كتب- محمد أبو الدهب..
أعلنت السلطات الصحية الفرنسية عن تعزيز إجراءات المراقبة والاستعدادات لمواجهة فيروس أنفلونزا الطيور (H5N1)، وذلك في أعقاب الإصابات البشرية المتتالية التي سُجّلت في الولايات المتحدة الأمريكية.
استعدادات فرنسية مشددة لتطور أنفلونزا الطيور H5N1
مخاوف من تطورات مُحتملة للفيروس دفعت جريجوري إيمري، المدير العام للصحة في فرنسا، إلى التأكيد على أن بلاده مُستعدّة لمواجهة أي تهديد محتمل.
وقال إيمري: “نحن جاهزون للاختبار والتتبع والعزل، مثلما حدث مع جائحة كوفيد-19″، مضيفًا أن فرنسا تعمل على تعزيز أنظمة المراقبة لديها استعدادًا لأي سيناريو وبائي محتمل.
أنفلونزا الطيور H5N1.. مخاطر محدودة ولكنها قائمة
في الوقت الحالي، يُعتبر خطر انتقال فيروس أنفلونزا الطيور إلى عامة السكان “منخفضًا”، وفقًا لتقييم السلطات الصحية الفرنسية والأوروبية.
ومع ذلك؛ فإن الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل المزارعين الذين يتعاملون مع الدواجن، يواجهون مستوى خطر يتراوح بين “منخفض إلى متوسط”، والتطورات المحتملة للفيروس تظل مصدر قلق.
وأشارت السُّلطات إلى أن الفيروس لم ينتقل بعد بين البشر، وأن الحالات المُسجّلة في الولايات المتحدة كانت في معظمها خفيفة، باستثناء حالة وفاة واحدة لشخص يعاني من أمراض مصاحبة.
سيناريوهات تطور فيروس أنفلونزا الطيور H5N1
تتمتع فيروسات الإنفلونزا بقدرة كبيرة على التكيف والتحوّر، ما يزيد من احتمالية تحوّلها إلى تهديد أكبر.
وأوضحت ماري آن راميكس ويلتي، رئيسة المركز الوطني للفيروسات التنفسية في معهد باستور، أن الخطر الرئيسي يكْمُن في قدرة الفيروس على الانتشار بين البشر، وهو ما يتطلّب سلسلة من الطفرات الجينية.
وسُلط الضوء على احتمالين رئيسيين لتطوّر الفيروس: الأول هو انتقاله عبر وسيط من الثدييات، مثل الأبقار الحلوب التي تم اكتشاف الفيروس فيها مؤخرًا في الولايات المتحدة.
والثاني هو إعادة تشكيل الفيروس مع فيروسات الإنفلونزا الموسمية، ما قد يؤدِّي إلى ظهور فيروس هجين قادر على الانتقال بين البشر.
إجراءات وقائية
تعمل فرنسا على تعزيز استعداداتها لمواجهة أي تهديد محتمل، حيث خزّنت لقاحات وأدوية مضادة للفيروسات، بالإضافة إلى الأقنعة الطبية.
وطوّرت فرنسا لقاح ضد فيروس أنفلونزا الطيور H5N1 للبشر، على الرغم من أنه غير متاح حاليًا للجمهور، بينما شجّعت العاملين في قطاع الدواجن على التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية.
نظام مراقبة مُحسَّن
وضعت السُّلطات الفرنسية نظام مراقبة شامل للكشف عن أي حالات إصابة محتملة؛ خصوصًا بين الفئات المُعرّضة للخطر مثل المزارعين.
وعكفت على تحليل حالات الإنفلونزا الشديدة التي قد تكون مرتبطة بالفيروس، كما تعمل السُّلطات الصحية على زيادة الوعي بين العاملين في المجال الصحي لضمان الكشف المبكر عن أي حالات مشتبه بها.
وتظل فرنسا في حالة تأهب قصوى، وسط تنبيهات حكومية بضرورة الاستعداد لأي تطوّرات محتملة، مع التركيز على الوقاية والمراقبة الفعَّالة لتجنُّب أي سيناريو مشابه لجائحة كوفيد-19.
مخاوف بعد وفاة أول حالة لقطة مصابة بـ أنفلونزا الطيور في إيطاليا