كتبت – أميرة سلطان..
شهدت الانتخابات الأمريكية 2024 مشاركة واسعة من المصريين المقيمين فى الولايات المتحدة الذين حرصوا على إظهار تفاعلهم مع الحدث السياسي البارز، وقد تميزت مشاركتهم فى هذه الانتخابات بأبعاد سياسية وإنسانية لافتة، حيث أظهر الكثير منهم دعماً قوياً للقضية الفلسطينية، وعبّروا عن مواقفهم من خلال الملابس والرموز التى ارتدوها أثناء مشاركتهم فى عملية الاقتراع.
الانتخابات الأمريكية 2024
لم يتوقف الأمر عند الحضور الشخصى لمراكز الاقتراع فقط، بل انتشرت صور المصريين الذين شاركوا في الانتخابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع. وأظهرت هذه الصور أعداداً كبيرة من المصريين الذين حرصوا على التوثيق لحظة الإدلاء بأصواتهم مع الإشارة بوضوح إلى المواقف السياسية التي يتبنونها، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك و تويتر و إنستجرام مشاركات مكثفة، حيث قام المصريون المقيمون في الولايات المتحدة بنشر صور لهم من داخل مراكز الاقتراع، مع تعليقات تعكس تفاعلهم مع القضايا السياسية والاجتماعية في بلدانهم الأصلية، فضلاً عن اهتمامهم الكبير بالسياسة الأمريكية وتأثيرها على المنطقة العربية.
لم تقتصر مشاركة المصريين في الانتخابات الأمريكية على الإدلاء بأصواتهم فقط، بل حملت طابعاً خاصاً يعكس التفاعل مع القضايا العالمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فقد تداول العديد من المصريين صوراً لهم أثناء التواجد في مراكز الاقتراع وهم يرتدون تيشرتات مكتوب عليها “فلسطين”، تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
مشاركة الجالية المصرية
تعتبر الجالية المصرية فى الولايات المتحدة واحدة من الجاليات العربية المؤثرة في الانتخابات الأمريكية، حيث يُقدّر عددهم بنحو مئات الآلاف، وعلى الرغم من أنهم لا يشكلون كتلة تصويتية كبيرة مقارنة بالجاليات الأخرى مثل اللاتينيين أو الأمريكيين من أصل أفريقي، إلا أن مشاركتهم تظل ذات أهمية رمزية.
تسهيلات للناخبين الجدد
من جهتها، قالت أمل حسن مصرية مقيمة في الولايات المتحدة،”أدليت بصوتي لأول مرة في الانتخابات الأمريكية، حيث حصلت على الجنسية الأمريكية منذ وقت قريب ولم تتسن لي فرصة المشاركة في الانتخابات السابقة، سعيدة بمشاركتى فى هذا الحدث الضخم، الأمور جرت بسلاسة ونظام شديد، وكان كل شيء منظمًا”.
وتابعت: “أنا أول مرة انتخب، وكنت حاسة ببعض القلق والتوتر، لكن فوجئت بأن الأمر أسهل مما توقعت. كان كل شيء منظمًا وهناك أفراد داخل المقار الانتخابية مهمتهم مساعدة من يدلون بأصواتهم للمرة الأولى، فهموني كيفية الاقتراع ومحتوى بطاقة الانتخاب والاختيارات الموجودة بها، وتركوا لى مهمة اختيار من أفضل، وبعد التوصيت، كان هناك لافتة ترحيبية بالناخبين الجدد، والتقطت صورة تذكارية إلى جوارها وسط أجواء جميلة”.
عن رأيها في الانتخابات، قالت إنها انتخبت كاميلا هاريس في الانتخابات الأمريكية لأنها تجدها أكثر تضامنًا مع العرب والمهاجرين، على عكس منافسها دونالد ترامب، الذي يتبنى سياسات تشدد فيما يتعلق بالهجرة. وأضافت:”بالنسبة لي، كاميلا هاريس هي الأمل الأكبر، خاصة في ما يتعلق بالحقوق الإنسانية وقضايا المهاجرين. في حين أن ترامب لم يخفِ موقفه المتشدد، فقد كانت هاريس دائمًا أكثر انفتاحًا على قضايا اللاجئين والمهاجرين، ولذلك كان صوتي لها.
ناخب يرتدى قميص فلسطين
من جهة أخرى، تحدث مصطفى الحسينى، شاب مصري مقيم في الولايات المتحدة، عن توقعاته لنتيجة الانتخابات الأمريكية قائلاً: “أتوقع فوز ترامب رغم كل محاولات الحزب الديمقراطي المستميتة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. لكن سبق السيف العذل. على مدار الشهر الماضي وحتى الأمس، طرق باب منزلي عشرات ممثلي الحزب الديمقراطي ليسمعونا الكلام المعسول الذي يظنوا أنهم يستطيعون به استمالة/’اشتغالة’ العرب والمسلمين في الولايات المتأرجحة”.
وأضاف مصطفى: “بالرغم من محاولاتهم المستمرة، إلا أنني لا أعتقد أن هناك ما يمكن أن يغير موقف العديد من المصريين والعرب هنا في أمريكا، خصوصاً أن ترامب يظل الأكثر وضوحًا في موقفه، خاصة تجاه السياسات الداخلية والخارجية، أنا شخصياً أعتقد أنه سيكون له الغلبة مجددًا، رغم الانتقادات التي يواجهها.”
مطالب الجاليات العربية
تعد الانتخابات الأمريكية فرصة للجاليات العربية في الولايات المتحدة للتعبير عن مواقفهم تجاه القضايا التي تهمهم، وخاصة في ما يتعلق بـالحقوق المدنية والقضية الفلسطينية، وقد أظهرت مشاركة المصريين بشكل خاص في هذه الانتخابات رغبتهم في التأثير على السياسة الأمريكية بطريقة تدعم الحقوق الفلسطينية، خاصة في ظل تزايد التوترات في المنطقة.