كتبت – فاتن علي..
شهدت مناطق شمال كوينزلاند بأستراليا هطول أمطار غزيرة ذات طابع إعصاري، مما أدى إلى إصدار تحذيرات بإخلاء ستة أحياء في مدينة تاونزفيل، وسط مخاوف من فيضانات خطيرة.
وتتعرض المنطقة منذ أيام لأمطار استوائية غزيرة تسببت في إغلاق الطرق وحدوث فيضانات مفاجئة وعمليات إنقاذ متعددة، فيما تتوقع هيئة الأرصاد الجوية استمرار هطول الأمطار حتى يوم الاثنين على الأقل، مع تسجيل معدلات تتراوح بين 200 و350 ملم من كيرنز إلى ماكاي، بينما تجاوزت بعض المناطق 1000 ملم خلال الأسبوع الماضي.
وأفاد مات كولبي، من مكتب الأرصاد الجوية، بأن التحذيرات الجوية الشديدة لا تزال سارية في تلك المناطق، حيث من المتوقع أن تتسبب الفيضانات المفاجئة وفيضانات الأنهار في مخاطر تهدد الحياة.
وأوضح أن المنخفضات الاستوائية حول شمال كوينزلاند تُغذي هذه الأمطار الغزيرة، رغم عدم تطورها إلى إعصار، فيما يُحتمل أن يتحول منخفض آخر في بحر المرجان إلى إعصار مداري.
عمليات إجلاء لمواجهة الفيضانات
وبدأت السلطات عمليات طرق الأبواب في ستة أحياء منخفضة في تاونزفيل، وهي كلودن، هيرميت بارك، إداليا، أونونبا، ريلووي إستيت، وروسليا، بعدما حذرت مجموعة إدارة الكوارث المحلية من أن الفيضانات قد تصل إلى الطوابق الثانية من المباني. وتم فتح مركز إجلاء في هيتلي لاستقبال المتضررين.
وحث رئيس حكومة كوينزلاند، ديفيد كريسافولي، السكان في المناطق الخاضعة لتحذير “الاستعداد للإخلاء” على اتخاذ التدابير اللازمة تحسبًا لأي طارئ.
نشر قوات دعم وتحذيرات من مخاطر الفيضانات
وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في تاونزفيل وإينيسفايل، فيما تم نشر المزيد من عناصر الشرطة وقوات الطوارئ وخدمات الإطفاء في المناطق المتضررة، وفقًا لمنسق إدارة الكوارث في الولاية، شين تشيليبي، كما تم وضع حوالي 300 موظف من شركات الكهرباء في حالة تأهب، بينما يشارك الجيش الأسترالي في عمليات الدعم على الأرض.
وشدد تشيليبي على ضرورة التزام السكان بتحذيرات الطوارئ واتباع توجيهات السلطات، قائلًا: “لا نريد أن نضطر لإنقاذ أحد عندما ترتفع مياه الفيضانات، فهذا يعرض حياتكم وحياة فرق الإنقاذ للخطر، الساعات الـ 24 القادمة ستكون حاسمة”.
كما أُصدرت تحذيرات بحدوث فيضانات في أنهار بورديكين، بروسربين، وبلاك، مع تحذير من فيضانات كبرى في أنهار هوتون، هيربرت، روس، بوهل، وبلاك.
مقارنة بفيضانات 2019 وتدابير وقائية
وأكد رئيس مجموعة إدارة الكوارث المحلية في تاونزفيل، أندرو روبنسون، أن الوضع الحالي لا يُتوقع أن يكون بنفس شدة كارثة 2019، عندما تسببت موجة أمطار موسمية في دمار واسع النطاق وفقدان أرواح.
وقال روبنسون: “يجب ألا ننتظر حتى فوات الأوان”، مشيرًا إلى أن مجلس المدينة يعمل على تصريف المياه من سد نهر روس لإدارة مستويات المياه.
تحذيرات من حرائق الغابات مع ارتفاع درجات الحرارة
في المقابل، أصدرت هيئة الإطفاء الريفية تحذيرات لسكان المناطق المعرضة لخطر حرائق الغابات، مع توقع موجة حر شديدة الأسبوع المقبل، ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات في ولاية فيكتوريا، مع احتمال حدوث عواصف جافة وبرق، مما يزيد من خطر اندلاع الحرائق في المناطق الغربية والوسطى.
وأكد رئيس هيئة الإطفاء الريفية، جيسون هيفيرنان، أن الظروف المناخية قد تجعل السيطرة على الحرائق أكثر تعقيدًا، قائلًا: “لدينا بالفعل عدة حرائق كبيرة مشتعلة في منطقة غرامبيانز وليتل ديزرت، وهذه الفترة الحارة والجافة قد تزيد من التحديات أمام فرق الإطفاء”.
ولا تزال فرق الإطفاء تعمل على احتواء 3 حرائق غابات مشتعلة في منطقة غرامبيانز، فيما تراجعت حدة حرائق ليتل ديزرت، مع تقدم الجهود لاحتوائها قبل نهاية الأسبوع.
دعوات للسلامة المائية مع ارتفاع درجات الحرارة
ومع ارتفاع درجات الحرارة، دعت منظمة “لايف سيفينغ فيكتوريا” السكان إلى توخي الحذر أثناء السباحة، والتأكد من وجودهم في أماكن آمنة بين الأعلام الحمراء والصفراء، فضلًا عن مراقبة الأطفال قرب المياه.