كتبت – أميرة سلطان..

مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في يناير المقبل، تتجه الأنظار إلى سلسلة من القرارات الهامة التي يعتزم اتخاذها، كان أبرزها إعلان الحزب الجمهوري عزمه على إلغاء التوقيت الصيفى في أمريكا، ففى تصريحات له عبر منصته “تروث سوشال”، وصف ترامب التوقيت الصيفي بأنه “غير مريح ومكلِّف للغاية”، مؤكدًا أن هذه الخطوة تحظى بدعم قوى داخل الحزب الجمهوري، رغم أنها لا تلقى تأييدًا واسعًا من فئات الشعب الأمريكي.

إلغاء التوقيت الصيفى فى أمريكا

يطبق التوقيت الصيفي فى معظم الولايات الأمريكية من مارس إلى نوفمبر من كل عام، ويهدف إلى الاستفادة القصوى من ضوء النهار، لكن العديد من الأمريكيين بدأوا في التشكيك بفوائده، حيث يرون أن تعديل الساعات مرتين سنويًا يربك الساعة البيولوجية للجسم، ويؤثر سلبًا على الإنتاجية والصحة العامة.

في السياق ذاته، أعلن كل من إيلون ماسك وفيفيك راماسوامى، الذين تم تعيينهما من قبل ترامب لقيادة وزارة جديدة تهدف إلى تحسين كفاءة الحكومة، دعمهما لهذه الخطوة، وقد عبرا عن تأييدهما لقرار إلغاء التوقيت الصيفي، معربين عن رغبتهم في تنفيذه دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول صلاحيات اتخاذ قرارات تنفيذية فى هذا الشأن.

آراء متباينة حول التوقيت الصيفى

بينما يفضل البعض استمرار العمل بالتوقيت الصيفي بسبب الفوائد الاقتصادية المحتملة، مثل تعزيز النشاط التجاري وزيادة ساعات العمل النهارية، هناك من يرى أن التوقيت الشتوى ينسجم بشكل أكبر مع الدورة الطبيعية للنوم، خاصة مع ما يُعرف بالإيقاع البيولوجى للجسم، كما يؤكد بعض الأطباء والمتخصصين في النوم أن التوقيت الصيفي يُسبب اضطرابات صحية للأفراد.

التاريخ الطويل للتوقيت الصيفي في أمريكا

بدأ العمل بالتوقيت الصيفى فى الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى، كإجراء لتوفير الطاقة وتعزيز الإنتاجية، ومع مرور الوقت، أصبح جزءًا من الحياة الأمريكية، إلا أن دعوات لتثبيته طوال العام ظهرت بشكل دوري، خاصة في السبعينات أثناء أزمة الطاقة، ورغم المحاولات المتعددة لجعل التوقيت الصيفي دائمًا، إلا أن هذه المبادرات واجهت مقاومة شعبية، بسبب الحوادث المرتبطة بتغيير الوقت وتأثيراته على الأطفال أثناء انتظارهم للحافلات المدرسية في الظلام.

الولايات المستثناة من التوقيت الصيفى

في الواقع، هناك بعض الولايات الأمريكية التى لا تطبق التوقيت الصيفى مثل هاواى وأريزونا، وذلك بسبب اختلاف الظروف المناخية والاقتصادية، إضافة إلى ذلك، فإن بعض الأقاليم الأمريكية ترفض أيضًا تطبيق التوقيت الصيفي، وفي عام 2022، حاول مجلس الشيوخ الأمريكى إقرار قانون لجعل التوقيت الصيفى دائمًا، إلا أن التشريع فشل في الحصول على موافقة مجلس النواب.

مع تولي ترامب رسمياً منصب الرئيس في يناير المقبل، من المتوقع أن يعيد طرح قضية التوقيت الصيفي على الطاولة، في خطوة قد تثير المزيد من الجدل فى الأوساط السياسية والشعبية.