كتبت – أميرة سلطان..

تشهد الولايات المتحدة تفشيًا غير مسبوق لفيروس إنفلونزا الطيور من سلالة “H5N1″، الذى أصاب العديد من الأبقار الحلوب والطيور في أكثر من 15 ولاية أميركية، ففي ظل هذه الأزمة الصحية المتفاقمة، أعلنت الحكومة الأميركية عن إجراءات فحص جديدة تشمل اختبار الألبان في مزارع الألبان بمناطق محددة للكشف المبكر عن الفيروس بهدف احتوائه ومنع انتشاره بشكل أوسع.

عودة فيروس إنفلونزا الطيور

في خطوة غير مسبوقة، أمرت وزارة الزراعة الأميركية، اعتبارًا من 16 ديسمبر، بإجراء اختبارات شاملة للألبان الخام (غير المبستر) في مزارع الألبان المنتشرة عبر الولايات الست الأكثر تأثراً بالفيروس وهي كاليفورنيا وكولورادو وميشيغان وميسيسيبي وأوريجون وبنسلفانيا.

تهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز قدرة السلطات الصحية على مراقبة انتشار الفيروس بين الأبقار، بالإضافة إلى توفير معلومات دقيقة حول الفيروس الذي أودى بحياة ملايين الطيور والأبقار الحلوب، كما أكدت الوزارة أن هذه الفحوصات ستساهم في السيطرة السريعة على الفيروس والحد من انتشاره إلى المزيد من المزارع.

الفيروس يقترب من التحول إلى جائحة

أعادت دراسة حديثة من كاليفورنيا إشعال المخاوف العالمية بشأن فيروس إنفلونزا الطيور، إذ أكدت أن سلالة “H5N1” المنتشرة بين الأبقار فى الولايات المتحدة قد تكون على بعد “طفرة واحدة فقط” من أن تصبح قادرة على الانتقال بسهولة أكبر بين البشر.

وفي تصريحات للباحث جيمس بولسون، أستاذ الطب الجزيئى فى سكريبس للأبحاث، قال: “الفيروس في صورته الحالية لا يزال أكثر قدرة على إصابة الحيوانات، لكن هذه السلالة لا تبعد سوى خطوة واحدة عن القدرة على إصابة الخلايا البشرية، وهو ما قد يمهد الطريق لتحوله إلى جائحة.”

إصابات بشرية نادرة

ورغم أن حالات الإصابة البشرية بفيروس “H5N1” كانت نادرة، حيث تم الإبلاغ عن إصابات محدودة بين عمال المزارع الذين تعرضوا بشكل مباشر للحيوانات المصابة، فإن العلماء يحذرون من أن الفيروس قد يتحول ليصبح أكثر قدرة على إصابة البشر، ووفقًا لتقارير “نيو ساينتست”، فقد أظهرت الدراسات أن طفرة واحدة قد تمنح الفيروس القدرة على إصابة الخلايا المبطنة لأنف الإنسان وحنجرته، مما يزيد من احتمالية انتقاله عبر الهواء بين البشر.

ويشير الخبراء إلى أن الفيروس فى حال حدوث تلك الطفرة قد يصبح أكثر فتكًا ويتسبب في انتقال واسع النطاق بين البشر، مما قد يتحول إلى جائحة عالميّة فى حال لم يتم احتواؤه بسرعة.

التأكد من سلامة الألبان

في حين أن بعض التقارير أشارت إلى تزايد المخاوف بشأن انتقال الفيروس عبر المنتجات الحيوانية، أكدت وزارة الزراعة الأميركية أن خطر انتقال الفيروس إلى البشر عبر استهلاك الألبان ما زال منخفضًا، وأوضح المسؤولون أن عملية البسترة أو المعالجة الحرارية للألبان تقتل الفيروس تمامًا، مما يجعل الألبان آمنة للاستهلاك البشري.

وقد طمأن المسؤولون المواطنين بأن جميع الإجراءات الحالية تستهدف بشكل رئيسي مراقبة الفيروس بين الحيوانات وإبقاء سلسلة الإنتاج الزراعي آمنة.