلى أن الشعلة الشمسية قد تسبب انقطاعًا للموجات الراديوية القصيرة فوق جنوب أفريقيا، إلى جانب اضطرابات في الاتصالات اللاسلكية بالمحيطات، كما قد تصاحب هذه العاصفة الشمسية ظاهرة “الشفق القطبي”، حيث تتفاعل الجسيمات المشحونة مع المجال المغناطيسي للأرض، مما يزين السماء بألوان مبهرة تتراوح بين الأخضر، والوردي، والأحمر، والأصفر، والأزرق، والبنفسجي.
ومن المتوقع أن تكون هذه الظاهرة مرئية في مناطق شمالية عديدة مثل شمال مونتانا، شمال داكوتا، مينيسوتا، وشمال شرق واشنطن، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من الولايات المتحدة مثل شمال ويسكونسن وميشيغان العليا.
تفسير علمي للظاهرة
الانفجارات الشمسية هي ظاهرة تحدث بسبب المجالات المغناطيسية القوية في المناطق المظلمة من سطح الشمس، والمعروفة بالبقع الشمسية، وعندما تنفجر هذه التوهجات، تطلق إشعاعات كهرومغناطيسية بسرعات هائلة تصل إلى سرعة الضوء، مما يؤدي إلى تأثيرات ملحوظة على الأرض، خاصة في الغلاف الأيوني.
توقعات الخبراء
وفي تعليق على الحادثة، غردت الفيزيائية الفضائية تاميثا سكوف على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، مشيرة إلى أن العاصفة الشمسية التي اتجهت نحو الأرض قد تنحرف قليلاً بسبب تيارات الرياح الشمسية السريعة.
وأوضحت أن التأثيرات المتوقعة ستكون خفيفة نسبيًا وستظهر بحلول منتصف نهار 11 ديسمبر.
وتعد العواصف الشمسية من الظواهر الكونية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة البشر، حيث قد تسبب تعطل أنظمة الاتصالات، الملاحة، وحتى شبكات الكهرباء في حالات العواصف القوية، ومع ذلك، فإن الظواهر المصاحبة لها، مثل الشفق القطبي، تضفي جمالًا فريدًا على سماء الليل في بعض المناطق.