كتبت – فاتن علي..
أعلنت نقابة “فيردي” رسميًا عن تنظيم إضراب تحذيري يوم الإثنين المقبل، والذي سيؤدي إلى شلل تام في خدمات الحافلات ومترو الأنفاق والترام التابعة لشركة النقل العام في برلين (BVG)، وسيتأثر مئات الآلاف من سكان المدينة بتعليق الخدمة من الساعة الرابعة صباحًا يوم الاثنين وحتى الساعة الرابعة صباحًا من يوم الثلاثاء التالي.
جاء الإضراب على خلفية تعثر مفاوضات الأجور بين نقابة “فيردي” وإدارة شركة النقل العام في برلين. وكانت النقابة قد أجرت مشاورات داخلية مع أعضائها بعد الجولة الأولى من المفاوضات التي عقدت في 15 يناير، حيث طُرحت فكرة تنظيم إضراب لتحفيز التوصل إلى اتفاق، وأسفرت المشاورات عن تأييد واضح من الأغلبية لتنظيم الإضراب.
وأوضحت النقابة في بيان: “رغم تقديم مطالبنا في أكتوبر الماضي لكل من إدارة شركة النقل العام والاتحاد البلدي لأصحاب العمل، لم يتم تقديم أي عرض خلال الجولة الأولى من المفاوضات، كما ظهر تباين كبير في تقديرات الحاجة لتعويض الأجور بين الطرفين”.
إضراب كامل في شبكة النقل العام
سيشهد يوم الاثنين توقفًا كاملًا لخدمات الحافلات ومترو الأنفاق والترام في برلين، بينما ستستمر خدمات قطارات “S-Bahn” والقطارات الإقليمية التابعة لشركة السكك الحديدية الألمانية (Deutsche Bahn) في العمل، ويتوقع أن يؤدي الإضراب إلى ازدحام كبير في شوارع المدينة وزيادة الاختناقات المرورية.
وفي هذا السياق، قال جيريمي أرندت، رئيس فريق التفاوض في نقابة “فيردي”: “نحظى بتفهم كبير من الركاب لمطالبنا. ونعتمد الآن على هذا التفهم لأن الإضراب هو السبيل الوحيد للضغط من أجل تحقيق تلك المطالب”.
مطالب النقابة
تطالب النقابة بزيادة رواتب نحو 16,000 موظف بمقدار 750 يورو شهريًا، بالإضافة إلى علاوة بقيمة 300 يورو للعاملين في الخدمات الميدانية والورديات، وعلاوة إضافية بقيمة 200 يورو للعمل في الورديات، فضلاً عن صرف راتب إضافي يعادل شهرًا كاملًا كمكافأة عيد الميلاد، وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذه المطالب حوالي 250 مليون يورو سنويًا، وهي الأكبر في تاريخ المطالب العمالية.
وعبّر سفين غلوبيغ، عضو لجنة التفاوض في النقابة، عن استياء العاملين قائلًا: “رغم ارتفاع الأسعار بشكل كبير، لم يحصل موظفو شركة النقل العام على أي زيادة عادلة منذ ثلاث سنوات، نحن مستاؤون من عدم تقديم أي عرض في الجولة الأولى من المفاوضات، والإضراب هو وسيلتنا للتعبير عن جديتنا قبل الجولة المقبلة”.
رد فعل الشركة
في المقابل، وصفت إدارة شركة BVG مطالب النقابة بأنها “مبالغ فيها”، معتبرة أن الإضراب التحذيري “غير مبرر”، وقالت الشركة في بيان: “هذا التصعيد غير الضروري قبل بدء جولة مفاوضات حقيقية يتعارض مع رغبة جميع الأطراف في إيجاد حلول بناءة تخدم الموظفين والشركة وركاب برلين”.
ومع ذلك، أكدت الشركة أنها ستقدم عرضًا جديدًا للنقابة خلال جولة المفاوضات المقبلة المقررة في 31 يناير.
نصائح للمسافرين وتطورات النزاع
ودعت الشركة الركاب إلى متابعة التحديثات المتعلقة بخدمات النقل عبر تطبيق FahrInfo أو الموقع الإلكتروني BVG.de قبل التخطيط لرحلاتهم.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات بين الطرفين حتى 10 أبريل، الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق. وحتى ذلك الحين، يبقى سكان برلين في مواجهة تحديات الإضراب وآثاره على حياتهم اليومية.