كتبت – وفاء عثمان..
انتشرت في الأيام الأخيرة، على نطاق واسع منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات إلكترونية تزعم أن المملكة العربية السعودية قررت إلغاء شرط وجود المحرم للمرأة الراغبة في أداء فريضة الحج هذا الموسم.
وأثارت تلك الأنباء جدلًا واسعًا بين المستخدمين، خاصة بعد أن ادّعى بعض المدونين أن وزارة الحج والعمرة السعودية هي من أعلنت القرار رسميًا.
بحسب تصريحات رسمية، فإن وجود المحرم لم يعد شرطًا لأداء مناسك الحج، حيث أكد باسل السيسي، عضو غرفة السياحة، أن إلغاء شرط المحرم للسيدات بدأ بالفعل منذ بداية العام الحالي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”وصال” أن هذا القرار ليس جديدًا وأنه مفعّل منذ موسم العمرة وتم إعلام شركات السياحة به.
يذكر أن السعودية كانت قد ألغت هذا الشرط لأول مرة في عام 2022، مشترطةً حينها أن تسافر المرأة ضمن “عصبة من النساء”، أي في مجموعة، لكن هذا القيد تم التخلي عنه لاحقًا، مما سمح للنساء بأداء الحج وفق الشروط التنظيمية المتعلقة بالعمر والحالة الصحية، دون أي فوارق بين الرجال والنساء.
ويعود أصل شرط المحرم إلى فتوى شرعية تستند إلى حديث نبوي حول عدم جواز سفر المرأة وحدها لمسافة طويلة، وهو ما كان الأساس الفقهي لاعتماد هذا الشرط سابقًا، لكن مع التطورات الجديدة، تم تعديل هذه القواعد ليصبح بإمكان النساء أداء الحج دون الحاجة إلى محرم، وفقًا للشروط المعتمدة لهذا الموسم.
يذكر انه لطالما ارتبطت مسألة سفر المرأة بدون محرم بفتاوى دينية قديمة تستند إلى الحديث النبوي: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا ومعها ذو محرم” وقد كان هذا الأساس الذي استند إليه الفقهاء في اشتراط المحرم لسفر المرأة، بما في ذلك السفر للحج.
الفتاوى الفقهية المختلفة حول سفر المرأة
رغم أن بعض المذاهب الفقهية اشترطت وجود المحرم، إلا أن هناك اجتهادات أخرى أجازت سفر المرأة دون محرم إذا توفرت ظروف الأمان، وهو ما استندت إليه عدة دول ومؤسسات دينية حديثًا عند مراجعة هذه القوانين.